انتشر في القرن العشرين العديد من الأساطير والخرافات التي شاعت وأصبحت الشعوب تتناقلها بكثافة لاسيما الشعوب النامية التي لم تلق قدرا كبيرا من العلم، ومن ضمن تلك الخرافات أسطورة المخلوقات الفضائية القديمة

مفهوم فرضية الفضائيون القدماء
هي فرضية أشيعت في الماضي منذ عشرات السنين وانتشرت بكثافة في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعرف باللغة الإنجليزية باسم (paleocontact) والتي تعني وجود إتصال قديم جدا، وهي فرضية تزعم بقيام كائنات ذكية من خارج كوكب الأرض بزيارة الأرض في العصور القديمة وتحديدا في فترات ما قبل التاريخ واتصلت بالفعل مع البشر القدماء وساهمت في نهضتهم؛ إذ اعتقدوا أن تلك الاتصالات أثرت كثيرا في نهضة وتطور الثقافات البشرية ومختلف التقنيات المستعملة، كما تركت بصمة كبيرة على المعتنقات والمعتقدات والأديان والعادات والتقاليد المجتمعية.

وهذه الأساطير قد شاعت كثيرا في النصف الأخير من القرن العشرين وتبناها الكثير من الكتاب والمفكرين مثل “إريك فون دانكن”، “جورجيو تسوكاليس”، “زخريا سيتشين”، “روبرت تمبل”، “ديفيد آيك”، “بيتر كولوسيمو” و الكاتب المصري “ أنيس منصور“، بينما على الجانب الآخر لم تلق أي اهتمام علمي يُذْكَر ولم يتم اتخاذها على محمل الجد من قِبَل الأكاديميين واعتبروها  عديمة المصداقية ومعدومة الأثر والدلالة، بينما انتشرت  كثيرا في كتب الخيال العلمي وألعاب وبرامج الأطفال.

اعتقادات مؤيدي الفكرة
– من يعتقد بفرضية الفضائيون القدماء يؤمن بأنه في قديم الأزل هبط بعض الفضائيون للأرض وتواصلوا مع البشر، ومنهم من يعتقد أن البشر الموجودين حاليا هم أحفاد لتلك الكائنات الفضائية، أو أنهم ظهروا نتاج تعديلات جينية قامت بها هذه الكائنات منذ آلاف السنين.

– ومن المعتقدات التي يعتنقها مؤيدوا تلك الفرضية أيضا أن الكثير من المعتقدات والأفكار المرتبطة بالدين والثقافة منذ القدم كانت قد جاءت من خارج الأرض في آخر العصور القديمة.

– من المعتقدات الشائعة كذلك أن هذه الكائنات الفضائية كانت لديهم قوى عظيمة وهم من قاموا ببناء العديد من الهياكل  الضخمة الموجودة على سطح الأرض مثل الأهرامات في مصر، والمباني القديمة الموجودة في بعلبك بلبنان، والتماثيل الضخمة الموجودة في جزيرة القيامة،فتلك كلها مباني شاهقة لا يمكن لبشر تصميمها وبنائها في ظل عدم وجود إمكانات حديثة حينها كما يقول مؤيدو تلك النظرية.

مبررات مؤيدو فرضية الفضائيين القدماء
1- استدل المؤيدون لما ورد في بعض العادات والتقاليد الهندوسية القديمة التي تقول بأن الآلهة واتباعهم كانوا يعتمدون على ألات طائرة في تنقلاتهم.

2- اعتمد مؤيدو الفكرة كذلك على وصف ورد في التوراة، والذي يقول بأن ريح عاصفة جاءت من الشمال تحمل سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان، ومن وسطها منظر مثل النحاس اللامع في وسط النار، وقال مؤيدو النظرية أن هذا الوصف يدل على هبوط مركبة فضائية منذ القدم على سطح الأرض.

3- يقول مناصرو تلك الفكرة أن البراق الذي أمره الله تعالى أن يسري بالرسول الكريم ويعرج به إلى السماء هو هو مركبة طائرة وربما فضائية، حسب نظريتهم.

4- استدلوا كذلك بقصة الطير الأبابيل التي ألقت على جيش ابرهة حجارة من نار، واعتبروها كائنات فضائية تلقي متفجرات للدفاع عن الكعبة من هجوم أبرهة.

5- كم الدلائل كذلك التي ساقوها وجود خطوط هائلة تشكل حيوانات وأشكال معروفة بأحجام ضخمة في منطقة نازكا، واعتقدوا أن كائنات فضاء عملاقة هي من رسمتها.

6- تحدث المنادون بوجود كائنات فضائية عما يسمى بطائر سقارة، وهو كائن نحته الفراعنة على شكل طائرة، واستدل مؤيدو النظرية به على أن الفراعنة رؤوا مركبات فضائية وعرفوا تقنيات الطيران بهذا الشكل في القرن الثاني ما قبل الميلاد.

7- استدل مؤيدو تلك الفرضيات ببعض الاساطير القديمة جدا التي وردن عن البابليين حيث تحدثوا عن أن هناك آلهة أتت من النجوم، لكن العلماء ردوا بأن عدم توصل العلم لتفسيرات لتلك الأمور الغامضة لا يعد مبررا على وجود كائنات فضائية زارت الأرض.