لطاما كانت المملكة مركزاً للإشعاع الديني والثقافي للأمة العربية والإسلامية بالكامل، ودائماً ماتبذل القيادة الرشيدة بها كافة المساعي الممكنة من خدمة ونصرة للدين الإسلامي وللمسلمين، وذلك منذ تأسيس المملكة على يد الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وإستكمالاً لهذه المسيرة الطيبة في خدمة الإسلام والمقدسات الإسلامية فإن جلالة الملك سلمان حفظه الله قد وافق مؤخراً على البدء بمشروع إعادة تأهيل بئر زمزم، ولهذا البئر مكانة دينية سنقوم بعرضها لاحقاً، وفي السطور التالية عرض مراحل مشروع تطوير وتأهيل بئر زمزم.

مشروع إعادة تأهيل بئر زمزم
أعلن  الشيخ عبدالرحمن السديس بصفته الرئيس العام لشؤن المجلس الحرام والمسجد النبوي  الشريف عن موافقة الملك سلمان على البدء بمشروع إعادة تأهيل بئر زمزم، على أن يتم الإنتهاء من مراحل المشروع في غضون سبعة أشهر، أي بحلول شهر رمضان المقبل، ومن المقرر أن يتم إنجاز المشروع على مرحلتين

المرحلة الأولى وهى إستكمال بناء عبارات الخدمات الخاصة بالبئر والتي يصل عددها إلى خمسة عبارات من الجهة الشرقية للمطاف، ويبلغ عرض هذه العبارات الخمسة ثمانية أمتار، في حن يصل طولها 120 متراً.

أما المرحلة الثانية من المشروع فتتضمن العمل على تعقيم وتنقية المياة في منطقة البئر والمناطق المحيطة بها من مخلفات الأعمال الخرسانية الخاصة بقبو المسجد الحرام القديم، وخلال هذه المرحلة سيتم وضع نوعية معينة من البحص المعقم في المياه، وهذه النوعية معروفة بدرجة نافذية عالية للمياه، حيث تساعد على تدفق مصادر المياه إلى البئر بصورة أسرع.

وعقب صدور موافقة جلالة الملك قام الشيخ السديس بجولة ميدانية وذلك للوقف على بدء الأعمال في المشروع، ورافقه في هذه الجولة عدد من القيادات الهامة من أجل التحقق من حركة سير العمل.

المكانة الدينية لبئر زمزم
ومن الجدير بالذكر أن بئر زمزم يتمتع بمكانة دينية عالية عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو البئر الذي ورد ذكره في قصة السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما تركها سيدنا إبراهيم هى وإبنها الرضيع سيدنا إسماعيل فراحت تبحث عن الماء لها ولرضيعها، وخلال بحثها فجر الله لها ماء زمزم الذي تم تحويلها لبئر بعد ذلك، ويوجد بئر زمزم على بعد 20 متراً من الكعبة المشرفة، وللبئر أسماء عديدة منها زمم، زمازم، شفاء، طعام، شباعة.

كما يقع البئر في قلب المشاعر المقدسة، ويحفل بزيارته كل من يزور مسجد الله الحرام لذلك يتمتع بدرجة عالية من الروحانية والتقديس في نفوس المسلمين جميعاً، كما توليه القيادة الرشيدة بالمملكة عناية خاصة فقد تم العمل على تطوير البئر عدة مرات ونذكر منها.

التطويرات التي شهدها بئر زمزم
1-أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله ببناء مبنىً ليكون سبيلاً للمياه، ولكن لاحقاً تم إزالته إذ أنه كان يشغل مساحة كبيرة من صحن المطاف.

2-أمر الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله بتنظيف – وتعقيم بئر زمزم بناءاً على أحدث الطرق العلمية.

3-أمر الملك فهد رحمه الله بتغطية مداخل قبو بئر زمزم، وقد تم وضع علامة توضيحية للدلالة على أن هذا المكان هو مكان البئر.

4-أمر جلالة الملك سلمان حفظه الله بالبدء في أعمال تهيأة بئر زمزم، وتعد هذه هى التطورات التي شهدها البئر منذ تأسيس المملكة وحتى الآن.

جدير بالذكر أن المملكة وملوكها يقومون بخدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ويقومون بالإشراف على كافة الأعمال التي تسهل زيارات ضيوف الرحمن إبتغاء مرضاة الله عز وجل، وفقهم الله في جميع أمورهم وفي خدمة الإسلام والمسلمين في كافة بقاع الأرض.

الوسوم
السعودية