أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في أغسطس الماضي عن أضخم المشروعات السياحية التي تشهدها المملكة على طول سواحلها المطلة على البحر الأحمر، والذي يعد أكبر المشاريع السياحية في المملكة والمنطقة، وأحد الأعمال الإستثمارية الهائلة التي يتم العمل عليها تحت مظلة تحقيق رؤى وأهداف رؤية 2030، وذلك من أجل إيجاد مصادر متنوعة للدخل القومي لإقتصاد المملكة في رؤية لعصر مابعد النفط، والإعتماد على وجهات إقتصادية متنوعة، ومن المقرر أن يتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع الإستثماري الهائل في الربع الثالث لعام 2019 م، ولكننا في هذه السطور بصدد التحدث عن المعوقات التي تواجه هذا المشروع الضخم والتي قد لا تكون نقاط هائلة وقد لاتؤثر بصورة كبيرة عليه، ولكنها تفاصيل صغيرة ستساعد بصورة كبيرة في خروج هذا المشروع للنور على أكمل وجه.

معوقات مشروع البحر الأحمر
1- غلاء الأسعار حيث تتميز الخدمات السياحية التي يتم تقديمها في المملكة بإرتفاع أسعارها مقارنة بالخدمات السياحية التي يتم تقديمها خارج المملكة، لذلك يلجأ السائح السعودي إلى الخروج بحثاً عن نفقات أقل، لذلك يجب الإلتفات إلى هذه النقطة عند تحديد مستوى أسعار الخدمات التي يتم تقديمها من خلال هذا المشروع الضخم.

2-ضعف البنية التحتية المساعدة لعملية تنشيط السياحة في المناطق القريبة من المشروع، والتي يخدم وجودها بشكل أساسي ضمان عودة السائح مرة أخرى ،كما يساعد على زيادة إستمتاعه برحلته التي يقوم بها، حيث تساعد شبكة النقل والمواصلات الخاصة بالسياح والتي تتميز بالتطور والمعاصرة في تنشيط هذا العمل العملاق وكذلك الملحقات الترفيهية في المدن المجاورة مثل المدينة وتبوك، لذلك يجب الإنتباه لهذه النقاط وأخذها بعين الإعتبار خلال مراحل تنفيذ هذا المشروع.

3-عدم توافر الخبرة من جانب العنصر البشري، وذلك حيث أن العمل في مجال السياحة لايزال حديثاً في سوق العمل ، ولا توجد خدمات سياحية إحترافية سوى في مجال السياحة الدينية التي يتم تقديمها لحجاج بيت الله الحرام، والسياحة الدينية تختلف تماماً عن السياحة الترفيهية ، لذلك يجب الإهتمام بالعنصر البشري المدرب فنياً وفندقياً، والقادر على تلبية إحتياجات السياح من أبناء المملكة وكذلك السائحين الأجانب، وكذلك قدرته على خلق ميزات تنافسية تجعل السائح يختار مشروع البحر الاحمر ويفضله على غيره من الوجهات السياحية، لذلك يجب الإهتمام بالتعليم الفندقي والسياحي خلال الفترة المقبلة لإصقال مهارات أبناء المملكة وحتى لايتم الإعتماد على عناصر أجنبية لإدارة المشروع.

4-بعض العادات والتقاليد التي تحد من إستمتاع المرأة السعودية بالترفيه داخل المملكة وتجعل البعض يفضل الخروج للسياحة الخارجية.

5- عدم وجود وعى من جانب المجتمع بطرق التعامل السليمة مع السياح الأجانب، فهذه هى أول مرة يدخل فيها سائحون من جميع أنحاء العالم للمملكة بغرض الترفيه والتنزه، لذلك يجب الإهتمام بأساسيات وبروتوكولات التعامل مع السياح، وتأهيل المجتمع السعودي للمرحلة الجديدة المقبلة، وكذلك يجب العمل على تنظيم تشريعات وقوانين تحمى السياح وتضمن حقوقهم وذلك للعمل على جذب المزيد والمزيد منهم.

إذا تم العمل على هذه النقاط جنباً إلى جنب مع العمل الذي يتم خلال مرحلة دراسة وتنفيذ المشروع، فمن المؤكد أن هذا المشروع سيحدث طفرة في السياحة في منطقة البحر الأحمر بل والمنطقة العربية بأسرها، كما يتوقع له أن يصبح الوجهة السياحية الأولى في المنطقة لما تتمتع به منطقة البحر الحمر من جمال وسحر الطبيعة الخلابة التي لاتقاوم والمعروف لدى الجميع، لذلك يسعى الجميع لإتمام هذا المشروع على أكمل وجه وحتى لا تكون هناك معوقات في سبيل تحقيق الإستفادة القصوى منه.

الوسوم
السعودية