من جمال اللغة العربية أن كل حرف له معنى، و مثال على ذلك حرف اللام، و حرف اللام في اللغة العربية حين يدخل على الجملة الفعلية قد يحمل أربع معاني مختلفة، و قد تكون اللام في هذه الحالة لام الامر أو لام التعليل أو لام التوكيد أو لام الجحود.

ما هي لام الامر؟
لام الامر تتصف بأنها طلبية، و ذلك يعني أن تطلب من الشخص فعل شيء ماء، كأن تقول مثلا “لِتجتهد يا فلان”، فالمطلوب هنا هو أن تجتهد بحسب ما يطلب منك القائل، و لام الامر تكون مجرورة أي تحتها كسرة إذا جاءت في أول الكلام كما في المثال الذي ذكرناه، و تكون ساكنة إذا لم تكن ف أول الكلام و سبقها حرف مثل الواو، كأن تقول “و لْيكن ما يكون”، و هي تأتي قبل الفعل المضارع في الكلام، و يكون الفعل المضارع بعدها مجزوما.

ما هي لام التعليل؟
هي لام مكسورة تفيد التعليل و تأتي في الجملة بمعني “كي”، و تدخل على الجملة الفعلية و يأتي بعدها فعل مضارع منصوب، مثل أن نقول “أَجتهدُ لِأنجح” أي أنك تجتهد كي تنجح، و علة و سبب الاجتهاد هنا هو النجاح، و اللام في هذه الجملة لام تعليل مجرورة بالكسرة، و بعدها فعل مضارع منصوب بالفتحة.

ما هي لام الجحود؟
لام الجحود تفيد  الانكار و النفي في الكلام، فهي تدخل على الجملة الفعلية لتنفيها، و تكون مسبوقة في الجملة بكَوْن منفي، و تكون مجرورة بالكسرة مثل لام الامر، و تأتي قبل الفعل المضارع، و يكون الفعل المضارع بعدها منصوبا، مثال على ذلك أن نقول “ما كان العاقل لِيصدقَ الخرافات”، فالكون المنفي هنا هو “ما كان” و اللام هنا لام الجحود مجرورة بالكسرة و بعدها فعل مضارع منصوب بالفتحة.

ما هي لام التوكيد؟
تختلف لام التوكيد عن كل من: لام الامر و لام التعليل و لام الجحود في أنها ليست مجرورة، بل تكون مفتوحة، و هي تفيد التوكيد، و تدخل على الجملة الفعلية و لا تؤثر في الفعل المضارع بعدها، مثل أن نقول “إن التاريخ لَيعيدُ نفسه”، و اللام هنا لو حذفناها لن تؤثر في المعنى فنقول إن التاريخ يعيدٌ نفسه، و لكن وجود اللام قبل فعل يعيد أضاف التأكيد على الجملة، و الفعل “يعيد”مرفوع بالضمة في الحالتين.

أنواع اللام الأخرى في اللغة العربية
توجد في اللغة العربية أنواع أخرى من حرف اللام، مثل لام الجر و التي تفيد التخصيص كقوله تعالى في سورة البقرة: ” لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ”، و لام التفضيل، و التي تفيد تفضيل الاسم الداخلة عليه عما بعده، مثل أن نقول مثلا: “لَزيد أفضل من عمر”، و اللام الداخلة على إن أو اسمها مثل قول الله تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ”،  و اللام الواقعة فى جواب لولا مثل قول الله تعالى: “لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا”، و اللام الواقعة فى لام القسم مثل قول الله تعالى في سورة الليل: ” إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى”، و أيضا لام التعريف في “الــ” و التي تدخل على الاسم النكرة لتعرفه و يسبقها ألف مفتوحة مثل كلمة “شمس” و هي نكرة تصبح “الشمس”، أو لام التعريف اللازمة في كلمات مثل “الذي” و “التي”، و لام الفعل و التي هي لام ساكنة أصلية من بنية الفعل المضارع أو الفعل الماضي أو الفعل الأمر، و تكون لام الفعل الماضي دائما متوسطة في الكلمة، و تكون لام الفعل المضارع و الفعل الأمر إما متوسطة في الكلمة أو متطرفة، و أيضا توجد لام الاسم.