في العقود السابقة كان يتم الاعتماد على مجموعة من الأساليب التعليمية القائمة على الحفظ والتلقين ، وهذا الأمر قد أدى إلى إفراز مجموعة من الخريجين غير القادرين على الربط بين ما يحفظونه وما يجب تطبيقه في سوق العمل ؛ فضلًا عن أن تلك الطرق التقليدية أدت إلى طمس عدد كبير من المواهب والقدرات الخاصة بالطلبة والطالبات ، ومن هذا المنطلق أصبح هناك اتجاه قوي الان إلى تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة المُعتمدة في كبرى دول العالم .
الكرسي الساخن
تُعتبر استراتيجية الكرسي الساخن أحد أهم الاستراتيجيات التعليمية الحديثة ، وهي معروفة باسم Hot seat strategy وتعرف في بعض الدول أيضًا باسم (استراتيجية كرسي الخبير) وتقوم فكرتها على أن يقوم كل من الطلبة والطالبات وكذلك المعلم بطرح الأسئلة المختلفة تجاه قضية أو موضوع معين يتم الاتفاق على مناقشته .
وقد أثبتت تلك الاستراتيجية أهميتها وفاعليتها خصوصًا عندما يكون الهدف المنشود منها هو ترسيخ مجموعة من العادات والقيم والعقائد لدى الطلبة والطالبات ، وقد ساعدت تلك الاستراتيجية على تنمية عدد كبير من المهارات الطلابية مثل القدرة على تبادل الأفكار وعدم الخجل من طرح الاراء المختلفة فضلًا عن تدريب الطالب على بناء الأسئلة إلى جانب فتح الطريق أمام الطالب من أجل القراءة والبحث والإطلاع للعثور على المعلومات المختلفة .
طرق تطبيق استراتيجية الكرسي الساخن
تُعتبر استراتيجية الكرسي الساخن من الأساليب التعليمية التي يحبها كل الطلاب لأنها تتم بشكل مُسلي ومشوق لهم ، ويمكن تطبيقها بعدة طرق كما يلي :
الطريقة التقليدية
-ترتيب المقاعد الخاصة بالطلبة داخل الصف في شكل دائري ، ثم وضع كرسي واحد فقط في المنتصف ، وهذا الكرسي هو محور تلك الاستراتيجية وهو الذي يُطلق عليه اسم (الكرسي الساخن) .
-ويقوم المعلم باعتباره المشرف على تنفيذ هذه الاستراتيجية بتوجيه أحد الطلاب أو الطالبات ذات النشاط الأفضل والأكثر تفوقًا داخل الفصل من أجل الجلوس على الكرسي الساخن .
-وبعد ذلك يبدأ زملائه في توجيه الأسئلة المختلفة إليه ، وهنا يجب أن يتم الاعتماد على الأسئلة المفتوحة التي يمكن الإجابة عنها بأكثر من طريقة لإطلاق العنان لخيال الطالب كي يُفكر ويُبدع قبل أن يُجيب .
طريقة المجموعات
-يقوم المدرس بتقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة ؛ كل مجموعة تتكون من خمسة أو ستة طلاب أو أكثر ، ويمكنه أن يقوم بتقسيم أحد الدروس إلى فقرات وإعطاء فقرة لكل طالب .
-داخل كل مجموعة يقوم أحد أفرادها بالتطوع من أجل الجلوس على الكرسي الساخن الموجود بمنتصف الدائرة ويجلس زملائه حوله في شكل دائرة .
-ويتم توجيه الأسئلة أيضًا إلى الطالب الجالس على الكرسي الساخن في ضوء الفقرة المتخصص بها من الدرس بطريقة الأسئلة المفتوحة .
-وبعد ذلك يتبادل الطلاب الأدوار ويجلس كل طالب على الكرسي الساخن مرة ، وكل ذلك يتم تحت توجيه وإرشاد المعلم داخل الصف .
الكرسي الساخن للمعلم
من المعروف أن مشاركة الصغار أفكارهم والاهتمام بهم وتثمين رأيهم تُعتبر أحد أهم الوسائل التي من شأنها أن تساعد كل طالب في الشعور بالثقة بالنفس ومن ثَم يكون مؤمنًا بمواهبه وقدراته وقادرًا على أن يكون إنسان مؤثر بشكل إيجابي في مجتمعه ؛ ولذلك فإن استراتيجية كرسي المعلم تعتبر أحد أفضل طرق تنفيذ استراتيجية الكرسي الساخن ، وتتم على النحو التالي :
-يقوم المعلم بترتيب الطلاب في دائرة ، ثم يقوم بالجلوس هو على الكرسي الساخن الموجود بالمنتصف حتى يُشجع الطلبة والطالبات على توجيه الأسئلة المختلفة والمفتوحة إليه .
-ويجب على المعلم أن يقوم بتوسيع مدارك الطالب من خلال انتقاء أفضل إجابة على أي سؤال يُوجه إليه والابتعاد بُعدًا تامًا عن الأسئلة المقالية القائمة على الحفظ فقط لأنها ليست ذات فائدة حقيقة .
ويجب تكرار استراتيجية الكرسي الخبير بشكل مستمر لكل المراحل الدراسية مع مراعاة الطريقة الفكرية ومستوى النمو العقلي لكل مرحلة دراسية ، ويُفضل تطبيق تلك الطريقة من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع .