في يوم الثلاثاء 19 أغسطس عام 1980 ، قامت الرحلة الجوية المتجهه إلى جدة رقم 163 ، وهي رحلة الركاب المجدولة التي اقلعت من مطار الرياض الدولي” الآن قاعدة الرياض الجوية ” بالسعودية ، إلا أن هذه الرحلة ، قد اشتعلت فيها النيران بعد اقلاعها مباشرة . رحلة 163 جميع ركاب هذه الطائرة ، والبالغ عددهم 287 راكبا و 14 من أفراد الطاقم قد لقوا حتفهم ، لتعد هذه الحادثة بأنها أكبر الحوادث التي نتجت أكبر عدد من القتلي في شركة لوكهيد L-1011-200 تريستار، تسجيل HZ-AHK ، بعد أن قررت الطائرة الهبوط الإضطراري بالعودة إلى الوراء في مطار الرياض .

وفي ذلك الوقت ، يعد الحادث الثاني لأعنف كارثة لطائرة واحدة في التاريخ ، بعد الخطوط الجوية التركية للطيران في رحلة 981 ، وأنها سادس أكبر كوارث الطائرات عموما ، بعد وقوع كارثة مطار تينيريفي ، اليابانيه ايرلاينز للرحلة رقم 123 ، ورحلة الخطوط التركية رقم 981، وطيران الهند 182، وكانت أيضا ذات أعلى عدد من القتلى بوقوع حادث الطيران في المملكة العربية السعودية واكبر عدد من القتلى في أي حادث وقع في شركة لوكهيد L-1011 تريستار وفي أي مكان في العالم ، بل هي أيضا أعنف كارثة للطيران .

الركاب وافراد الطاقم :
وقال مسؤولون سعوديون أن معظم الركاب كانوا سعوديين أو باكستانيين ، بجانب العديد من الركاب والحجاج الباكستانيين ، وأعلنت مديرية الطيران أن 82 من الركاب الذين كانوا على متنها من كراتشي ، وهم الركاب الذين استقلوا في الرياض ، و 32 كانوا من حجاج إيران ، وقال دبلوماسيون في جدة أنه بالإضافة إلى الركاب الإيرانيين ، والسعوديين والباكستانيين ، كان هناك أربعة كوريين وثلاثة بريطانيين ، واثنين من التايلانديين ، وواحد فنلندي ، وأخرى فرنسية ، وواحدة أسبانية ، وواحدة الإيطالية ، وواحدة صينية ، والماني وكندي وتايواني ، وواحد ايرلندي وهولندي ، وواحدا أو اثنين من الامريكيين واليابانيين على متن هذه الطائرة ، وضم الطاقم ستة فلبينيين وثلاثة باكستانيين ، وبريطاني واحد ، وقائد الفريق ، البالغ من العمر 38 عاما محمد علي خويطر، ومساعد الطيار ، البالغ من العمر 26 عاما سامي عبد الله محمد حسنين ، حيث كانوا سعوديين ، ومهندس الطيران ، برادلي كورتيس البالغ من العمر 42 عاما، وكان من رعايا الولايات المتحدة .

انفجار الطائرة واشتعال النيران فيها :
أخذت رحلة الطائرة السعودية ترايستار رقم 163 قبالة الساعة 18:08 بتوقيت جرينتش لاستكمال المرحلة الأخيرة في التوجه إلى جدة . بما يقرب من سبع دقائق من بداية الرحلة ، حيث تلقى الطاقم تحذيرات من صعود الدخان في مقصورة الشحن الخلفيه للطائرة ، C3 ، وقضى طاقم الطائرة في الدقائق الأربع المقبلة تحاول التأكد من التحذيرات ، حيث عاد مهندس الطيران إلى المقصورة للتأكد من وجود دخان في المقصورة ، وقرر القائد العودة إلى المطار ، ولكن ذراع دفع المحرك رقم 2 “محرك الوسط” أصبح عالقا ، وفي وقت لاحق اشتعلت النار عند تحرق كابل التشغيل ، وبسرعه أغلق المحرك لأسفل على النهج النهائي .

وأعلن قائد حالات الطوارئ ، بالعوده إلى مطار الرياض الدولي وهبطت الطائرة بسلام ، وبعد إعلان القبطان عن الهبوط اضطراريا ، وصلت الطائرة إلى ممر في نهاية المدرج وخرجت من المدرج ، ووقفت على مدرج 2 دقيقة بعد الهبوط بـ 40 ثانية ، حيث تمركزت معدات الانقاذ في المطار عند قسم الهبوط على المدرج يتوقعون أن حالات الطوارئ والإخلاء .

والسؤال هنا ؟ لماذا لم يأمر القبطان بإخلاء الطائرة على الفور وإعلان حالات الطوارئ ، لإنقاذ الركاب من النار التي بدأت في أسفل المدرج حيث استغرق الأمر وقتا إضافيا للوصول إلى الطائرة ، والتي استخدمت على طول 4،000 متر ، للوصول إلي المدرج لإبطاء الخروج على الممر ، وتوقفت الطائرة في مدرج يواجه الاتجاه المعاكس من الهبوط ، وعند وصول رجال الانقاذ إلى الطائرة لم يحاولوا فورا فتح أي من أبواب الطائرة مثل المحركات التي على الأجنحة والتي كانت لا تزال علي قيد التشغيل ، بينما أغلقت أثنين من المحركات السفلى خلال ثلاث دقائق و 15 ثانية بعد وصول الطائرة إلى الموقف ، وكان هناك حريق خارجي واضح في هذا الوقت ، بينما لوحظ خروج النيران من خلال النوافذ في الجزء الخلفي من الطائرة . وبعد ثلاثة وعشرين دقيقة أغلق المحرك لأسفل ، وتم فتح باب R2 ” وهو الباب الثاني الذي يقع على الجانب الأيمن ” من قبل موظفي الخدمات الأرضية . وبعد ثلاث دقائق ، انفجرت الطائرة واشتعلت النيران فيها .

وأجريت عمليات التشريح على البعض من غير السعوديين بما في ذلك مهندس الطيران الأمريكي ، وجميع الركاب الذين لقوا حتفهم من جراء استنشاق الدخان وليس بسبب الحروق ، مما أشار أنهم قد توفوا قبل وقت طويل من فتح الباب R2 . وكانوا في استقبالهم للإنتقال النهائي بعد توقف الطائرة ، مشيرا إلى أن الإخلاء في حالات الطوارئ كان على وشك أن يبدأ ، بينما تم العثور على جميع الضحايا في النصف الأمامي من جسم الطائرة . حيث استغرق الأمر نحو 23 دقيقه من بعد إغلاق المحرك حتى تم الوصول إلى جسم الطائرة .

وذكرت تقارير سعودية أن الطاقم لم يتمكن من فتح الأبواب في الوقت المناسب . ومن المفترض أن معظم الركاب والمضيفات كانوا عاجزين خلال لفة الهبوط حيث أنهم لم يستطيعون فتح الأبواب وهم على متن الطائرة وهي تتحرك ، فمن المعروف أن ضغط الطائرة خلال لفة الهبوط يجمح نظام المقصورة ويصبح الضغط على أهبة الاستعداد لفتح الأبواب ، ولكن عثر على كل من أبواب الضغط تقريبا مغلقة تماما ، وأن هذه الأبواب لم تفتح تماما ثناء الهبوط لأزالة الضغط عن الطائرة . وتم العثور على طاقم الطائرة الذي لا يزال علي مقاعد محطة رحلتهم ، ومصدر النار في المقصورة C3 كان غير معروف .

بعد التحقيق :
كشفت التحقيقات ان الحريق بدأ في مقصورة الشحن C3 الخلفي ، حيث إنطلق نار كثيف بما يكفي لحرقها من خلال المقصورة ، مما تسبب للراكب الذي يجلس في هذا المكان من المقصورة للمزيد من التحرك إلى الأمام في المقصورة قبل الهبوط الاضطراري ، حيث وجد المسؤولون السعوديون في وقت لاحق أن اثنين من مواقد البوتاجاز محترقة في بقايا الطائرة ، مع طفاية حريق المستخدمة بالقرب من واحد منهم .

وكان أحد أوائل التكهنات حول سبب الحريق ، أن الحريق نشأ في مقصورة الركاب عندما أستخدم أحد الركاب موقد غاز البوتان لتسخين المياه لصنع الشاي ، ومع ذلك ، رفضوا الإفصاح في وقت مبكر عن هذه النتائج في تقرير الحادث الرسمي .

الشكوى :
قدم والتر مولر ، الرئيس السابق لشعبة تحليل السياسات من ادارة الطيران الاتحادية، دعوى قضائية ضد شركة لوكهيد ، السعودية ، والخطوط الجوية عبر العالم ، وهي شركة طيران أمريكية لتدريب الطيارين السعوديين وهو الذي أشرف على برنامج الصيانة السعودي ، وكان شقيق مولر، جاك A، مولر ، وأخته في القانون ، إليزابيث س مولر ، لقوا حتفهم في الحريق ، وذكر مولر في الدعوى أن شركة لوكهيد سمحت ” بإدراج المواد الخطرة في جسم الطائرة” وأنه لا يوجد نظام تنفيس لتوزيع الغازات بعيدا عن الركاب ، وأن النظام لا يكفي لتوفير الأوكسجين ولم يكن موجوداً . واتهمت دعوة مولر السعودية من أنها لم تحافظ بشكل صحيح علي توفير السلامة لركاب الطائرات ، واتهمتهم TWA بعدم الحفاظ بشكل صحيح علي الطائرة السعودية ولم يكن طاقم الطائرة متدريبين بشكل صحيح .

تغييرات في السياسة :
بعد وقوع الحدث ، عدلت شركة الطيران إجراءات التدريب وحالات الطوارئ ، وأيضا إزالة وكهيد العزل من فوق منطقة الشحن الخلفية ، وأضاف الزجاج الصفح للتعزيز الهيكلي . وأوصى مجلس سلامة النقل الوطني باستخدام طفايات الطائرات بدلا من طفايات الحريق التقليدية باليد .رحلة الطائرة السعودية ترايستار رقم 163