إن تجميع البيانات على الإنترنت هي صفقة ذات طرف واحد حيث يكشف المستخدمون عن بياناتهم برغبتهم أو بدونها ثم تقوم الشركات بتخزين هذه البيانات ومعالجتها وحتى مشاركتها دون أن يكون للمستخدمين سيطرة تُذكَر على هذا الأمر .
وعلى الرغم من محاولة شركات الإنترنت الكبيرة مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت إرضاء الحكومات والمدافعين عن الخصوصية بخصوص تجميع وتخزين وإدارة البيانات إلا أن الواقع أن المستخدمين لا يمتلكون سيطرة كبيرة على بياناتهم الخاصة .
مشروع بالي
تم الإعلان عن مشروع بالي لعامة المستخدمين يوم ٣ يناير الماضي بواسطة ماري چو فولي على ZDNet ، وما نعرفه عنه حتى الآن أنه مشروع بحثي خاص بميكروسوفت متوفر بإصدار تجريبي خاص في الوقت الراهن ، ويتمكن المستخدمون المدعوّون فقط من الاشتراك في مشروع بالي كما يمكن أن يقدم أي مستخدم آخر طلبًا للحصول على كود دعوة ، أما عن احتمالية أن يتمكن المستخدمون العاديون من الاشتراك فهي غير معروفة حتى الآن .
فكرة المشروع
إذن ما هو مشروع بالي ؟ إن الصفحة الرئيسية للموقع لا تكشف الكثير عن المشروع إلا أن صفحة الوصف تقدم بعض المعلومات عنه .
ووفقًا للوصف الموجود ؛ مشروع بالي مبني على مفهوم يعرف بالخصوصية المعكوسة والتي ورد ذكرها في صفحة البحث ، وتشير الخصوصية المعكوسة إلى المعلومات الشخصية التي تعد خاصة بالنسبة للفرد إلا أنها تقع خارج سيطرة هذا الفرد ، حيث يمكن أن تمتلك الشركات والحكومات والأفراد الآخرين بيانات قيّمة بالنسبة للفرد .
لذا يحاول مشروع بالي أن يعالج تلك الخصوصية المعكوسة من خلال إنشاء بنك بيانات شخصي جديد يمنح للمستخدمين إمكانية التحكم في كل البيانات التي تم تجميعها عنهم ، فكل البيانات الخاصة بالمستخدم يجب أن تنتمي لهذا المستخدم وفقًا لوصف المشروع .
مميزات وخواص المشروع
يتيح مشروع بالي للمستخدمين رؤية وإدارة والتحكم في البيانات ومشاركتها ، ووفقًا للوصف يقدم مشروع بالي المميزات التالية:
– يمكن ربطه بالمستخدم من خلال هوية مُثبَتَة .
– هو مشروع آمن وموثوق .
– يوفر شفافية كاملة عن بيانات المستخدم .
– يتأكد من أن بيانات المستخدم لا يتم استخدامها دون إذنه .
– يتأكد من عدم إساءة استعمال بيانات المستخدم .
لم يتم الكشف عن أي شيء آخر بخصوص مشروع بالي حتى وقتنا الحالي ، وبما أنه مشروع بحثي خاص بمايكروسوفت هناك احتمال ألا يتم دمجه أبدًا داخل نظام مايكروسوفت البيئي أو يتم إتاحته للحكومات أو الشركات ، ولا نعرف بعد ما إذا كان بمقدور الجهات الخارجية استخدام مشروع أنشأته مايكروسوفت .
الآراء حول مشروع بالي
لا نعرف بعد ما إذا كان مشروع بالي سيصبح أكثر من مجرد مشروع بحثي ، ولا شك أن هناك طلبًا عليه من المستخدمين لحرصهم على التحكم في بياناتهم الخاصة ، فهو عبارة عن خيار مركزي يسمح بعرض وإدارة وحذف كل البيانات التي قامت الشركات بتجميعها عن المستخدمين وهو ما سيروق بالتأكيد للكثير من المستخدمين .