تعد منطقة الشرق الأوسط  عنصر هام في تحريك الإقتصاد والسياسة العالمية، حيث يتركز بها أكبر الدول المنتجة للنفط وذلك في منطقة الخليج، كما أن الدول الكبرى بها تؤثر على مجريات الأحداث العالمية بشكل أو بآخر، ونظراً لأهمية هذه الدول والدور الحيوي الذي تلعبه، وحيث أن المصالح السياسية والإقتصادية هى المتحدث الرسمي في جميع الأوقات، نجد هناك إهتمام متزايد بتوطيد العلاقات معها والتأكد من سير الأمور بطريقة سلمية بداخلها، لذلك بين الحين والآخر تتم الزيارات الدبلوماسية من أجل دعم وتوطيد العلاقات بين أقطاب القوى العالمية، وفي هذا الصدد نعرض زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمملكة وبعض الدول بمنطقة الخليج، تأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة الملك سلمان حفظه الله لدولة روسيا الإتحادية، كما أن هذه الزيارة ليست الأولى للوزير هذا العام، فقد زار المملكة في يوليو الماضي، كما زار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب المملكة في وقت سابق.

زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة
تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة العربية السعودية ضمن عدد من الزيارات الأسيوية تبدأ بزيارته للرياض، وبعدها يطير إلى الدوحة لبحث عدد من القضايا المشتركة بين الجانين، إذ يوجد بالدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ثم يتوجه إلى إسلام أباد ونيودلهي وجينيف وذلك في الفترة من 20 إلى 27 من الشهر الجاري، وفي مستهل جولته الدولية وصل وزير الخارجية الأمريكي ليلة أمس إلى الرياض وإستقبله مبعوث وزارة الخارجية  ووفد ممثلي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة، على أن يبدأ جدول أعمال الزيارة في وقت لاحق عقب لقاؤه بوزير الخارجية  السيد عادل الجبير.

أهداف زيارة ريكس تيلرسون للمملكة
عادة ماتتبع الزيارات الدبلوماسية أهداف خاصة بكل زيارة وجدول أعمال يسير عليه المبعوث الدبلوماسي، ومن المؤكد أن هذه الزيارة تحمل بين طياتها أهداف ومساعي دولية يسعى الوزير الأمريكي لتحقيقها وفيما يلي عرض لأهم وأبرز أهداف هذه الزيارة:

1-حل الأزمة العربية القطرية: من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر الحلفاء الدوليين للجانب القطري، وفي ظل الأزمة القائمة بين قطر ودول المقاطعة الأربعة (المملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) فإن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لفك الحصار عن حليفتها الأولى في المنطقة “قطر” وتبذل العديد من الجهود والمساعي لإنهاء المقاطعة الممتدة منذ 5 أشهر مضت.

ويجدر الإشارة إلى أن الوزير الأمريكي لا يتوقع أن تحل الأزمة بسهولة بالغة فالمشكلة بين الدول الخمس عميقة وذات جذور وأبعاد سياسية متداخلة، ولكنه من جانبه سيسعى لجلوس الأطراف جميعاً على طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى تسوية مشتركة ترضي جميع أطراف النزاع.

2- من المقرر أن يشارك الوزير الأمريكي في الإجتماع الإفتتاحي لمجلس التنسيق بين حكومتي المملكة والعراق والمقرر عقده بالرياض.

3- مناقشة أزمة اليمن وعلاقات دول الخليج مع إيران، كما سيمتد الحديث ليشمل عدداً من القضايا المشتركة بين الجانبين الأمريكي والسعودي.

وعلى الرغم من وجود عدد من القضايا الهامة على جدول أعمال الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون ،إلا أن حل المشكلة القطرية العربية ستكون هى محور زيارته هذه المرة للمملكة.

نبذة عن الأزمة العربية القطرية
كانت الدول العربية الأربعة (دول الحصار) قد قطعت علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع قطر في أعقاب تدخل قطر في الشؤن الداخلية للدول الشقيقة وبث بعض المنابر الإعلامية القطرية معلومات مغلوطة بخصوص الدول السالف ذكرها، وكذلك دعم قطر للجانب الإيراني، الأمر الذي دفع الدول الأربع إلى إعلان المقاطعة التامة، وتجميد العلاقات مع الجانب القطري واصفين إياها بالدولة الراعية للإرهاب، وبالرغم من بعض المساعي العربية والدولية لحل الأزمة إلا أن جميع الجهود المبذولة باءت بالفشل، وماتزال الأزمة قائمة لحين تعاون أطراف النزاع الخمسة على حلها.