قصص النبي محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة جدا، فيوجد العديد من القصص التي تصف مدى رحمته ورقته صلى الله عليه وسلم، وتبرز جمال خلقه، وتوضح مدى كذب المدعين الذين يقولون على ديننا الحنيف دين تشدد وقسوة، فقد قال عز وجل في كتابه العزيز لسيدنا محمد سيد الخلق أجمعين ” وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ” صدق الله العظيم.
قصص رائعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
قصة الرسول مع الطفل اليتيم
تعد هذه القصة واحدة من أروع قصص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهي توضح مدى حنيته وعطفه وخلقه الكريم، فقد كان عليه الصلاة والسلام خارجا لـ صلاة العيد، ورأى بعض الأطفال يلعبون ويمرحون، ما عدا طفل واحد كان يقف بعيد عنهم حزين ويبكي وملابسه قديمه وممزقة، فإقترب منه عليه الصلاة والسلام يسأله عن سبب حزنه وعدم لعبه مع باقي الأطفال.
فحكى الطفل للرسول أنه يتيم وأن أبوه قد قتل في إحدى معارك المسلمين، فتزوجت أمه من بعده، وقاموا بأكل حقه وماله كما قاموا بطرده من منزل والده، وأنه عندما رأى الأطفال يلعبون ويمرحون تذكر حاله وأنه أصبح بدون أب أو بيت أو مأكل، فقال له صلى الله عليه وسلم أما ترضى ان اكون لك ابا وفاطمة اختا وعلي عما والحسن والحسين اخوين، فقال له الطفل وكيف لا أرضى بذلك يا رسول الله.
فأخذه صلى الله عليه وسلم إلى منزله فألبسه ثوب جديد وأطعمه حتى شبع، ففرح الصبي وخرج مسرعا يلعب مع باقي الأطفال، فتعجب الأطفال لتغير حالته، وسألوه لقد كنت تبكي منذ قليل فماذا حدث فأجابهم الصبي كنت جائعا فشبعت وكنت عاريا فكُسيت وكنت يتيما فأصبح رسول لله ابي وفاطمة الزهراء اختي وعلي عمي والحسن والحسين اخوتي .
قصة الرسول عليه الصلاة والسلام والإيثار
روي أن إمرأة جاءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدته برده، وقد كان عليه الصلاة والسلام في حاجة لها، فلبسها، ولكن جاء أحد الصحابة وطلبها منه، فاعطاه إياها بالرغم من حاجته لها، فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائل أبدا، فأخذ الصحابي البرده وعندما رآه الصحابه عاتبوه، وأخبروه بأن النبي في حاجة لها، فأخبرهم بأنه لم يكن يريدها ليلبسها ، وإنما كان يطلبها ليكفن بها بعد موته، وهذا بالفعل ما حدث، فقد إحتفظ بها، وعندما مات تمى تكفينه بها كما كان يرغب.
وليست القصة الوحيدة التي تدل على إيثار النبي عليه الصلاة والسلام، فقد روي أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمر بفترة من الشدة هو وأصحابه، حيث أنه كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الألم، ولكن بعد فترة حصل الرسول على بعض الغنائم من الفتوحات الإسلامية والتي كانت عبارة عن مجموعة كبيرة من الأغنام، وعندما مر به أعرابي ورأى صلى الله عليه وسلم كيف ينظر الأعرابي للأغنام أهداهم له، ففرح كثيرا وكان هذا سبب في دخول الأعرابي وقومه في الدين الإسلامي.
قصة طعام في الظلام
روي أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتي النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلي نسائه ليضيفوه فقلن ما معنا غير الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته من يضيف هذا الرجل؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله، فإنطلق به إلي امرأته فقال لها أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت المرأة ليس لدينا إلا قوت صبياني، فقال لها هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إن أرادوا عشاء، ففعلت المرأة ما قال زوجها فهيأت طعامها وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله عز وجل في كتابه قال تعالي : ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ” رواه البخاري .
قصة سيدنا محمد مع أبو جهل
هذه القصة واحدة من قصص النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي توضح مكانته عند الله عز وجل كما أنها تعد واحدة من معجزاته، حيث أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ذاهب للصلاة عند الكعبة، فهدده أبو جهل بأنه لو سجد هناك فسوف يدوس على رأسه، ولكن صلى الله عليه وسلم لم يهتم بكلامه، فأعاد تهديده مرة أخرى، وقال أنه سوف يجمع الناس ليروه وهو يدوس على رأسه إذا سجد عند الكعبة، ولم يهتم النبي لكلامه مرة أخرى.
وبلفعل دعى أبو جهل الناس ليروه وهو يدوس على رأس الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يسجد، ولكن عندما سجد الرسول إقترب منه أبو جهل ثم توقف في مكانه وتراجع خائف، فسأله القوم ها هو أمامك ساجد لما تراجعت قال لهم لو رأيتم ما رأيت لبكيتم دما، فقد رأيت إن بيني وبينه خندقا من نار وأهوال، فقال صلى الله عليه وسلم لو فعل لأخذته الملائكة عيانا.