اليوم سنتحدث عن قصة نجاح ، لشخصية تعد من أشهر الشخصيات في العالم ، هذه الشخصية التي ابتكرت عالم خاص للأطفال يعيش فيه أحلامه وخيالاته بكل تفاصيلها ، هذه الشخصية حالة نادرة لم تتكرر بعد ، فهي ابتكرت لنا عالم فريد من نوعه مستقل بذاته ، عالم يأخذنا إلى أجمل قصص الخيال التي يعشقها الكبار قبل الصغار .
سنتحدث اليوم ، عن قصة نجاح ” والت ديزني Walt Disney ” الذي أسس أشهر الشخصيات الكرتونية التي عشناها في طفولتنا ويعيشها أطفالنا إلى يومنا هذا ، والت ديزني ، مؤسس عالم ديزني لاند الشهير ، الذي تمكن بإصراره وصبره وطموحه أن يحقق نجاحا عظيما مخلفا ورائه قصة نجاح تتحاكى بها الأزمان ، دعونا نتعرف كيف وصل والت ديزني إلى عالم الشهرة وكيف حقق نجاحاته المتواصلة الواحدة تلوة الأخرى ، علها تكون عبرة لنا ودافعا قويا يجعلنا نتقدم ونخطو خطوات النجاح التي سلكها المبدع ” والت ديزني ” . ولكن قبل أن نستمتع بقصة نجاحه الأسطورية ، سنتعرف على هوية هذا الأمريكي المبدع .
هو ” والتر الياس ” المعروف بوالت ديزني ، ولد في عام 1901 وتوفي في عام 1966 ، كان منتجا ومخرجا وكاتبا وممثلا بالإضافة إلى أنه كان رجل أعمال ، اسس شركة والت ديزني ، وأسس أيضا منتزه عالم ديزني لاند الشهير ، اشتهر باختراعه العديد من الشخصيات الكرتونية الشهيرة مثل ميكي ماوس ودونالد داك .
حصل والت ديزني على العديد من الجوائز والتكريمات لعل من أهمها جوائز الاوسكار التي تعتبر الأكثر في التاريخ ، فقد فاز بأكثر من عشرين جائزة اوسكار ، وترشح لأكثر من سبعة وثلاثين جائزة أوسكا ، وبالإضافة إلى هذا فقد حصل على ثلاث جوائز للاوسكار فخرية .
نشأته وبداية حياته :
تعود أصول والت ديزني إلى الإيرلندية ولكنه نشأ وترعرع في ولاية شيكاغو الأمريكية لمدة خمس سنوات ، ثم انتقل بعد ذلك مع ذويه إلى العيش في مزرعة بولاية ميسوري ، وبعد بيع المزرعة انتقلت العائلة للعيش في مدينة كنساس بالولايات المتحدة . عمل والت ديزني بإحدى مؤسسات النشر الصحفية ، وعند تخرجه من الثانوية في عام 1917 ، التحق في صفوف للرسم . وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى زور وثائق أوراقه الشخصية ليصبح أكبر سنا فجعل تاريخ ميالاده من 1901 إلى 1900 حتى يتمكن من الالتحاق بفريق الصليب الأحمر للخدمة في الحرب حيث كان سائقا لسيارات الإسعاف آنذاك ، وأرسل إلى فرنسا عبر بعثة لسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر الأمريكي . وأثنائها كان يتدخر بعض المبالغ القليلة التي يوفرها جراء بيعه لتذكارات حربية أصلية كان قد جمعها من معارك الحرب ، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى وطنه .
قصة نجاحه :
كانت البداية عندما أدرك والت ديزني بأنه يحلم بأن يكون رساما كاريكاتيريا بإحدى الصحف ، وبالرغم من موهبته الفنية في رسم الكاريكاتيرات إلا أنه قوبل بالفتور من جانب الصحف المحلية في شيكاغو ، فانتقل إلى مدينة كانساس هو وأخيه وعمل في إحدى الشركات في مجال الرسوم التوضيحية للإعلانات والكتالوجات ، وبعد ذلك انضم إلى مجموعة من الرسامين من ذوي الخبرة الذين كان قد تعرف عليهم من خلال عمله ، فحاول إقناع إحدى دور النشر المحلية بأن يصمم لها إعلانات توضيحية محاولا إقناع صاحب دار النشر بأن هذه الإعلانات ستجلب له العديد من المكاسب ، وبالفعل كان له ذلك ، واشترى جميع المستلزمات الخاصة في العمل مما ادخره من نقود أثناء الحرب .
وبعد مرور وقت من الزمن ، وجد ديزني إعلانا من شركة ” كنساس سيتي فيلم آد ” التي يتمثل نشاطها في الدعاية للأفلام ، فكان المطلوب في الإعلان البحث عن رسام كرتون ، ولتحقيق حلمه في الرسوم الكرتونية ، اضطر إلى فض الشراكة بينه وبين صاحب دار النشر التي يقدم لها رسوما توضيحية ، ليلتحق بهذه الوظيفة . واثبت والت ديزنه جدارته في شغل الوظيفة ، واصبح من أفضل الرسامين في طاقم العمل كله .
وبعد اكتسابه مزيدا من الخبرة من عمله في رسم الكاريكاتير في الشركة ، انتقل إلى مرحلة جديدة ليحقق طموحه ، فأنشأ شركة خاصة به للإنتاج وكان اسمها ” Laugh O Gram Films Inc ” ، وبعد ذلك باع حصة من شركته إلى بعض الأشخاص ليحاول أن يجمع المال الكافي لإنتاج فيلم كرتوني قصير ، فحصل على رأس مال 15000 دولا ، وأنتج أول فيلمان كرتون قصيران من قصص الخيال ، وقام بتوزيع الفيلمين ، ونال الفيلمين إقبالا جماهيرا واسعا ، وعلى الرغم من هذا النجاح الجماهيري فلم يدر على ديزني من هذين العملين أي عوائد مادية ، فبعد الانتهاء من عمل فيلم ” اليس في بلاد العجائب أعلن إفلاسه ، ولكنه استطاع الاحتفاظ بنسخة الفيلم .
عمل بعد ذلك كمصور فوتوغرافي لإحدى الصحف المحلية لكي يتمكن من الوقوف ثانية وادخار المال لمواصلة تحقيق حلمه ، كما ساعده أصدقائه ومعارفه على تحقيق حلمه في جمع المال ، حيث كان أحد عملاء شركته السابقة بتمويل عددا من قصص مغامرات أليس .
وأطلق بعد ذلك شركته ” ديزني بروداكشنز ” بالتعاون مع أخيه روي ، ومرت الشركة في العديد من الأحداث ما بين إخفاق ونجاح إلى أن استقرت الشركة وبدأت تظهر عليها نجاحات بارزة ، فأصبحت الشركة معروفة محليا وعالميا ، وخاصة بعد إنتاج فيلم كرتوني سينمائي طويل بعنوان ” سنو وايت والأقزام السبعة ” وكان ذلك في عام 1937 ، وحقق الفيلم العديد من الإيرادات في دور السينما وجلب الأرباح الطائلة ، وبعد هذا النجاح الساحق بدأ ديزني في إنتاج ثلاثة أفلام أخرى وهي ” بينوكيو ” و ” بامبي ” و ” فانتازيا ” ، ولكن لم تتلقى هذه الأفلام النجاح المطلوب على الرغم من تكلفة إنتاجها العالية ، ومما زاد الأمر سوءا فقد اندلعت الحرب العالمية الثانية في نفس زمن إصدار الأفلام الثلاثة فاضطر دينزي ببيع بعض أسهم الشركة حيث باع حوالي 750.000 سهم ، واستطاع من خلال المبلغ الذي حصل عليه من بيع الأسهم أن ينقذ شركته مرة أخرى .
كان ديزني شخصية قيادية ولذلك لم يستطع التأقلم مع نظام الشركة الجديد في العديد من المساهمين لأنه كان يفرض سيطرته وأرائه على الآخرين ، فجاء بفكرة جديدة وهي فكرة إنشاء حديقة للتسلية ، ولكن قوبل برفض بعض أعضاء مجلس الإدارة ، فاضطر إلى الانتقال لمجال آخر للحصول على رأس مال لتحقيق حلمه في الحديقة ، فاتجه إلى التلفزيون حيث اقام شراكة مع مؤسسة اي بي سي ABC مقابل خمسة ملايين دولار تخصص لتمويل الحديقة ، فكانت أولى حلقات الرسوم الكرتونية التي بثها على القناة هي حلقات ” ميكي ماوس ” .
كبرت شركة والت ديزني وأصبح اسمه لامعا في مجال عالم الكرتون على المستوى العالمي ، فأصبحت شركته من أكبر الشركات العالمية في هذا المجال ، حتى وصل عدد موظفي الشركة يفوق الـ 112 ألف موظف ، وتبلغ أرباحه أكثر من 25 مليار دولار .
كما أصبحت حدائق ديزني الشهيرة موزعة في أكبر الدول العالمية ، وتوالت النجاحات تلوة الأخرى ، فأنشئت قناة ديزني التلفزيونية ، وإذاعة ديزني بالإضافة إلى إنتاج ديزني المسرحي ومجموعة ديزني للإنترنت .