المها العربي : هي أحد الحيوانات التي كادت أن تتعرض للانقراض لولا الجهود المبذولة للحفاظ عليها من الكثير من الدول العربية، وهي من الحيوانات المعروفة بقدرته على التكيف التام مع البيئة الصحراوية وتقليص حاجته لاستهلاك المياه خلال فصل الصيف عندما تكون المياه شحيحة.
معلومات عن حيوان المها العربي
هو أحد أنواع الظباء يتميز بلونه الأبيض اللامع مع بعض الخدوش السوداء على الوجه والساقين، وتزن من 70 إلى 140 كيلوجرامًا ، ولها زوجا من القرون النحيلة والمستقيمة والتي قد يصل طولها من 50 إلى 75 سنتيمترًا، وهذه القرون موجودة في كل من الذكور والإناث.
وتتميز هذه الحيوانات بجمالها حيث تنعكس أشعة الشمس على فرائها، وتستطيع الكشف عن المطر على مسافات طويلة حتى يتمكنوا من تعقب نمو الأعشاب، وتعتبر الأعشاب هي الغذاء المفضل لهذه الحيوانات على الرغم من أنها تأكل أوراق الشجيرات والأعشاب والفاكهة والبطيخ عندما يكون متاحة، وتعد السهول الرملية وسهول الحصى هي الموائل المفضلة لحيوانات المها العربي المخلوقات حيث تستخدمها للهروب من الذئاب.
ويولد صغير واحد من حيوان المها العربي بعد حمل يستمر مائتين وأربعين يوماً، وقد يصل عدد القطيع إلى حوالي مائة فرد ويصل أقصى عمر لحيوان المها هو حوالي عشرين عاما، وقد تم العثور على المها العربي في الأردن وعمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والمملكة العربية السعودية، وهذه هي المواقع التي تم أعادة ادخال المها العربية إليها.
انقراض المها العربي في دولة الامارات
كان الصيادون يقومون بصيد الحيوانات لبيعها إلى حدائق الحيوان، وكانوا يستهدفون بشكل رئيسي المها الأنثى وصغارها مما تسبب في انقراض المها العربي في الامارات.
التنقيب عن النفط يعتبر من أسباب انقراض المها العربية في بعض المناطق التي كانت تستوطنها هذه الحيوانات، كما تعتبر البيئة القاسية من أسباب انقراض المها العربي وارتفاع معدل الوفيات، بجانب الموت سبب لدغات الثعابين، والجفاف الشديد في بعض المناطق في الامارات.
تسبب محاولات الصيادون للاستيلاء على حيوان المها في اصابة أعداد كبيرة منها بالكثير من الاصابات بجانب موت عدد كبير بسبب الإجهاد أو الإرهاق أثناء الهروب منهم، وتعتبر عمليات الصيد والاستيلاء غير المنضبط السبب الرئيسي وراء انقراض المها العربي في البرية في الامارات في عام 1972.
جهود الامارات للحفاظ على المها العربية
أدت محاولات الصيادون للاستيلاء عن المها العربي إلى انقراضها في البرية، ولكن تم نجاح تربية بعض الاعداد منها والحفاظ على هذا النوع من الانقراض، ويتزايد الان عدد المها العربي التي تم اعادة توطينهم ، وقد قالت رزان خليفة المبارك المدير العام لهيئة البيئة بأبوظبي : ” إن إعادة المها العربي من حافة الانقراض يعد إنجازًا كبيرًا وقصة نجاح حقيقية للمحافظة عليها في البيئة، والتي نأمل أن تتكرر عدة مرات للأنواع المهددة الأخرى”.
وقد جذبت هذه الحيوانات اهتمام الشيخ زايد عندما كانت على حافة الانقراض في السبعينيات، وبدأ عددها في الانخفاض ووصل إلى خمسة إلى سبعة أفراد في البرية، وكان الشيخ زايد يهتم بهذا الحيوان ليس فقط لوجوده الطبيعي ولكن أيضا لقيمته الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك فقد تبنت حديقة الحيوان العديد من البرامج التي تركز بشكل كبير على إدارة المها وتربيتها وتكاثرها.
ولقد شاركت حديقة حيوان العين في برنامج إعادة تأهيل المها العربي في عام 2007 والذي تم تنفيذه من قبل هيئة البيئة في أبوظبي، وقد ساعدت في تغيير تصنيف حيوانات المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للأنواع المهددة بطريقة استثنائية من انقراضها في البرية إلى شبه مهددة .
وتعد حديقة حيوانات العين موطناً لعدد كبير من المها العربي، ونجحت في تحقيق التوازن بين الجنسين، وهو ما يصعب عادة تحقيقه عند تربية الحيوانات في الأسر.