الإدارة والتنظيم في أي مؤسسة أو عمل يُعد من أهم الاستراتيجيات التي تُساعد على نجاح المؤسسة وتقدم مسيرة العمل بها إلى الأمام ؛ ولكن في الكثير من الأحيان قد يحدث سوء في الإدارة والتنظيم الداخلي وتوزيع الأدوار داخل منظومة العمل وهذا بالطبع من شأنه أن يخلق الصراع المعروف باسم الصراع التنظيمي .
تعريف الصراع التنظيمي
تم تعريف الصراع التنظيمي organizational conflict على أنه نوع من التفاعل السلبي بين أفراد العمل داخل المؤسسة نتيجة وجود تباين كبير بين الأفكار والأهداف والأفكار والمبادئ والفلسفة الشخصية لكل منهم ، مما يؤدي إلى عرقلة الجهود وتثبيط النشاط وامتصاص حماس أفراد العمل لبعضهم البعض ؛ وهذا من شأنه بالطبع أن يؤدي إلى انهيار مؤسسة العمل تدريجيًا إذا ما لم يتم تدارك هذا الأمر وإدارته بشكل سليم ، في حين أن البعض يرى أن الصراع التنظيمي في بعض الأحيان قد يخلق نوعًا من التفكير والإبداع والتنافس الإيجابي بين الموظفين ولكن يعتمد ذلك على درجة وطبيعة ونوع الصراع القائم بينهم .
أسباب الصراع التنظيمي
ينشأ الصراع التنظيمي نتيجة لعدة أسباب ، تشمل ما يلي :
-عدم وجود تحديد واضح لمهام كل طرف داخل المؤسسة من البداية .
-تعدد الجنسيات والثقافات والأيدلوجيات بين أفراد العمل .
-تغيير الصلاحيات الخاصة بكل موظف بشكل مفاجئ وإسنادها إلى موظف اخر دون تحديد أسباب منطقية .
-عدم وجود الحافز على العمل والإبداع في بيئة جو مليئة بالمكائد وعدم الاستقرار .
-المنافسة على الموارد المتاحة داخل الشركة ؛ ولا سيما إذا كانت تلك الموارد محدودة أو نادرة .
-عدم وجود توافق بين الأهداف التي يرنو إليها الأطراف المختلفة داخل الشركة سواء بين الأفراد وبعضهم البعض أو بين أقسام الشركة وبعضها البعض .
-انتشار المحسوبية ومحاباة بعض الموظفين لمجرد الجاه أو القرابة من أبرز أسباب ظهور الصراع التنظيمي داخل أي مؤسسة عمل .
أهم الاستراتيجيات لإدارة الصراع التنظيمي
هناك مجموعة من استراتيجيات إدارة الصراع التنظيمي التي تُساعد على التعامل مع هذا الصراع بشكل إيجابي ، مثل :
استراتيجية الإخماد
وهي تعني قيام إدارة العمل بفرض سيطرتها وتوزيع الأدوار على الموظفين من أجمل إخماد هذا الصراع قدر الإمكان ، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حالة القضايا قليلة الأهمية لأنها ليست حل نهائي ولا تمثل إشباع لرغبة أي من طرفي الصراع .
استراتيجية التلطيف
وهي تُعني أن تهتم الإدارة بالجانب المعنوي للموظفين ؛ بأن تقوم بدعم طرفي الصراع والتعاون معهم من أجل أن ينجز كل منهما مهمته بشكل صحيح واستخدام المصطلحات التعبيرية التي تُناشد العاطفة من أجل تلطيف العلاقة فيما بينهما .
استراتيجية التجنب
وهنا قد تقوم الإدارة بتنفيذ هذه الاستراتيجية بطريقتين مختلفتين ؛ حيث أنها قد تقوم بوضع بعد حواجز العمل الفاصلة بين الطرفين ، وقد تقوم بتوزيع أدوار عمل أخرى تشغل كل طرف عن تفكيره في القضية محل الصراع القائم بينه وبين الطرف الثاني ، وهي تعد من أهم الاستراتيجيات التي تأتي بنتيجة طيبة لتخفيف وطأة هذا الصراع .
استراتيجية التسوية
أشار خبراء الإدارة إلى أن نظرية واستراتيجية التسوية تُعد هي الحل النهائي والأمثل للصراع التنظيمي ؛ حيث أنها تقوم على مناقشة القضية محل الصراع والعمل بتفكير هادئ ومنطقي على التوصل إلى حلول ترضي طرفي النزاع ، وبذلك يشعر كل منهم بتحقيق مكاسب جزئية ، وقد أطلق أحد العلماء على هذه الاستراتيجية اسم ( استراتيجية المساومة mini – maxi ) ، لأنها تُساعد على إنهاء الصراع بشكل كبير وإنقاذ المؤسسة من الخسائر المتوقعة من هذا الصراع ، ولذلك ؛ يتم الاعتماد عليها في حل القضايا الكبيرة محل الصراع في الشركات ومؤسسات العمل .