ظاهرة العنف الأسري وتعذيب الأطفال أصبحت من أكثر الظواهر المتداولة بشكل كبير في مجتمعاتنا مع غياب المشاعر الأبوية التي تحتوي الأبناء وتجعل منهم أبناء صالحين، فلقد تغير كل طرق التربية وأصبح العنف هو السمة الوحيدة للتربية حاليا ، وغالبا ما يكون السبب الحقيقي لهذا الأسلوب هو الخلافات الأسرية والعائلية والتي تنتهي بالطلاق ويبقى الأبناء هم الضحية لزواج فاشل وتربية معنفة، فقد اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين السابقين بسبب تداول مقطع فيديو خاص بأب يعنف ابنه ويربطه بالسلاسل وقد تبين من خلال البحث أن هذا المقطع هو لأحد المواطنين بجازان قد فعل ذلك لخلافات أسرية مع الوالدة.

فيديو أب يعنف ابنه ويربطه بالسلاسل
في مشهد تهتز له الجبال فقد ظهر مواطن في أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وقد أثارت غضبا واستياء من قبل النشطاء نتيجة لما يحمله الفيديو من مشاهد عنف تجاه طفل صغير لم يتجاوز عمره 10 سنوات ، فقد ظهر الأب وهو يقوم بربط الطفل بالسلاسل وتعنيفه بضربه بإحدى القرى التابعة لمحافظة أبو عريش في منطقة جازان، وقد قام الأب بربط عنق الطفل بالسلاسل الحديدية رغم صياح الطفل وتوسلاته لأبيه حتى يرأف به ويتوقف عن ما يقوم به من أساليب وحشية تجرده من كل معاني الأبوة والإنسانية.

ومن الجدير بالذكر أن بعض مصادر الصحف قد أكدت أن هذا المقطع يعود إلى عامين وقد قام فريق من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بزيارة لمنزل الطفل المعنف وتم الالتقاء بوالده وتمت معالجة الحالة واستكمال الإجراءات المتبعة حيال ذلك.

لمشاهدة الفيديو يمكن زيارة الرابط التالي https://www.youtube.com/watch?v=mnmltzzQyyw

موقف والدة الطفل المعنف
اتهمت والدة الطفل المعنف من والده الجهات المختصة بمنطقة جازان أنها لم تتخذ الإجراءات الكاملة تجاه زوجها وقالت بأن الزوج يتمادى في استخدام الأسلوب المعنف والتعذيب ضد أولاده، كما أوضحت بأن الزوج يتمادي في إهمال أولاده حتى ساءت ظروفهم المعيشية والاجتماعية والنفسية، وقد تم توثيق ذلك في مقطع الفيديو ، وأكدت أن الخلافات الأسرية مازالت قائمة على حالها وقد طالبت بضرورة إحضار الأب وإلزامه بواجباته تجاه أفراد الأسرة، كما طالبت بضرورة تأهيل الطفل نفسيا لأنه من المؤكد بحاجة إلى العلاج النفسي لأنه لم يسلم من وسائل تعذيب والده، وأوضحت أنها لا تعلم عن مكان كلا من الطفل ووالده قبل شهر تقريبا ولا تعلم عنهما أي شئ وتخشى على ابنها من تصرفات الوالد العنيفة وأن محاولات الصلح جميعها قد باءت بالفشل.

ردود مواقع التواصل الاجتماعي
أثار مقطع الفيديو المتداول بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة عارمة خاصة من بعد كم التعنيف الموجودة به لطفل صغير وأب معدوم الرحمة ، وقد دشن النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاق يحمل عنوان #اب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل ، كما أطلقوا أيضا هاشتاق آخر بعنوان #تعنيف_طفل_بسلاسل ، وقد تفاعل النشطاء على كلا من الهاشتاقين وأصبحا من أعلى الوسوم تداولا في تويتر السعودية، وقد طالب المغردون ضرورة معاقبة الأب على تعنيف الطفل بهذا الشكل ، كما رفضوا هذا الأسلوب شكلا ومضمونا وطالبوا بضرورة تأهيل هذا الطفل نفسيا لأنه من المؤكد قد تأثرت نفسيته جراء ما تعرض له من عنف ، وهذه هي بعض ردود النشطاء :
قال حماد الشمري‏ @hammad676 ليس من الإنسانية تعذيب طفل والسكوت على أولياء الأمور مثل هؤلاء ” #اب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل ليس من باب الانسانية والعدل والبر السكوت عن اولياء امور اشبه مايكونون ب”المجرمين” تجاه اسرهم #وزارة_التنمية “.

وكشف عبدالله السالم‏ @Abdulahalsalemm حقيقة المقطع وقال إن وزارة العمل والتنمية الإجتماعية أكدت على قدم المقطع ” وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تؤكد ان المقطع قديم وتم مباشرته في حينه ….. #اب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل “.

وعلق خالد مساعد الزهراني‏ @KhalidMosaid ظروف نفسية ومادية تجعل بعض الأباء بمثل هذه الوحشية ” بعض الآباء لظروف نفسية ومادية يعيشها يجعل من تعذيب أبنائه متنفسه الوحيد لينتقم من الجميع من خلالهم ! #أب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل “.

وأضاف ابو بندر‏ @saltoub قناعاتي تزداد بأن الأباء سبب عقوق الأبناء وكيف يطلب منه البر بعد هذا ” #أب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل وبالمستقبل يريده البر منه يوميا تزيد قناعتي أن بعض الأباء هم سبب عقوق الأبناء بتعنيفهم “.

وأضاف ظافر آلشيبان‏ @Dh_shiban حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الأب ” “حسبي الله ونعم الوكيل” مواطن يعذب طفله ويربط عنقه بالسلاسل يشار إلى أنه في #جازان #اب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل “.

وقال تركي الشلهوب‏ @Turkeyshalhoub حين ترى هذه البشاعه بين البشر تخجل من رحمة الحيوانات ” #اب_يعذب_ابنه_ويربطه_بالسلاسل والله حين ترى هذه البشاعة، والتجرّد من الإنسانية..تخجل من رحمة الحيوانات ببعضها “.

نهاية
من الغريب أن نجد أب يقوم بمثل هذه الأساليب المعنفة فقد تجرد حقا من كل المشاعر الأبوية والإنسانية ولم يفكر حتى في مدى تأثير ذلك على نفسية الطفل وأنه محاسب عما يقوم به، فبدلا من أن يحتوي الطفل بحنانه وعطفه كأب يقوم بتعنيفه بأشنع أنواع وأشكال العنف ، فقد انتشرت حالات تعنيف الأطفال على يد والديهم فلا يمكن أن ننسى واقعة مقتل الطفلة ريم في عام 2014 على يد والدها بمنطقة عسير بعد أن كبلها بالسلاسل وعرضها لأشنع أنواع التعذيب وغيرها من الحوادث تجاه الأطفال، لذلك لابد من عقوبة كل أب أو أم تعنف أولادها لعلهم يردعون عن اتخاذ مثل هذه الوسائل في تربية أولادهم .

الوسوم
اخبار سريعة