شهر فبراير أو شهر شباط هو الشهر الثاني في السنة بداخل التقويم الجريجوري، ويُعد أقصر الشهور الجريجورية المعروفة حاليًا بالأشهر الميلادية، حيث يبلغ عدد أيامه 28 يومًا أو 29 يومًا في السنة الكبيسة، وهي السنة التي يمكن قسمتها على أربعة، ويُطلق على شهر فبراير اسم شباط في بلاد الشام، وفيفري في تونس والجزائر، وتم تسمية الشهر على اسم فيبروس إله النقاء الروماني، حيث كان كلًا من شهر فبراير ويناير آخر الشهور التي تمت إضافتها إلى التقويم الروماني، لأن الرومان كانوا قد اعتبروا أن الشتاء فترة لا تحتوي على أشهر.

بداية وضع شهر فبراير

في عام 700 قبل الميلاد بدأ رومولوس خليفة الملك نوما بومبيليوس إضافة شهري يناير وفبراير، لكي يصبح التقويم مساويًا القمرية ومثل الشهور الهجرية 12 شهر، وكان فبراير يحتوي على 29 يوم و 30 يوم في السنة الكبيسة، بينما قام أغسطس بحذف يوم من شهر فبراير ووضعه في شهر أغسطس، وتم تسميته باسم تكستاليليس تمجيدًا لاسمه، حيث لا يحتوي شهر يوليوس قيصر وهو شهر يوليو على أيام أكثر منه، وكان هناك العديد من الإثباتات التاريخية لهذا الأمر.

أيام الأشهر الميلادية

تشتمل الاشهر الميلادية على أشهر تحتوي على 30 يوم، وهي سبتمبر، أبريل، يونيو، نوفمبر، ولكن باقي الاشهر الميلادية تحتوي على 31 يوم ماعدا شهر شباط الذي جاء أقل من باقي الشهور، لأنه من الأشهر الباردة جدًا والذي لا يفضله أحد، ووفقًا للرومان يحتوي شهر فبراير على 28 يوم لأن الشهر تمت إضافته في فترة لاحقة لباقي الأشهر.

استخدم الرومان في فترة القرن الثامن قبل الميلاد تقويم رومولوس، وهو تقويم من عشرة أشهر، تبدأ فيه السنة بشهر آذار مع بداية الاعتدال الربيعي، وتنتهي في كانون الأول، ولم يكن هناك شهر كانون الثاني وشباط، فكان التقويم كالتالي :

مارتيوس/آذار: 31 يوماً.

أبريليوس/نيسان: 30 يوماً.

مايوس/أيار: 31 يوماً.

يونيوس/حزيران: 30 يوماً.

كونتليوس/تموز: 31 يوماً.

سكستيليس/آب: 30 يوماً.

سبتمبر/أيلول: 30 يوماً.

أكتوبر/تشرين الأول: 31 يوماً.

نوفمبر/تشرين الثاني: 30 يوماً.

ديسمبر/كانون الأول: 30 يوماً.

ومن خلال تلك الأيام للأشهر في التقويم الروماني، يتضح أن السنة كانت 304 يوم في ذلك الوقت، حيث كان فصل الشتاء بدون اسم، ولا أشهر مُحددة، ولم يهتم به أحد كثيرًا لأن المزارعين استخدموا التقويم باعتباره جدولًا زمنيًا، وكان الشتاء بالنسبة لهم فصل عديم الأهمية، لا يستحق أن تحتسب فيه شهور، ولكن بعد ذلك تم اقتطاع 61 يومًا تساءل فيه الرومان عن أي شهر تنتمي تلك الأيام.

بداية السنة القمرية الكاملة

رأى الملك نوما بومبيليوس أثناء فترة حكمه أنه كان غبيًا بسبب تجاهله سدس السنة، وفي بداية العام 713 قبل الميلاد، جعل التقويم مكون من 12 دورة قمرية للسنة، وهي الفترة التي تساوي 355 يوم تقريبًا، واستحدث شهر كانون الثاني وشباط، وأضاف الشهرين في نهاية التقويم، وهذا ما جعل شباط آخر شهور السنة، فكان التقويم كالتالي :

مارتيوس/آذار: 31 يوماً.

أبريليوس/نيسان: 29 يوماً.

مايوس/أيار: 31 يوماً.

يونيوس/حزيران: 29 يوماً.

كونتليوس/تموز: 31 يوماً.

سكستيليس/آب: 29 يوماً.

سبتمبر/أيلول: 29 يوماً.

أكتوبر/تشرين الأول: 31 يوماً.

نوفمبر/تشرين الثاني: 29 يوماً.

ديسمبر/كانون الأول: 29 يوماً.

إيانيواريوس/كانون الثاني: 29 يوماً.

فبراريوس/شباط: 28 يوماً.

عيوب التقويم الجديد

ظهرت العديد من العيوب للتقويم الجديد، حيث أن التقويم كان يحتوي على 355 يوم، وبعد القليل من السنوات لن تصبح الفصول والشهور متزامنة، وقام الرومان بإدخال شهرًا كبيسًا من 27 يوم يسمى ميرسيدونيوس، وقرر الرومان التخلي عن آخر بضع أيام من شباط ليبدأ الشهر الكبيس في الـ 24 من شباط، ليبدأ الشهر الكبيس في 24 شباط، وتسبب هذا أيضًا في العديد من المشكلات لأن الشهر الكبيس لم يكن ثابتًا لأن كبار كهنة روما كانوا يحددون متى يبدأ الشهر.

وبعدها عارض يوليوس قيصر فكرة هذا الشهر الكبيس، وأصلح التقويم مرة أخرى، وجعل العام 46 قبل الميلاد مكونًا من 445 يوم، على أن يكون التقويم متوافق مع الشمس، وبعدها تم التعديل مرة أخرى لتصبح السنة مكونة من 365 يومًا واحتفظ شهر فبراير بأيامه الـ 28.