قبل توحيد المملكة العربية السعودية، كان التعليم يقتصر على الكتاتيب بشكل عام، ولم يكن موجود أي نظام تعليمي للمراحل التعليمية، بل كان المنهج الدراسي هو حفظ القرآن والقراءة والإملاء والخط والحساب، وكانت المدارس الموجودة قليلة ومنحصرة في أماكن معينة، وكانت مؤسسةعلى يد العثمانيون أو الهاشميون أو بجهود ذاتية من المواطنين.

تعريف الكتاتيب

– اشتهر المسجد النبوي الشريف قديماً بالكتاتيب، وهي جمع كتاب وهو المكان الذي يتلقى فيه الأولاد العلم كالقراءة والكتابة ويحفظون فيه القرآن الكريم ويتلقوا مبادئ الدين الإسلامي ويدرسوا اللغة العربية.

– كانت الكتاتيب منها المخصص لتعليم البنيين وكتاتيب مخصصة لتعليم البنات.
– كان يدير هذا الكتاب معلم ويطلق عليه العديد من الأسماء منهم: المعلم والمؤدب والفقيه والملا، وكان يشترط فيه عدة شروط أهمها:

– أن يكون لديه رسوخ في العقيدة الإسلامية والإلمام بالمواد التي يقوم بتدريسها.
– وأن يقوم بمراعاة ميول وحاجات الأطفال ويقوم بمعاملتهم بالإحسان واللطف

– في فترة غياب المؤدب ينوب عنه شخص يسمى العريف ويكون من كبار الصبية النابهين فيقوم بالإشراف على زملائه.
– لا يقتصر دور المؤدب على تعليم الأطفال فقط بل أن يقوم بتنشئتهم النشأة الصالحة ويقوم بغرس الأخلاق الحميدة والمبادئ الفاضلة في نفوسهم.

الكتاتيب قديماً في السعودية

– اشتهرت الكتاتيب في بلدان العالم الإسلامي منذ فجر الإسلام خاصة في بلاد الحرمين الشريفين وكانت الكتاتيب هي قوام التعليم حتى ما بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري.

– لعب الكتاب في المدينة المنورة دوراً بارزاً في حياة المسلمين أثناء عهد الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه، فعندما كثر عدد صبيان المسلمين ولم يجدوا من يعلمهم فأمر الفاروق بإقامة كتاب في كل حي من أحياء المدينة ليتعلموا فيه الأولاد مبادئ القراءة والكتابة وقام بتحديد أجر لكل معلم متفرغ.

– ظل المسجد النبوي الشريف على مدى تاريخه الطويل هو المدرسة الأولى لتعليم الطلاب وقد تخرج منه أجيال عديدة من أبناء
المدينة وظلت ساحة وجوانب المسجد زاخرة بحلقات العلم داخل الكتاتيب حتى قرب نهاية القرن الرابع عشر الهجري.

كتب المؤرخين عن الكتاتيب في السعودية

– كتاب وصف المدينة عام 1303 هـ

أصدره علي ابن موسى وذكر فيه أن الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف وبالتحديد عن باب المجيدي، ويوجد فيه اثني عشر كُتّاباً للقراءة و كُتّاب واحد لتعليم اللغة الفارسية.

– كتاب مرآة الحرمين عام 1318 هـ

أصدره إبراهيم رفعت باشا وذكر فيه أنه رأى في الجهة الشرقية من المسجد النبوي كُتّاب من طابقين يتعلم فيه الصبيان القرآن الكريم ومبادئ العلوم الأولية.

– كتاب التعليم في المدينة المنورة عام 1325 هـ

أصدره ناجي الأنصاري وذكر فيه أن في داخل المسجد النبوي الشريف يوجد ثلاثة كتاتيب أميرية بها 125 تلميذ و 6 معلمين وكل شيخ في هذه الكتاتيب كان يتقاضى معاش من الخزينة النبوية بمقدار مائتا قرش عثماني، بينما يتقاضى العريف مائة قرش عثماني.

– كتاب صور وذكريات عام 1333 هـ

أصدره عثمان حافظ وذكر فيه أن عدد الكتاتيب في الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف كان 8 كتاتيب تعطلت بسبب الحرب العالمية الأولى.

– الشيخ جعفر فقيه

ذكر في حديثه عن التعليم في المدينة المنورة أن عدد الكتاتيب في المسجد النبوي كان ستة كتاتيب وكان ذلك في بداية القرن العشرين.

تطور الكتاتيب في السعودية

– شهدت الكتاتيب في بداية العهد السعودي عام 1344 اهتمام ورعاية من الحكومة السعودية، وقامت بالإشراف عليها ووجهت المعلمين وقامت بتخصيص رواتب لهم وعلمتهم طرق التدريس الحديثة ومتابعتهم في الالتزام بذلك.

– في عام 1373 هـ بدأت تنتشر المدارس النظامية الحكومية والروضات الأهلية فبدأت الأهالي تزحف عليها، مما جعل هذه الكتاتيب تتلاشي شيئاً في شيئاً، سواء داخل المسجد النبوي أو في المدينة، ولم يتبقى منها في المسجد إلا حصص لتعليم القرآن الكريم وحصص أخرى لدروس العلم، وبلغ عدد حصص تحفيظ القرآن الكريم للصغار حتى عام 1430 هـ  إلى 40 حصة ويتعلم فيها أكثر من 1200 تلميذ.

أسماء بعض الكتاتيب في المدينة المنورة

– كتاب الزهاري المعروف بكتاب أبو خضير وكان موجود في المسجد النبوي الشريف.
– كتاب الرحالي وهو الشيخ محمد الرحالي وكان موجود في المسجد النبوي الشريف.

– كتاب ابراهيم فقيه وهو الشيخ إبراهيم فقيه وكان موجود في المسجد النبوي الشريف.
– كتاب بنى عمرو بن عثمان وكان موجود بالقرب من قبر عثمان بن مظعون بالبقيع.

-.كتاب عائشة وهي الشيخة عائشة بنانية وكان موجود في حوش التكارنة بالساحة.
– كتاب فاطمة وهي الشيخة فاطمة بنت أحمد التكرونية وكان موجود في رباط عزت باشا بباب المجيدي.

الوسوم
السعودية