تعد الديون من أحد أثقل و أشد الأمور على عاتق الإنسان المديون و ذلك لما تشعره به من تكبيل وتقييد وهموم والتي تشعر الإنسان بأنه عاجز عن التحرك وذلك بسبب ملاحقة الديون له معنوياً من خلال تفكيره في كيفية سدادها أو من خلال الدائنين له ومن المعروف أنه في الغالب ما تنشأ الديون من قلة التدبير أو عدم القناعة أو الرضا بالقليل من جانب الشخص المديون أو حتى من المغامرة المالية الغير محسوبة العواقب مثل استثمار أمواله في مشروعات خاسرة وللدين العديد من العواقب الوخيمة على صاحبه والمحيطون به مثل أن كان ذلك الدين في صورة قروض من البنك مما يعنى في حالة عدم الالتزام بسداد أقساطه فإن المصير المنتظر صاحبه هنا هو السجن وتشريد عائلته وضياع مستقبله وسمعته الشخصية أو من خلال أشخاص مما يؤدى إلى نشوء الخلافات والنزاعات والتي قد تمتد في أحيان عديدة إلى أفراد الأسرة الواحدة هذا علاوة على أن الدين هو حق من حقوق الناس والله عز وجل لا يتهاون في حقوق الناس ، حيث أمر الدين الإسلامي بضرورة سداد الدين لصاحبه والوفاء به ، ولذلك فمن الواجب على الإنسان منذ البداية اتقاء شر الديون وذلك من خلال تسلحه بسلاح القناعة والرضا بالقليل وبرمجة مصاريفه والتزاماته المالية بناء على دخله الفعلي كما أنه يتوجب على الإنسان أن يقوم بادخار جزء ولو كان بسيطاً من دخله حتى إذا ما أحتاج إلى مبلغ مالي بشكل طارئ ومفاجئ فانه سيجد ذلك المال الذي قام بادخاره من ماله الشخصي وبالتالي لن يكون لديه الاضطرار إلى اللجوء إلى الغير من خلال الاستدانة بل أنه سوف يقوم بإخراجه ودفعه من ماله الخاص ، حيث لابد من اتباع قاعدة أن الإنفاق والالتزامات المالية تكون بعد عملية الادخار وليس قبلها ، حيث أن هذه القاعدة ستشكل حائط صد للإنسان يحميه من الديون والاستئذان من الغير كما أن للإنسان عقل يفكر به في أي خطوة يقدم عليها مثل الدخول أو المشاركة في مشروعات غير مأمونة العواقب أو غير مدروسة بشكل جيد والتي قد تكون إحدى أبواب تراكم الديون عليه نظراً لخسارتها و كم إلى ذلك من تلك الأمور المالية التي يجب على الإنسان أن يكون دقيقاً للغاية قبل قرار الدخول فيها كما أنه يجب على الإنسان أن يكون مرتباً لأولوياته المالية بشكل مرتب ودقيق إذ أن ذلك الترتيب لها هو تلك الاستراتيجية التي تدافع عن مصالحه الشخصية أي أنه يكون الأولوية لتلك المصرفات في تلك الأشياء اللازمة لحياته والضرورية منها والتي لا يستطيع تأجيلها أو حتى الاستغناء عنها مثل الاقتراض أو الاستدانة لشراء سيارة وهو ليس محتاج إليها بالقدر الكافي أي يمكن تأجيل شرائها ولو لبعض الوقت إذ أنه الأفضل هو الالتزام بسداد أولوياته ونفقاته الشخصية الإجبارية التي لا بديل عنها أو حتى لا يقع فريسة لتراكم الديون عليه .
أهم القواعد التي يجب على الإنسان إتباعها للتخلص من تراكم الديون عليه :-
أولاً :- يجب على الشخص أن لا يقوم بحمل مبالغ نقدية كبيرة معه إلا في حالة الضرورة .
ثانياً :- تحديد ما هو ضروري له ولأسرته أي شئ أساسي وما هو من الكماليات حتى يستطيع أن يتعامل معه وفقاً لبنود ميزانيته الشخصية وذلك حتى يستطيع أن يوفر قدراً من المال لتسديد ديونه أولاً وأيضاً قد يستطيع أن يمنع نفسه من الاستدانة مرة أخرى .
ثالثاً :- عندما تتعدد تلك الضروريات الحياتية له يجب عليه في تلك الحالة الاهتمام بأسعارها وعمل مقارنات سعرية لتلك الأسعار للعمل على الاستفادة من تلك الفروق السعرية فيها بما يضمن اقتصاده في إنفاقه .
رابعاً :– وضع ميزانية خاصة له بحيث تكون الديون فيها على أساس تلك الأولويات الأولى بالسداد .
خامساً :- في حالة إذا ما كان مبلغ الدين كبيراً فمن الممكن الاتفاق مع الدائن على تسديده ولكن من خلال دفعات أو أقساط وما إلى ذلك من أمور التي تمكن الشخص من سداد تلك الديون .
سادساً :- عمل تحديد لمتطلبات واحتياجات أسرته الضرورية والملحة حيث أكدت الدراسات العلمية أن تلك النسبة الأعلى من المصروفات تكون على الأطفال داخل الأسرة وهي تكون تحت بند الكماليات وليس الأشياء الملحة الحاجة أو الأساسية ولذلك فإن على الفرد أن يقوم بتعليم الأطفال ثقافة الترشيد الاستهلاكي ، و عدم الانسياق وراء تلك النزعة الاستهلاكية والتي غالباً ما تقوم وسائل الإعلام المختلفة بترويجها بل أنه يحرص على عملية تأهيلهم وتدريبهم على كيفية التوفير ويكون ذلك التعلم من خلال عمل ميزانيات مصغرة لكل فرد فيهم بمبالغ صغيرة حتى يتعلم التأقلم مع ذلك ويتجنب حين كبره الوقوع في مشكلة الديون .
سابعاً :– على الشخص أن يبعد نهائياً عن تفكيره أن الديون ممثلة في الاستدانة من الغير حلاً لمشاكله المادية أو أزماته