يعتبر المد والجزر ظاهرة قد يحدث فيها انخفاض وارتفاع في مياه المسطحات المائية، وعلى مدار فترات زمنية متباعدة ومحددة، ويرجع المد والجزر لظهور قوى جاذبية القمر والشمس، وأيضًا تتعرض لها كافة المسطحات المائية كبيرة كانت أو صغيرة، كما لا يمكن ملاحظة ظاهرة المد والجزر بسهولة إلا عند تصادم اليابسة بالماء.

فوائد المد والجزر

يجب العلم أن للمد والجزر أهمية قصوى، كما له أيضًا فوائد كثيرة، ومنها:

– تساعد ظاهرة المد والجزر من خلال حركاتها على حركة الملاحة البحرية وأيضًا حركة السفن، فيختار البحارة عادة الوقت الذي يكون فيه المد مرتفعًا لكي يبحر، لأن السفن تلك الوقت تدخل بكل يسر إلى الموانئ عن طريق المد والجزر، مما يسهل عملية التنقل البحري بين الموانئ.

– يعمل المد والجزر على إزالة أي ملوثات في المياه بحار كانت أو محيطات، وأيضًا يعمل المد والجزر على نشر المغذيات للكائنات البحرية التي تحتاجها من أجل البقاء على قيد الحياة.

– تمتلئ المناطق التي بها المد والجزر بالكائنات البحرية التي تصلح للأكل، كالسرطانات، وبلح البحر، والأعشاب البحرية، وأيضًا المسطحات الصغيرة المائية تكثر بها الأسماك الصغيرة وقليل من الخضروات البحرية التي تصلح للأكل، حيث يتجه معظم صائدي الأسماك لصيد تلك الكائنات البحرية، فالمد والجزر أهمية كاملة، حيث أن بدونه لا تتغذى تلك الكائنات كي تظل على قيد الحياة.

– من خلال ظاهرة المد والجزر فقد يستدل من خلاله صيادي السمك على بداية ونهاية يومهم، لأنهم يحتاجوا المد لدخول السفن إلى الموانئ بيسر، وفي بعض الدول التي تقع على الشواطئ، تعمل الحكومات جداول أساسية ثابتة مدون بها مواعيد المد والجزر، حيث يمكن للصيادين الاعتماد عليها لمساعدتهم في عملهم، فهم يحتاجون مرتفع يرفع السفن إلى الداخل.

– في مجال السباحة يعد المد والجزر أمرًا هامًا، للسباحة على الشواطئ، فيختار السباح الوقت الذي يكون فيه المد، وأيضًا يتم البحث عن المحار الملزمي وقتما يكون البحر في وضع الجزر، من خلال المناطق التي شاهدت المد.

– من خلال المد والجزر تقوم بنقل المياه الملوثة من الشواطئ للأعماق حتى ترقد في قاع البحار والمسطحات، مما تجعل الموانئ نظيفة وقتها.

– من حركة المد والجزر تولد الطاقة الكهربائية، لأن طاقة المد والجزر تعتبر طاقة متجددة، ويتم الاستفادة من المد والجزر لتوليد الكهرباء بعدة طرق، المبدأ الرئيسي فالاستفادة من الاختلافات التي قد تحدث بين المد والجزر المنخفض والعالي، ولكي يتحقق الهدف يتم وضع سدود مخصصة لمنع تسريب المياه، خلال وقت انحسار ظاهرة المد والجزر، فيقوم بتمرير المياه خلف السد الحاجز عند انحسار المد، فيمر الماء من خلال توربين ملحق بمولدات الكهرباء، ومن خلال تلك العملية يتم توليد الطاقة الكهربائية.

كيف تحدث عملية المد والجزر

يرجع السبب في عملية المد والجزر لتأثير جاذبية القمر على الأرض، فلما تصل شدة جذب القمر أعلى ما يكون بجانب الأرض الذي تواجه القمر، فبتالي تعمل قوة الجذب على جذب المياه للأعلى، فينتج عنها حدوث المد والجزر المرتفع لتلك النقطة، وأيضًا لدوران الأرض عامل أساسي لحدوث ظاهرة المد والجزر، فمن خلال دورانها تقوم بطرد المياه بعيدًا عنها وعن سطحها، مما يؤدي إلى تجمع الماء باتجاه الذي يعكس القمر، ولكن الشمس تتجلى دورها من خلال جاذبيتها، فمن المتعارف أن المسافة بين الشمس والأرض أكبر من المسافة التي تكون بين القمر والأرض، فالمد والجزر الناتج من قبل جاذبية الشمس يكون حجم ارتفاعه نصف الارتفاع الذي يحدث في المد والجزر من قبل جاذبية القمر بالتقريب.

كما يمكننا القول بأن ترتفع وتنخفض مياه المسطحات المائية، مرتين فيما يقارب 24 ساعة و50 دقيقة، وهذه الفترة من الزمن قائمة خلال طلوعين متتابعين للقمر، وهذه الفترة تتحدد عبر دوران القمر حول الأرض.

عيوب المد والجزر

– احتمال بسيط لتعرض السمك الذي يمر بالقرب من التيارات الخاصة بالمد والجزر لأخطار مثل انخفاض الضغط والاصطدام بها مباشرة، فقد تتراوح نسبة الضرر والفقد من 5-15% تقريبًا.

– من أكثر العيوب محدودية الطاقة التي قد يعاني منها الطاقة المادية.

أنواع المد والجزر

– المد والجزر المحاقي، وذلك يكون عندما تكون قوة الشمس في وضع الزاوية القائمة مع قوة جذب القمر، فبذلك يكون القمر أقل من المستوى المعتاد عليه، عندما يكون القمر في ربعه الأول وأيضًا الأخير.

– المد التام: يحدث عند اتحاد قوة جذب الشمس مع قوة جذب القمر، ويقع القمر بين الأرض والشمس، مما يجعل المد أعلى مستوى له، ويكون القمر في ربعه الأول.

أماكن حدوث المد

يحدث المد خلال دوران الأرض في الأماكن المجاورة للقمر، فقد تجذب تجاهها القوة الناشئة من جاذبية السطح المائي، وبالابتعاد عن تلك الأماكن يحدث هنا الجزر، كما يختلف ارتفاع وانخفاض الجزر من اختلاف الموقع لموقع آخر، فقد يصل ارتفاع المد بالمناطق لأكثر من 200 سم.