تهاجر أنواع كثيرة من الأسماك بشكل منتظم على نطاقات زمنية ما بين يوم إلى أو أطول من ذلك ، وعلى مسافات تتراوح بين بضعة أمتار إلى آلاف الكيلومترات ، وتهاجر الأسماك عادة للحصول على الغذاء أو للتكاثر ، ولكن في حالات أخرى تكون الأسباب غير واضحة وهذا ظهر بعد التلوث البيئي والصيد الجائر .
هجرة الأسماك
وتضمن عمليات هجرة وانتقال الأسماك من جزء من مكان مائي إلى آخر بشكل منتظم ، ولكن أنواع الهجرة شاذة حيث تعيش الأسماك البالغة في المياه المالحة وتهاجر إلى المياه العذبة للتكاثر أو وضع البيض . وتقوم الأسماك العلفية هجرات كبيرة بين مناطق تفريغ البيض ومناطق الحصول على التغذية ومناطق حضانة السمك ، وترتبط حركات الأسماك بتيارات المحيط وبتوافر الطعام في مناطق مختلفة وفي أوقات مختلفة من العام .
وقد تكون حركات الهجرة مرتبطة جزئيًا بحقيقة أن الأسماك لا يمكنها تحديد نسلها وتتحرك بهذه الطريقة لتمنع الصيد ، وقد وصفت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بعض أنواع الأسماك بأنها الأكثر ترحال بسبب هذا السبب ، وهذه هي أسماك أعالي البحار الكبيرة والتي تدخل وتخرج من المناطق الاقتصادية التابعة لدول مختلفة .
ويعد سمك السلمون وسمك ستريبد باس وسمك أنقليسية من أكثر الأسماك التي تقوم بهجرات كثيرة ، ويهاجر قرش الثور من المياه العذبة إلى المياه المالحة حسب الحاجة كما أن العديد من الأسماك البحرية تقوم بالهجرة العمودية حيث ترتفع الأسماك إلى السطح لتحصل على غذائها ثم تعود لطبقات السفلية من المحيط يومًا بعد يوم ، وتنتقل بعض الأسماك مثل سمك التونة من الشمال والجنوب في أوقات مختلفة من العام تتبع تدرجات الحرارة .
وتعد أنماط هجرة الأسماك ذات أهمية كبيرة في عمليات الصيد ، كما أن حركات الأسماك في المياه العذبة قد تحدث أيضًا ؛ وغالبًا ما تسبح الأسماك في اتجاه المنحدر لتفريغ البيض ، وهذه الحركات التقليدية تتعطل بشكل متزايد بسبب بناء السدود.
تصنيف هجرة الأسماك
قام علماء الحيوان بتطوير تصنيفات تجريبية لهجرة الأسماك وهناك فترتان خاصتان تستخدمان على نطاق واسع منذ فترة طويلة :
-تهاجر الأسماك البطيئة من البحر إلى الأعلى إلى المياه العذبة للتفريغ البيض مثل السلمون والباس والجلكي البحرية .
-تهاجر الأسماك النائمة من المياه العذبة إلى أسفل إلى المياه المالحة لتفريغ البيض مثل سمك الأنقليس .
-تهاجر جميع الأسماك من المياه المالحة إلى المياه العذبة .
وبالرغم من أن تلك الحركات نشأت للأسماك إلا أنها تنطبق على أي كائن حي مائي .
الأسماك العلفية
غالبًا ما تقوم الأسماك العلفية بهجرات كبيرة بين مناطق التكاثر أو تفريغ البيض والتغذية والحضانة. ومثال يوجد بعض من أسماك الرنجة لديها أرض لتفريغ البيض في جنوب النرويج ، وأرض التغذية في أيسلندا ، وأرض الحضانة في شمال النرويج ، وقد تكون الرحلات الثلاثية مثل هذه مهمة لأن الأسماك العلفية .
وسمكة الكبلين سمكة علفية من فصيلة الهف المتواجدة في المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي ، في فصل الصيف يرغبون في الهجرة وينتقل إلى الشاطئ في أسراب كبيرة لكي يأكل القشريات فينتقل في فصل الربيع لتفريغ البيض وتتأثر الهجرات بتيارات المحيط ويعود السمك لموطنه في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر ، لتبدأ هجرة أخرى في ديسمبر أو يناير .
الأسماك المهاجرة لغاية
تعتبر تلك الأنواع شديدة الترحال مثل أنواع من سمك التونة والباكور أو التونة البيضاء ، وسمك تن أزرق الزعنفة ، وسمك التونة الجاحظ ، وتونة الوثابة والدلافين وسمك أبو سيف ، وأسماك القرش وأسماك المحيطات ، وتقوم تلك الأنواع ذات المستويات العالية من التغذية بالترحال لمسافات طويلة على توزيعات جغرافية واسعة ويوجد هذه الأنواع داخل المناطق الاقتصادية التي تبلغ مساحتها 200 ميل في أعالي البحار كما أنها أنواع سطحية تعيش في الغالب في المحيطات المفتوحة ولا تعيش بالقرب من قاع البحر ، على الرغم من أنها قد تقضي جزءًا من دورة حياتها في المياه القريبة من الشاطئ .
أمثلة للأسماك المهاجرة
بعض أنواع الأسماك الأكثر شهرة هي أنواع سمك السلمون بالمحيط الهادئ ، مثل Chinook (king) ، coho (silver) ، chum (dog) ، pink وسمك السلمون الأحمر ، و sockeye. تفقس هذه الأسماك في تيارات المياه العذبة الصغيرة ، ثم يهاجرون للمياه المالحة للعيش من سنتين إلى ستة سنوات وعند النضج يعود سمك السلمون لنفس الرحلة حتى يفرغ البيض ، وتكون الأسماك قادرة للرحيل مئات الكيلو مترات .
منذ فجر التاريخ استغل الإنسان هجرات الأسماك للمياه العذبة للصيد ، ولكن الصيد الجائر في مواسم هجرة الأسماك لتفريغ البيض أدى لانقراض أنواع وسلالات كبيرة من الأسماك ، ويوجد اليوم الكثير من القوانين التي تحمي الحياة البحرية وتمنع الصيد وقت الهجرة ..