منذ أن تم تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمة الله عليه، حظي الحرم المكي بالعناية الخاصة والاهتمام على تهيئته بما يتناسب مع مقامه المقدس، حيث قام الملك عبد العزيز ومن بعده أبناؤه، بإجراء بعض التوسيعات به، وتعد تلك التوسيعات التي أجريت منذ تأسيس المملكة، من أكبر التوسيعات بتاريخ الحرم المكي، حيث بلغت 750 ألف متر مربع، وذلك لاستيعاب ما لا يقل عن مائة وخمسة آلاف طائف بالساعة، هذا بالإضافة لاستيعابه لما يزيد عن ثلاثة ملايين مصلي، مما يدل على حرص ملوك المملكة، بداية من مؤسسها، على تقديم كل ما فيه خدمة للدين الإسلامي الحنيف، وبيت الله الحرام.
المسجد الحرام بناء على أوامر منه رحمه الله، ومن الإصلاحات المبهرة التي أمر بها الملك عبد العزيز بحياته، هي القيام بعمل باب جديد للكعبة المشرفة، وأن يكون هذا الباب مغطى بصفائح من الفضة الخالصة، ومزركش ببعض الآيات القرآنية المطلية بالذهب، وبالفعل تم ذلك، وأمر بأن تكون عضاتي باب الكعبة من الفضة الخالصة المطلية بالذهب.
الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، تلك التوسيعات عن طريق إزالة عقارات السوق الصغيرة التي كانت توجد غرب المسجد الحرام، وهذا بعد أن قام بتعويض أهلها بالمال اللازم، وكان هذا في عام 1403هجريًا.
وبعد ذلك أمر بتبليط سطح تلك التوسيعات بالرخام المقاوم للحرارة، كما أمر بجمع شبكات الكهرباء التي كانت تعيق المصلين فوق السطح، ووضعها داخل قباب جميلة الشكل، مما جعله مهيأ للصلاة به، ونتج عنه زيادة التوسعة، واحتواء ما لا يقل عن 90 ألف مصلي، حيث كان مساحة هذا السطح تبلغ 61.000متر مربع، ثم جاء الملك عبد الله بالتوسعة الجديدة والتي بدأت منذ عام 2008م، وهي تشتمل على ثلاثة مراحل، وتعتبر تلك التطويرات والتوسيعات التي تضمنها المشروع الجديد، من أكبر التوسيعات التي مر بها الحرم المكي بتاريخه عامة، والتي استكملها خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.
الحرم المكي