جلال الدين الرومي هو محمد بن حسين البلخي ، و قد عرف أيضاً باسم جلال الدين الرومي ، و هو شاعر ، و عالم في علوم الفقه بالعلاوة إلى العديد من العلوم الإسلامية الأخرى ، و قد أشتهر عن الرجل براعته ، و ذكائه الشديد بل أنه يعد واحد من أشهر المتصوفين ، و له العديد من الأشعار التي كانت في الأصل باللغة الفارسية إلا أنه تم ترجمتها حديثاً .
و نظراً لروعتها ، و أسلوبها المتميز فقد لاقت انتشار كبير ، وواسع في العالم الإسلامي ، و بشكل خاص عند المسلمين في تركيا بالإضافة إلى العديد من الثقافات الأخرى مثال الثقافة البنغالية ، و الأردية ، و جدير بالذكر أنه جرى ترجمة بعضاً من أعماله على كثير من لغات العالم ، و لقيت صدى كبير ، وواسع لدرجة أن إذاعة البي بي سي في عام 2007 م وصفته بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة الأمريكية حتى أن بعض نجوم البوب المشهورين قد غنوا أشعاره .
حياة جلال الدين الرومي
يرجع أصل جلال الدين إلى الفرس في الأساس حيث أنه ولد في عام 604 هـــ ، و ذلك كان في مدينة بلخ ، و الواقعة في بلاد فارس ، و هي دولة أفغانستان حالياً بينما يعتقد بعضاً من أتباعه أنه ولد في مدينة صغيرة تسمى واخش ، و جدير بالذكر أن مدينة بلخ كانت تابعة لإمبراطورية الخوارزم الخرسانية .
و كانت عائلة الرومي تحظى بمصاهرة البيت الحاكم في خوارزم إذ كانت والدة جلال الدين الرومي مؤمنة خاتون هي ابنة خوارزم شاه علاء الدين ولد ، و الذي لقب بسلطان العارفين ، و ذلك يرجع لما قد تمتع به من سمعة طيبة في المعرفة ، و العلم بالدين ، و تعاليمه بالعلاوة إلى القانون ، و التصوف .
و عند غزو المغول هاجرت عائلته فراراً إلى نيسابور ، و كان هناك لقائه بالشاعر الفارس الكبير فريد الدين العطار ، و الذي أهداه ديوانه الشهير أسرار نامة ، و الذي أثر على الشاب بدرجة كبيرة بل أنه كان بمثابة الدافع الحقيقي لانغماسه في عالم الشعر ، و الروحانيات ، و الصوفية ، و من مدينة ينسابور كان سفر الرومي مع عائلته إلى سوريا ، و منها إلى مكة المكرمة رغبةً في أداء فريضة الحج .
و من ثم تابعت عائلته مسيرة السفر ، و كان أستقرارهم في الأناضول ، و بالتحديد مدينة كارامان لمدة قاربت السبع سنوات حيث توفيت والدته ، و من ثم تزوج الرومي بجوهر خاتون ، و انجب منها ولديه سلطان ولد ، و علاء الدين الدين شلبي ، و عند وفاة زوجته كان زواجه الثاني ، و الذي أنجب من خلاله ابنة أمير العلم شلبي ، و ابنته ملكة خاتون .
و كانت بداية الرومي في مدينة قوينة ، و التي عمل بها في مجال التدريس ، و بالتحديد بعد وفاة والده في عهد الدولة السلجوقية ، و في عام 642 هـــ ترك جلال الدين مهنة التدريس ، و تصوف ، و بدأ في نظم الشعر ، و إنشاءه .
مبادئ الرومي وفكره
تميز فكر الرومي بناشئته على تعاليم الدين الإسلامي السمحة ، و نظراً لذلك فقد تمكن من اجتذاب العديد من الأشخاص إليه ممن ينتمون إلى ملل أخرى بفضل سمحاته ، و مرونته سواء في التفكير أو التعامل فقد تميز بالتساهل اللامتناهي في الكثير من الأمور علاوة على استعماله للشعر ، و الموسيقى ، و الفكر في سبيل الوصول إلى المولى عز وجل .
فقد كانت الموسيقى الروحية بالنسبة إليه هي الأداة التي تساعد المريد على التعرف إلى المولى جل شأنه ، و التعلق به وحده ، و بعد وفاة الرومي قام ابنة سلطان ولد بتحويل التعاليم الخاصة بأبيه إلى سلوك للمريد، و الذي أشتهر فيما بعد بالطريقة المولوية ، و التي انتشرت بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم الإسلامي بل ، و لقيت صدى غير محدود في العالم الغربي ، و تحديداً في العصر الحديث .
أقوال جلال الدين الرومي
كان قد تم تصنيف أعمال الرومي إلى عدة مصنفات ، و هي :- الرباعيات ، و ديوان الغزل ، و رسائل المنبر ، و مثنوية المعاني ، و مجلدات المثنوي الستة ، و ديوان شمس الدين التبريزي ، و المجالس السبعة هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الرسائل ، و الأقوال التي كان يكتبها إلى مريديه ، و محبيه ، و من ضمن أشهر أقوال جلال الدين الرومي :-
1- إن جراحنا هي التشققات التي يدخل منها النور لذا أنا ممتن لكل جراحاتي .
2- و قد يجمع الله كسير قلب بكثير مثله فيلتئما ، و يكتملا .
3- بع دهائك ، و أشتد الحيرة ، و الدهاء ظن ، و الحيرة هي النظر .
4- حياة العاشقين في الموت ، و لن تملك قلب الحبيب إلا بفقدان قلبك .
5- ما لمس الحب شيئاً إلا و جعله مقدساً .
6- إن هذه الأرض ، و السماء الواسعتين مزقا قلبي من ضيقهما .
7- إنك قد رأيت الصورة ، و لكنك غفلت عن المعنى .
8- ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك فالمطر الذي ينمي الأزهار ، و ليس الرعد.
9- غرست ورداً لكنه استحال من دونك شوكاً
9- لا يسيئ الظن بك من عرفك بقلبه لا بعينه .
10- لا تبك على ما فقدته فكل شيء تفقده سرعان ما يعود إليك ، و لكن في صورة أخرى فقط دقق النظر .
11- كل شخص يرى المجهول على قدر نقاء قلبه .
12- أبق عينك على النور لتعبر كل هذا الظلام .
13- لو رغبت الحياة فأهجر ضفافك .