من أكثر الظواهر المثيرة للجدل في مجتمعنا حاليا هي ظاهرة ” حفلات التخرج في المدارس”، فمن المعروف أن وزارة التعليم في المملكة تمتع إقامة هذه الحفلات، حيث تحصرها في الاحتفال بتكريم الطلاب المتفوقين ضمن حفل ختامي للأنشطة المقررة في خطط النشاط المدرسي وأثناء الدوام الرسمي، ولكن هذا القرار لم يمنع المدارس من إقامة حفلات التخرج خارج أسوار المدارس، إذ تقام حفلات التخرج في قاعات الأفراح والفنادق والتي تحجز بالكامل للمدارس الثانوية سواء بنين أو بنات لإقامة حفلات في الأمسيات بعد الدوام الرسمي، وبطبيعة الحال تتحمل أسر الطلاب التكاليف الكاملة على اعتبار أن هذه الحفلات تلعب دورا كبيرا في تشجيع الطلبة على التميز حيث تجذبهم للدراسة والنجاح.
جدل واسع حول حفلات المدارس
أثارت حفلات تخرج مدارس الأطفال استياء واسعا من أولياء الأمور إذ تحولت من نشاط مدرسي عابر لتكريم الطلاب المتميزين إلى حفلات وتكاليف مرهقة للأسرة، حيث أصبحت كل مدرسة تتفنن في إخراج هذه الحفلات بشكل غير عادي، مما يستدعي الكثير من المدارس إلى إقامة الحفلات الباهظة على اعتبار أن ذلك يحدد مستوى المدرسة لذلك تتنافس المدارس في تقديم حفلات التخرج، وما زاد الجدل أيضا حول هذه الظاهرة هي مواقع التواصل الاجتماعي ك” سناب شات” و” انستغرام” وغيرها من المواقع الآخر.
فهناك من يخالف رأيه لإقامة هذه الحفلات حيث يقول ولي أمر للعربية نت أن مثل هذه الحفلات لا تحمل أي قيمة معنوية، وأضاف” هذه الحفلات لا تعدو كونها ممارسة تجارية ومادية، تسببت بنقل هذه الاحتفالات من اللحظات الجميلة للأسرة إلى مناسبة ترهقهم ماديا وتسبب الغيرة والتمايز بين الطلاب.” كما أعرب عن استياءه من طلبات رياض الأطفال في الأيام العادية واحتفالات التخرج طالبا من المدارس أن تراعي الأسر التي لديها أكثر من طفلين.
إلا أن هناك بعض الآراء التي تؤكد على أهمية حفلات التخرج خاصة لرياض الأطفال، حيث تقول وكيلة روضة أطفال الأستاذة ” منيرة عثمان” في حديثها للعربية نت عن أهمية حفلات التخرج “إن حفلات التخرج تلعب دوراً في تشجيع الصغار على التميز وتحببهم للمدرسة ، وهذه الاحتفالات تأتي بناء رغبات الأطفال والأمهات الاختيارية دون أي ضغوط، مؤكدة أن الاحتفال يتم على نفقة المدرسة بـ “مشاركة أولياء الأمور التي تتمثل في توفير مستلزمات أبنائهم للحفل”. وأضافت أيضا أن حفلات رياض الأطفال تهدف إلى تنمية مواهب الطلاب وتنمية إبداعاتهم واهتماماتهم أمام أسرهم مما يحفزهم أكثر، خاصة وأن فقرات الحفل تتضمن فواصل إنشادية وتمثيلية وهو الأمر الذي يرغب الأطفال في الدراسة ويحفزهم للتحصيل العلمي
وقد أوضح الباحث الاجتماعي ” عادل صالح” للعربية نت عن أهمية حفلات التخرج التي تعد أحد أشكال الفرح والتي تقتصر على الثانوية أو الجامعة لأنها تمثل مرحلة تحول، وأن الحفلات البسيطة للأطفال لها أثر معنوي وتربوي، وأن البالغة في إقامتها يؤدي إلى إفساد الغرض منها، وقد حمل الجزء الأكبر على أولياء الأمور لأنهم يرضخون لطلبات المدارس
شروط إقامة حفلات التخرج في المدارس
فرضت إدارات التعليم في المملكة عدة بنود للمدارس الأهلية في تنظيم حفلات التخرج، على أن يقوم مالك المدرسة بالتوقيع على تلك البنود، وقد حذرت من الإخلال بهذه الضوابط والشروط مبينة أن الإخفاق بالتقيد في اللوائح يعرض المدرسة للائحة المخالفات، وهذه الشروط هي كالتالي:
1- منع تصوير الطالبات أو ضيوف الحفل من النساء.
2- مراعاة الآداب الشرعية والتعاليم الإسلامية في فقرات الحفل.
3- جدولة موعد الحفل الختامي خلال الأسابيع الأخيرة من الفصل الدراسي الحالي وتقديم موعد الطلب قبل 30 يوما عن موعد الحفل مع إرفاق جدول الحفل بشكل مفصل.
4- تلزم المدرسة الراغبة بتنظيم حفلات التخرج الالتزام بشروط الأمن والسلامة في مقر الحفل والتجهيزات.
5- عدم تكليف الطلاب والطالبات مبالغ نقدية أو عينية أو رسوم الملابس والتجهيزات.
6- عدم بيع بطاقات أو تذاكر الحفل بأي سعر كان.
7- ضرورة مراعاة الآداب الشرعية والتعاليم الإسلامية بحيث لا تتجاوز مكبرات الصوت حدود صالة الاحتفال.
8- خلو المواد المعروضة المرئية أو المسموعة أو المشاهدة من أي مخالفات شرعية أو تربوية.
9- منع الطالبات أو الكادر التعليمي والإداري أو ضيوف الحفل من النساء من التصوير.
10- أن يكون القائم بالخدمات ومباشرة الحفل من حيث تقديم الطعام في صالة الرجال من الرجال، وفي صالة النساء من النساء.