تملأ البيت الفرحة عند حدوث حمل ويبدأ الترقب والانتظار لوصول الطفل ، وخلال هذه الفترة يسعى الوالدين لمعرفة نوعا لجنين ذكر أم أنثى والذي يقوم الطبيب بتحديده باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية ، ولكن متى يمكن تحديد نوع الجنين في أي مرحلة من مراحل الحمل ، وماهي تطورات نمو الجنين كما يظهرها جهاز السونار ؟

لا يمكن تحديد جنس الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل ، حيث تكون الأجنة متشابهة في مراحل النمو المبكرة في شهور الحمل الأولى ، ولكن يصبح من السهل عند التصوير في الأسبوع العشرين من الحمل ، حيث يصبح الفرق واضحا بين الذكور والإناث في هذه المرحلة والذي يزداد تأكيده مع تقدم مراحل الحمل مع وضعيات الجنين داخل رحم الأم ووضعية ساقيه .

تطورات الجنين خلال مراحل الحمل :
تمتلك الأجنة برعم أو انتفاخ صغير بسمى النتوء وهو ما يصبح العضو التناسلي ، حيث يبدأ افراز هرمون التستيرون في حال الذكور وذلك بعد مرور سبعة أسابيع من الحمل ، ويعمل هذا الهرمون الذكوري على تطور ذلك البرعم ليتكون القضيب وكيس الصفن ، أما في حال الحمل بأنثى يتكور ذلك النتوء لتكوين البظر والشفرين .

تتطور هذه التغيرات تدريجيا حتى يمكن تصوير الفروقات بين الجنسين في الأسبوع الحادي عشر من الحمل فقط ، حيث يبرز ذلك النتوء متجها لأعلى بزاوية تزيدعن 30درجة من العمود الفقري للجنين في حال الذكور ، أو يكون أفقيا بمحاذاة الجسم في الإناث ، ويمكن للطبيب التصوير بوضوح عندما يكون الجنين مستلقيا على ظهره ، وتظهر الأعضاء التناسلية للجنين بوضوح في الأسبوع الثالث عشر .

يذكر الأطباء والمختصين أن هذا الأمر قابل للخطأ أو الصواب ، ولكن المتخصصون ذوي الخبرة يمكنهم معرفة نوع الجنين ورؤيته بوضوح مع وضعية الجنين بنسبة 70 % فقط عند التصوير في الأسبوع الحادي عشر ، ومعرفة أكثر من 9-10 حالات في الأسبوع الثاني عشر من الحمل .

كما أُثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن متخصصو التصوير يمكنهم تحديد نوع الجنين بنسبة 46% في الأجنة بعمر 12 أسبوع من الحمل ، و80% من الأطفال في الأسبوع الثالث عشر من الحمل ، هذا بالرغم من ضروة تصوير الطفل في وضعية تتيح رؤية وتحديد جنس الجنين والتي قد لا تتحدد خلال جلسة تصوير واحدة إذ قد يتعذر ذلك نظرا لوجود ساقي الجنين في وضعية لا تمكن من رؤية الأعضاء التناسلية له مما يحتاج لتكرار واعادة التصوير بالموجات فوق الصوتية مرة أخرى .

يعد السونار أو التصوير بالموجات فوق الصوتية هو الطريقة الأكثر شيوعا لتحديد نوع الجنين في الحالات العادية وخاصة مع التقدم الطبي والالكتروني الكبير حيث ارتفعت دقة نتائج التصوير بالسونار لتحديد نوع الجنين بصورة كبيرة ، أما في حين الحاجة لمعرفة الجنين لأسباب مرضية ترتبط بنوع الجنين مثل احتمالية اصابة الجنين بأحد الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس ، يلجأ الطبيب لإجراء فحص للسائل الأمينوسي المحيط بالجنين والذي يتم اجراؤه فيما بين الأسبوعين 18-20 من الحمل ، حيث يتم سحب عينة من السائل الأمينوسي وتحليل خلايا الطفل الموجودة في السائل لمعرفة نوعه .

وهناك اختبار آخر يتم اجراؤه في مراحل الحمل المبكرة أي فيما بين 10-12 أسبوع من الحمل ، ويعتمد على سحب عينة من المشيمة للكشف عن أي عيب جيني في الجنين (CVS) ، ويتم اللجوء لهذا الفحص للتأكد من اصابة الطفل ببعض الأمراض الخطيرة المرتبطة بالجنس (النوع) .

قد يرتبط تحديد نوع الجنين ببعض المعتقدات الخاطئة التي ليس لها علاقة بالعلم والطب نهائيا ، حيث يربط البعض نوع الجنين بنوعية الطعام الذي تميل لتناوله الأم خلال فترة الحمل ، والذي يظن أن الرغبة في تناول السكريات دليلا على أن الأم حامل ببنت ، أما ميل الأم لتناول الأطعمة المالحة يعد من علامات الحمل بصبي ، وهي معلومات خاطئة تتردد هي وغيرها من الأقاويل على ألسنة العامة ولا يجب التعلق بها ، بل ينصح بالمتابعة الطبية المستمرة طوال فترة الحمل والتصوير بالموجات الفوق صوتية (السونار) وقتما يحدد الطبيب ليس فقط لمعرفة نوع الجنين بل لمتابعة الحالة الصحية للأم والجنين وحفاظا على كلا منهما من أي مخاطر صحية التي قد تطرأ وتتسبب في أضرار خطيرة تهدد الحياة أو تهدد الحمل .