عرف الأنسان منذ قديم الأزل كلمة نبوة حيث انتشرت هذه الكلمة في جميع اللغات و اهم ما ذكرت فيه تلك الكلمة هو القران الكريم حيث تعتبر تلك  الكلمة في الأسلام هي المكانة العالية و حين نزل القران الكريم على الرسول صل الله عليه و سلم اوضح معنى كلمة النبوة و هو من نزل عليه الوحي من عند الله عز و جل و نزول الوحي لم يخص شخص واحد فقط و لم يقتصر على نبي واحد فقط بل على الكثيرين حيث تعددت قصص كثيرة لأنبياء الله تعالى و من ضمن تلك القصص هي قصة سيدنا نوح عليه السلام و عرف سيدنا نوح بسفينته العظيمة التي تكاثرت عليها الأقاويل

سفينة سيدنا نوح :. هي سفينة صنعها نبي الله نوح عليه السلام من اجل حماية عائلته و جميع الكائنات الحية من الطوفان حيث امره الله تعالى بأن يحمل في سفينته من كل نوع من انواع الحيوانات ذكرا و انثى و ايضا يحمل فيها اهل بيته الا من كفر بالله و لم يؤمن به كأبنه و امرأته و كذلك حمل كل من امن بالله معه في تلك السفينة ليهلك الله بعد ذلك المفسدين الباقيين من قومه الذين كفروا به و كذبوا برسالة الطوفان العظيمسفينة

بناء السفينة :
. حينما دعا سيدنا نوح قومه للأيمان بالله عز وجل و التوقف عن اتباع اغواء الشيطان لهم و وضح لهم تكريم الله للأنسان و كيف خلقه و منحه الرزق و اعطاه نعمة العقل ليوظفه في عبادة الله وحده و ليست عبادة الأصنام و اوضح لهم ان عبادة الأصنام ليست الا ظلم خانق للعقل مهم من قابل هذه الدعوة بالشر و الكراهية و هم الأقوياء الأغنياء الحكام الكبراء و منهم من استجاب له في دعوته  و هم الضعفاء الفقراء و البؤساء و كانت هذه الدعوة بمثابة الرحمة من الله على قلوبهم

. اندلعت الصراعات بين سيدنا نوح و رؤساء قومه و قاموا بمساومته على ان يطرد الفقراء و المساكين لكي يؤمنوا بالله و لكن ناقشهم نبي الله نوح و اوضح لهم انه لا يستطيع ان يفعل ذلك لأنهم ليسوا ضيوفه بل هم ضيوف الله وحد سبحانه و تعالى و لكنهم ظلوا يواجهون دعوته بالشر و الكفر و الشرك بالله

. لم ييأس سيدنا نوح من دعوة قومه للايمان بالله حيث استمر في دعوة قومه الف سنة الا خمسين و ظل محتفظا بالأمل طوال تلك الفترة و لكن لم يتغير شيء حينها انتهى الأمر و اصدر الله تعالى حكمه على هؤلاء القوم الكافرين بالطوفان و اخبر الله سيدنا نوح ببناء سفينة يأخذ فيها من امن به من قومه و يهلك من كفر

. قام سيدنا نوح بزراعة الأشجار و غرسه ليصنع السفينة ثم ينتظر سنوات لحين انبات و ازدهار ما قام بزرعه و من ثم قطعه و بدأ نجارته حيث ان سيدنا نوح كان نجارا ماهرا في عمله و توجب منه ان يجمع الواح كثيرة من الخشب و كبيرة لصنع السفينة

. قام الكثيرين ممن امن بدعوته بمساعدته حيث حرصوا على جمع جذوع النخيل و الأشجار و صنع الواحا بأحجام مختلفة و كانت السفينة عظيمة الطول و الأرتفاع و المتانة و لم يكن بنائها امر سهل حيث كانت السفينة مكونة من ثلاث طوابق فكانت سفينة كبيرة جدا

. قام المؤمنون بحمل الواح الخشب فبعضهم من كان يدق المسامير و الأخرون يهتمون بعمل الأخشاب و كانوا يعملون لفترات طويلة و متواصلة و مستمرة حيث استمر بنائها لسنين طويلة و في كل تلك السنوات لم يسلم سيدنا نوح من سخرية الكافرون من قومه

. صنع سيدنا نوح اقفاصا للحيوانات المتوحشة و هو يصنع سفينته

. كان العمل في السفينة شاقا يتطلب صبرا طويلا حيث استمر بناء السفينة مدة ثمانين عام و بعد مرور الثمانين عاما اصبحت السفينة جاهزة تماما حيث طليت بالقار و نصبت فيها الأشرعة و كانت السفينة مكونة من طابق علوي طابق وسطي طابق سفلي و كانت هذه الطوابق ذات نوافذ صغيرة و تواجدت في مقدمة السفينة و وسطها مقصورة القيادة و كان كل شيء جاهز في تلك السفينة و متوقف كل شيء على امر الله سبحانه و تعالى

و هكذا بنيت سفينة سيدنا نوح التي انقذت قومه المؤمنون بالله و دعوته من الطوفان و هبط بعدها سيدنا نوح من تلك السفينة و اطلق سراح الطيور و الحيوانات فتفرقت في الأرض و نزل المؤمنون بعد ذلك و وضع سيدنا نوح جبهته على الأرض و سجد لله شاكرا له لنجاته و نجاه اهله المؤمنين