غالبًا ما تكون مشاكل الجلد عند الكلاب هي أكثر الشكاوى شيوعًا لدى الطبيب البيطري، حيث تمثل ما يقرب من ربع زيارات العيادة التي يراها الطبيب في يوم عادي، إذن ما هي بعض أكثر مشاكل جلد الكلاب شيوعًا، وما الذي يمكن أن يفعله المالكون للحفاظ على صحة جلد الكلب ؟
المشاكل الجلدية الشائعة لدى الكلاب
1- حكة الجلد
تعتبر الكلاب المصابة بحكة الجلد، والمشار إليها رسميًا بالحكة، من المشاهد الشائعة جدًا في العيادة البيطرية، في الواقع، تعتبر حكة الكلاب هي الشكوى الأساسية المرتبطة بما يصل إلى 40 % من جميع الزيارات البيطرية لمشاكل الجلد، ويمكن للحك المستمر أن يستهلك حياة كلب، وبجانب المعاناة طوال اليوم التي يعانيها الكلب الذي يعاني من الحكة، يمكن للكلاب التي تعاني من هذه الحالة تطوير آفات الجلد الثانوية، والالتهابات، وفقدان الشعر والأظافر .
2- الحساسية
ما الذي يسبب حكة الكلب ؟ الحساسية عند الكلاب هي سبب شائع جدا لحكة الجلد، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية : البراغيث والبيئة والغذاء، في حين أن لدغات البراغيث تسبب تهيجًا عابرًا لكل من الحيوانات الأليفة والناس، فإن الكلاب المصابة بحساسية برغوث تعاني من حالة تحسسية شديدة، حيث يمكن للدغة واحدة أن تكون كافية لإطلاق نوبة كبيرة من الحك، والبراغيث يمكن أن يكون تحديا كبيرا لمالك الكلب، وتتطلب معالجة جميع الحيوانات الأليفة المنزلية وليس الكلب المصاب فقط، فضلا عن البيئة، ولكن الأخبار الجيدة هي أن معالجة واحدة قادرة على القضاء على كافة البراغيث، أما الحساسية البيئية فهي فئة كبيرة أخرى من حساسية الكلاب، حيث يمكن استنشاق المواد المسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح أو الورود، أو أن تمتصهم البشرة مباشرة، وهذه الحالة تعالج عن طريق حقنة الحساسية، أو دواء يؤخذ بانتظام، لاسيما خلال موسم الحساسية .
أما الحساسية الغذائية التي تنتج عنها الأمراض الجلدية، فهي أقل شيوعا بكثير من الحساسية الأولى والثانية، وعادةً ما تحدث الحساسية الغذائية بسبب تفاعل فرط الحساسية مع البروتين الذي يعرفه الجسم على أنه تهديد، والطريقة الوحيدة لتشخيص الحساسية الغذائية هي من خلال اتباع نظام غذائي صارم للقضاء عليها، إن إرشادات الطبيب البيطري ضرورية في فرز تاريخ الحيوانات الأليفة، بحثًا عن أدلة تؤدي إلى تشخيص حساسية الطعام، ومعالجة هذه الحالة تكون عن طريق اكتشاف نوع الطعام المسبب للحساسية وتجنبه .
3- القروح والبقع الساخنة
الأسباب الشائعة الأخرى للحكة ( حكة الجلد ) هي طفيليات خارجية مثل العث والبراغيث ( في الكلاب غير التحسسية )، والالتهابات البكتيرية الأولية، وغالبًا ما يتم مشاهدة البقع الساخنة أو التهاب الجلد الرطب في الكلب، ويمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة، وإذا لاحظ مالك الكلب أي قروح حمراء لزجة على كلبه، فيجب استشارة الطبيب البيطري فورا قبل أن تتفاقم الحالة .
4- تساقط الشعر
لا يوجد شيء أشد حزنا من رؤية كلب أصلع، وعلى الرغم من أنه من المغري الانتقال إلى استنتاجات حول السبب، إلا أنه قد يكون من الصعب جدًا تشخيص تساقط الشعر بدقة في الكلاب، دون إجراء اختبار بيطري وتشخيصات مثل تجريف الجلد لفحص خلايا الجلد تحت المجهر، ويحدث تساقط الشعر في الكلاب من خلال مجموعة متنوعة من المشاكل، بداية من الطفيليات مثل عثة Demodex إلى مرض الغدة الدرقية، إلى مرض كوشينغ، وهو اضطراب في الغدة الكظرية، ويمكن للفحص البدني الدقيق وتاريخ الكلب، إعطاء أدلة أساسية لمساعدة الطبيب البيطري، لكي يقرر ما إذا كان فقدان شعر الكلب يحدث بشكل ثانوي لاضطراب نظامي أم لا .
5- الجلد الجاف والباهت
بالإضافة إلى الإدارة الطبية تحديدًا لمشكلة تشخيص الحيوان الأليف، فإن معظم الحيوانات الأليفة تستجيب بشكل جيد للإدارة الغذائية، على سبيل المثال، غالباً ما تتحسن الكلاب ذات الجلد الجاف أو الجلد الباهت، مع اتباع نظام غذائي أو مكملات تحتوي على مستويات محسنة من أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6، وتلعب أحماض أوميجا3 الدهنية، التي يتم الحصول عليها في الغالب من زيت السمك، دورًا مهمًا في الحد من الالتهاب، وتلعب أحماض أوميجا 6 الدهنية دورًا رئيسيًا في الحفاظ على سلامة جلد الكلب، مما يقلل من فقد الماء ويعزز قوة خلايا الجلد، واللينوليك هو حمض أوميغا6 الدهني الأساسي، وهذا يعني أن الكلب يجب أن يحصل على هذا من مصادر الغذاء لأنه لا يستطيع إنتاجه بنفسه .
وتعد الإدارة الناجحة للأمراض الجلدية في الكلاب، هو جهد تعاوني بين مالك الكلب وبين الطبيب البيطري، ومع التشخيص الصحيح والإدارة الشاملة، يمكن للعديد من الكلاب التي تعاني من مشاكل جلدية، أن تعثر في نهاية المطاف على وقاية مناسبة .