ليس نحن فقط العرب من يقوم بقول الأمثال الشعبية والحكم ولكن كثير من دول العالم يقولون الحكم والأمثال الشعبية ، والطريف أن دولة جاميكا الدولة الجزرية في البحر الكاريبي يعترفون بالأمثال الشعبية مثلنا تماما ويرددوها بشكل مستمر مع حياتهم اليومية ، ولكن بالتأكيد ليست هي الأمثال الشعبية ذاتها التي نرددها هنا ، ولكن أمثال شعبية خاصة بهم واخترنا من هذه الأمثال الأفضل بتوضيح كل مثل لحضراتكم ، وسوف نقوم بسردها وتوضيحها في السطور التالية .
عندما تذهب إلى بيت الحمار فلا تتحدث عن الأذنين
مثال يقال في دولة جاميكا المراد منه أنك لا تؤذي غيرك بالكلمة حتى وان كان أقل منك طالما تعرف أنها سوف تؤلمه ، فمن المعروف أن الحمار طويل الأذنين فلا تتحدث في أمر طول الأذنين في منزله إذن وتجرحه ، فلابد من أن يراعي الإنسان شعور غيره ويعرف حتى وأن كان من أمامه أو من وراء ظهره ، حتى وان كان أمر هذا الشخص لا يعنيك وإن كان عدو فلا تؤذي غيرك بالكلمة ، والمثل أشار إلى الحمار لكي يعي الأنسان بأن المشاعر موجودة حتى لدى الحيوانات .
عندما تبقى الكلمة في الفم فهي لا تضغط على الرأس
وفي هذا المثل الشعبي لدى الجامايكيين يشير إلى ضرورة ضبط اللسان وعادة أن كتمت كلمة قد تؤذي الآخرين فلن تؤثر على الرأس ، بل من الممكن من عدم قولك إياها أن تصلح للخير ولن تضرك في شيء .
فأس صغير يستطيع قطع شجرة كبيرة
الذي يقصده الجامايكيين في هذا المثل أن لا نستهين بصغائر الأشياء فربما الأدوات والأشياء الصغيرة التي لا نلقها لها بال تكون مؤثرة بشكل كبير على أمور كبير في حياتنا .
تستطيع قول أي شيء لرجل ممتلئ المعدة
مثل رائع ويوحي أن الشخص الذي شبع ولا يشعر بالجوع من الممكن أن تقول له أي شيء ، بخلاف من يكون جوعان وبطنه خاوية فلن يسمع منك شيء ولن يتقن أي شيء لأن شعوره وعاطفته سوف تكون من الأكل فقط .
عندما تصافح رجلاً بيده فإنك تصافح قلبه
يعني هذا المثل الجامايكي أن المصافحة والسلام يجب أن تمس القلب ولا يكون سلاما ملئ بالمظاهر دون الشعور بها في القلب ، فلا سلام كان من ورائه عداء.
السلحفاة النائمة لا تشعر بالشمس
عندما تنام السلحفاة فإنها تدخل رأسها داخل جسدها المغلف القوي ، وحينها لن تشعر السلحفاة بالشمس ولا بأي اختلاف في درجات الحرارة ، هذا نظرا لقوة جسدها الخارجي الذي يحميها من أشعة الشمس والطقس المتقلب ، وهذا يعني أن من ينأى بنفسه عن المشاكل لن يصيبه المكاره والأذى .
من لا يعرف كيف يرقص يقول إن الموسيقى سيئة
مثل رائع للغاية ويعني به شعب جمايكا أن ليس العيب في الموسيقى وسوءها ولكن العيب في أن الأشخاص الذين لا يجيدون الرأس هم من يروا أن الموسيقى سيئة ، وهذا يعود إلى أن هناك من الأشخاص ما يعبون في شيء وهذا ليس عيبا في ذلك الشيء ، ولكن لأنهم لا يجيدون التعايش معه أو ليس لديهم المهارة في التعامل معه هذا الشيء فيقوموا باتهام الشيء نفسه بالسوء .
من يصنع معروفاً فهو يصنعه لنفسه
يشير المثل الجامايكي إلى أن المعروف الذي تقوم به ربما يرد إليك يوما ما فلا تنتظر أجر من أحد عليه ، فكم يشبه هذا المثل مثل يقال عندنا في بلاد العرب وهو أعمل الخير وأرميه في البحر ، أي أن كنت تعمل خير فلا تنتظر التحية من أحد أو الشكر أو الثناء من أحد عليه .
عندما نصل أصعب الأوقات فإنها اقتربت من الفرج
هذا المثل كما لو أنه نسخة من شعر الأمام الشافعي حينما قال ضاقت فلما استحكمت حلقتها فرجت وكنت أظنها لن تفرج ، فكلما ضاقت واستعسرت وبلغت من الصعاب الكثير فلا قلق فربما حقا أنه الفرج قد قرب وحان وقته .