يبدو أن ظاهرة العنف المدرسي وسلسلة ضرب المعلمين بطريقة غير آدمية للطلبة أصبح متفشيا بطريقة لا توصف ، فلم تعد تقتصر حالات العنف على الطلبة في الأماكن النائية التي يفتقر لها المعلم لآداب التدريس وأخلاقياته ، بل تعدى ذلك إلى مدارس يفترض أنها تتصف بالتطور التنموي والتربوي لكوادر تعليمية قادرة على وضع حلول مناسبة للحد من ظاهرة الشغب التي تحدث من قبل الطلاب دون التطرق لأي نوع من أنواع العنف بالضرب أو باللفظ المهين ، فإلى متى ستنتهي سلسلة عنف المعلمين على الطلبة ؟ ولماذا وصل بنا الحال إلى ما هو عليه الآن ؟ أصبحنا نخشى على أطفالنا الذهاب إلى المدارس لاكتساب عادات إجرامية وألفاظ نابية أول من يقوم بها هو المعلم قبل الطالب المشاغب ! فبدلا من أن يكون دوره الحد من انتشار العنف بين الطلبة وغرس أنبل القيم الإنسانية في نفوسهم كون المدرسة هي تربية وتعليم ، نتفاجأ بأن المعلم نفسه يحتاج إلى من يقوم بتوجيهه وتربيته! .. عذرا أيها المعلم ! يبدو أنك فهمت كلمة ” التربية ” فهما خاطئا ، فالمقصود بالتربية هي المعاملة الحسنة ، والتوجيه بطريقة تربوية صحيحة والابتعاد كل البعد عن العنف وإهانة الطالب ، فالتربية هنا ليست كما أنت تعلمت في منزلك وسط عنف أسري عشته طوال مراحل طفولتك وتريد أن تطبقه على تلاميذك ! .

نحن لا ننكر بأن مبدأ الثواب والعقاب من الضروري استخدامه كوسيلة للتأديب في بعض الحالات ، ولكن ليس بالطرق الوحشية التي نسمع عنها يوميا ، وغير مقبول عند جميع الأعراف والأديان أن يتم تأديب الطالب بالعنف الشديد والضرب المبرح ! فهذا الأسلوب الهمجي لا يعالج الشغب والفوضى لدى الطلاب بالعكس تماما بل يزيده عنفا وعدوانية ، وإذا كان المعلم يعتقد بأن خوف الطالب منه يمنعه من الشكوى ضد المعاملة السيئة والدونية التي يتلقاها ، فهو بهذا خاطئ جدا ، فاليوم ليس كالأمس ، وسائل الميديا أصبحت منتشرة في كل الأمكنة ، والفضل يعود للإلكترونيات الحديثة التي تكشف كل ما هو مستور ، فاحذر عزيزي المعلم كل الحذر من أن تقع في فخ كاميرات الجوالات التي تفضح أفعالك الإجرامية في حق طلبتك ، فمهما يكن السبب فلا يحق لك أن تضرب أي طالب لديك بأي وسيلة حتى وإن كان ضربا طفيفا ، فهناك مئات الوسائل التي تجعلك تقوم بمهمتك التربوية دون اللجوء للعنف فتحفظ ماء وجهك وتحفظ كرامة هذا الطفل الذي لا ذنب له سوى أنه وقع بين يدي معلم لا يرحم .

في واقعة جديدة لعنف المعلمين ، قام أحدهم بالضرب الهمجي لطالب في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس جدة … فلنتعرف على تفاصيل الحادثة الإجرامية وما هو مصير المعلم .

معلم يضرب طالب بوحشية في مدرسة بجدة :
قام أحد المعلمين في مدرسة الخفجي الابتدائية الواقعة بمحافظة جدة ، بالضرب المبرح على طالب في السنة السادسة الابتدائي يدعى ” علي العتيبي ” باستخدام لي غليظ كان معه في الفصل ، مما أدى إلى إصابته بعدة مناطق في جسده وحدوث حالة من عدم التركيز المؤقت من كثرة الضرب ، وعند عودته إلى منزله الواقع بالقرب من المدرسة لاحظ والداه علامات الضرب المتفرقة على جسده ، فباشر الوالد بنقله إلى المستشفى على الفور ، وتبين بأن الطالب تعرض لكدمات متفرقه في جسده حيث أصيب في ظهره وذراعه الأيسر ورقبته ، بالإضافة إلى إصابته بحالة نفسية سيئة جدا لما تعرضه من ضرب مبرح أمام زملائه الطلبة فتأثر نفسيا وشعر بالحرج من زملائه وخشي أن يقوم الطلاب بالاستهزاء منه ، فطلب التلميذ من والده بعدم الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى وما كان من الوالد إلى الرضوخ لطلب ابنه لأن الطفل مدمر نفسيا وحتى الآن لا يستطيع الأب تهدئته مما تعرض له من عنف شديد من شخصية غير آدمية على الإطلاق .

وقد استهجن والد الطفل هذا التصرف الهمجي من قبل المعلم والمدرسة التي لم تكلف نفسها حتى أن تقوم بنقل الطفل إلى المستشفى ! .

الأسباب التي أدت إلى ضرب المعلم للطفل :
بحسب ما روى الابن لوالده وبشهادة المعلمين والطلاب ، فإنه كان متوجها مع زميله إلى الفصول الأولية التي تقع في الدول الأول قبل أن ينتهي دوام يوم الخميس 12/11/2015 ، فقام زميل الطالب بفتح باب الفصل على المعلم فكانت ردة فعله أن ينهال على الطفل علي العتيبي بالضرب المبرح بواسطة اللي .

التحقيق مع المعلم :
أصدر وزير التعليم ” عزام الدخيل ” توجيهاته في فتح تحقيق عاجل حول قضية اعتداء المعلم بالضرب المبرح على الطالب الآنف ذكره ، وبحسب تصريحات والد الطفل فقد تلقى اتصالا هاتفيا من مدير التعليم في جدة ” عبدالله الثقفي ” بأن وزير التعليم شخصيا يتابع القضية بنفسه وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المعلم .