تُعد المخلوقات الكانسة جزءًا لا يتجزأ من نظامها الإيكولوجي و موائلها المحددة ، حيث تلعب المخلوقات الكانسة دوراً كبيراً حيوياً لوجود الأنواع التي تشترك معها في البيئة ، فهي تلعب دوراً هاماً في تحديد النظام البيئي بأكمله ، وبدون المخلوقات الكانسة ستكون النظم الإيكولوجية مختلفة تمامًا أو من الممكن أن تتوقف عن الوجود تمامًا ، لذلك دعونا نستكشف معاً أهمية المخلوقات الكانسة .
على الرغم من أن كل أنواع المخلوقات الكانسة تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على النظام البيئي ، إلا أن بعض الأنواع لها تأثير أكبر بشكل غير متناسب على بيئتها ، وتسمى هذه الأنواع بالأنواع الأساسية من المخلوقات الكانسة ، ولها دور حاسم في الحفاظ على بنية الموائل المحددة ، وعلى الرغم من أنها قد تكون صغيرة في أعدادها ، إلا أنه غالبًا ما يُنظر إلى وجودها على أنه أمر حاسم لنظامها الإيكولوجي ويمكن أن يؤثر على العديد من الكائنات الأخرى في نفس النظام البيئي مما يساعد في تحديد بعض الأنواع وزيادة بعض أعداد الأنواع الأخرى المختلفة في المجتمع .
دور المخلوقات الكانسة في النظام الأيكولوجي
لقد تم صياغة مصطلح المخلوقات الكانسة لأول مرة بواسطة روبرت باين عام 1966 بعد دراسته المكثفة التي فحصت شبكات الغذاء في النظم البيئية المدية في شمال غرب المحيط الهادئ .
لقد اكتشف روبرت باين أن نجم البحر الأرجواني قد منع بلح البحر من زيادة عدد النظم الإيكولوجية الصخرية ، وفي تجربة باين حيث أزال نجم البحر من النظام البيئي المد ، نجد أنه قد لاحظ تغيرات جذرية في المنطقة ، وفي غضون ثلاثة أشهر من إزالة نجم البحر احتلت واحدة من أنواع بلح البحر 60 ٪ إلى 80 ٪ من المساحة المتاحة ، وفي غضون تسعة أشهر حلت محلها أنواع مختلفة من بلح البحر ، وفي نهاية المطاف فإن تعاقب الأنواع يقضي على أعداد الطحالب القاعية ونتيجة لذلك هاجرت بعض الأنواع من النظام البيئي بسبب نقص الغذاء ، وكان هذا الاكتشاف هو مجرد بداية للتعرف على أهمية المخلوقات الكانسة .
الأنواع المختلفة للمخلوقات الكانسة
هناك مجموعة متنوعة من المخلوقات الكانسة ، وجميعهم يلعبون دورًا مختلفًا في النظام البيئي ، وتمثل المفترسات مثل الذئب الرمادي وثعلب البحر الأنواع الأساسية للمخلوقات الكانسة ، وإذا تمت إزالة الحيوانات المفترسة من النظام البيئي فإن أعداد فرائسها تزيد بشكل كبير ، وعندما يكون هناك توازن في الحيوانات المفترسة يتم الحفاظ على الموائل وعلى معظم الأنواع الأخرى .
وقد لوحظ أيضاً أنه بدون مساعدة الفيل يميل نوع واحد من شجرة السنط إلى السيطرة على غابات إفريقيا ، وفي حين أنه عادةً ما يُعتبر ازدهار نوع النبات أمرًا جيدًا ، إلا أن مشكلة تقلب أشجار السنط هي أنها تحجب أشعة الشمس عن العديد من النباتات الأخرى التي تتقاسم مساحتها ، والتوازن البيئي هو أساسي في الطبيعة ، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه الأفيال كونها الحيوانات الكبيرة والتي يمكن القول أنها خرقاء ، حيث تقوم العملاقات اللطيفة بهدم السنط في بحثهم عن الطعام ، مما يفتح المجال أمام النباتات الأخرى لتزدهر ، وعلاوة على ذلك تخلق الأعمدة التي يتم إنشاؤها على أشجار السنط من الفروع التي يتم طرقها أماكن للاختباء صغيرة مثالية للسحالي وتكون أكثر شيوعاً في المناطق التي تتجول فيها الفيلة .
المخلوقات الكانسة واستقرار النظام البيئي
نظرًا لأن الأنظمة البيئية أكثر عرضة للاضطرابات ، فقد تؤدي الآثار الناتجة عن وجود المخلوقات الكانسة في بعض الأحيان إلى تسريع سلسلة من الأحداث مما يؤثر على استقرار النظام ككل ، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي انقراض نوع واحد إلى فقدان العديد من الأنواع الأخرى في النظام البيئي .
يمكن أن يتم استهداف المخلوقات الكانسة لمناهج الحفظ على التنوع البيئي ، واستخدامها للحفاظ على بنية سليمة للمجتمع ، على سبيل المثال نجد أن المرجان ليس فقط عرضة للانقراض نفسه ، ولكن يمكن أيضًا أن يسكنها أنواع معرضة للانقراض ، وتعد أنواع المخلوقات الكانسة هذه جزءًا لا يتجزأ من وجود المرجان ، ولذلك نحن نعلم الآن فقط التأثير الكارثي لتدهور نوع معين من أنواع المخلوقات الكانسة .
تلعب المخلوقات الكانسة أيضاً دورًا رئيسيًا في دورات الطبيعة ، مما يساعد في الحفاظ على النظام في الأنظمة البيئية الخاصة بها ، وإنها دليل على أن كل شيء يجب أن يكون له توازن وأن جهود الحفظ مطلوبة أكثر من أي وقت مضى ليس فقط لحماية الأنواع الفردية ، ولكن لحفظ النظم الإيكولوجية والموائل بأكملها .