سيرغي ماغنيتشكس ولد في الثامن مِن أبريل لعام 1972 وتوفي في السادس عشرة مِن نوفمبر لعام 2009 وهو محاسب ضريبي روسي متخصص في أنشطة مكافحة الفساد وفي عام 2008 حينما تم القبض عليه وتوفي بعدها بحوالي إحدى عشرة شهراً في الحجز إلتفتت وسائل الإعلام الدولية إلى هذا الأمر الذي أثار تحقيقات رسمية وأخرى غير رسمية في مزاعم بالإحتيال والسرقة وإنتهاك حقوق الإنسان.
من هو سيرغي ماغنيتسكي وما هي قصته
بالنسبة للعالم والإعلام فإن قصة سيرغي ماغنيتسكي بدأت عام 2008 حينما تم إلقاء القبض عليه بتهمة الإحتيال والسرقة وإنتهاك حقوق الإنسان وبعدها توفي في السجن قبل سبعة أيام مِن إنتهاء فترة العام الواحد التي يمكن مِن خلالها يتم إحتجازه بشكل قانوني دون محاكمة، ومِن الجدير بالذكر أن سيرجي ماغنيتسكي خدم في سجن بوتركا لمدة 358 يوم وقد كان مصاباً بإلتهاب في البنكرياس ولم يتلقى العناية الطبية الكافية وحتى إن مجلس حقوق الإنسان وجد أن قبل وفاته بقليل تعرض لإعتداء جسدي.
حينما أصبحت قضية ماجنيتسكي قضية دولية أصدر الكونغرس الأمريكي والرئيس باراك أوباما قانون Magnitsky عام 2012 وهذا القانون يمنع المسؤولين الروس الذين يعتقد أنهم متورطون في وفاة ماجنيتسكي مِن دخول الولايات المتحدة الأمريكية أو إستخدام نظامها المصرفي، ورداً على هذا القانون فإن رسيا أدانت هذا القانون وإدعت أن ماجنيتسكي مذنب في عِدة جرائم.
عام 2013 وتحديداً في أوائل يناير كتبت الفاينانشيال تايمز أن قضية سيرغي ماغنيتسكي قضية فاضحة وموثقة بشكل ممتاز وتغلف الجانب المظلم للبوتينية، كما أيدت فكرة قيام دول الإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات مماثلة ضد المسؤولين الروس المتورطين في القضية.
سنة 2012 تمكن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد ( شبكة مراكز تحقيقات تقع في سراييفو ) مِن تتبع بعض الأموال الروسية المفقودة التي ذهبت إلى شركة يمتلكها دينيس كاتسيف إبن بيوتر كاتسيف وهذه الأموال قد تم إستثمارها في شركة عقارية كانت تشتري شقق وول ستريت الفاخرة بمدينة نيويورك، وقد قامت وزارة العدل الأمريكية سنة 2013 برفع أمر حجز لإسترداد الشقق.
أما في عام 2013 فقد تمكن الإتحاد الدولي لصحفيي ICIj ( منظمة إخبارية غير ربحية ) مِن العثور على سجلات الشركات والصناديق الإئتمانية التي أنشأتها شركتان خارجيتان وهذه المعلومات قد شملت حوالي 23 شركة مرتبطة بتزوير ضريبي مزعوم بقيمة 230 مليون دولار وهي قضية كان ماجنيتسكي يحقق في أمرها، ومِن الجدير بالذكر أن التحقيقات قد كشفت أن زوج واحد مِن موظفي الضرائب الروسية قد أودع الملايين في حساب مصرفي سويسري قامت بإنشائه إحدى الشركات الخارجية.
قانون Magnitsky
في يونيو مِن عام 2012 رفعت لجنة الشؤون الخارجية بالولايات المتحدة مشروع يسمى قانون سيرجي ماغنيتسكي إلى الكونغرس، وقد كان القصد الأساسي مِن هذا القانون هو معاقبة الروس المسؤولين عن وفاة المحاسب الضريبي سيرجي ماغنيتسكي عن طريق منعهم مِن دخول الولايات المتحدة الأمريكية وإستخدام النظام المصرفي الخاص بهم، ومِن الجدير بالذكر أن هذا القانون تناوله مجلس الشيوخ بقيادة اليسناتور بن كاردين وقد راجعه جيداً لمدة إسبوع كامل وتحدث فيه عن تصاعد التوترات في العلاقات الدولية.
وفي نوفمبر مِن عام 2012 لقي هذا القانون شهرة واسعة بعدما إمتد لقوانين أخرى مثل قانون تطبيع التجارة مع روسيا ومولدوفا، ولكن المهم هو ان القانون في ديسمبر مِن نفس العام صادق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي بعدما وافق عليه 92 نائب ورفضه أربعة فقط، أما في الرابع عشر مِن ديسمبر فقد كان الرئيس الأمريكية باراك أوباما بالتوقيع على القانون رسمياً.
وفي عام 2016 وسع الكونغرس مِن بنود قانون ماغنيتسكي حيث أصبح القانون يسمح لحكومة الولايات المتحدة بمعاقبة المسؤولين الحكوميين الأجانب المتورطين في إنتهاكات حقوق الإنسان في أي مكان في العالم وليس روسيا فقط.
القائمة السوداء
في التاسع مِن يناير لعام 2017 وبناءً على قانون ماغنيتسكي فقد قامت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على كلاً مِن ديمتري كوفتون وألكسندر باستريكين وستانيسلاف غورديفسكي و غيناي ميلان وغيرهم الكثير وتمت إضافتهم للقائمة السوداء وتجميد أصولهم لصالح المؤسسات المالية الأمريكية ، هذا بالإضافة لمنعهم مِن دخول الولايات المتحدة الأمريكية.
قانون ماغنيتسكي في بلدان أخرى
1- لاتفيا
في الثامن مِن فبراير لعام 2017 وافق السايما على قانون عقوبات مستوحى مِن قانون ماغنيتسكي وهذا القانون ينص على حظر الأجانب مِن دخول البلاد في حالة التأكد مِن إرتكابهم لإنتهاكات لحقوق الإنسان.
2- ليتوانيا
وفي التاسع مِن نوفمبر لعام 2017 وافق برلمان ليتوانيا على مناقشة تعديلات قانون يشبه قانون ماغنيتسكي وقد وافق على هذا القانون 78 عضو في البرلمان في حين أن معارضيه كانوا فقط خمسة ولهذا فقد تم الإتفاق على المصادقة في السادس عشرة مِن نوفمبر لعام 2017 بالإجماع.