يهود الدونمة هم جماعة يهودية قامت بإدعاء الإسلام للكيد للمسلمين ، عاشوا في غرب آسيا الصغرى و كان لهم دور كبير في سقوط الخلافة العثمانية ، و لا تزال تلك الجماعة قائمة حتى الآن و لهم براعة في مجالات الاقتصاد و الثقافة و الإعلام ؛ لأنها هي وسائل السيطرة على المجتمعات.

تأسيس جماعة يهود الدونمة:
تم تأسيس جماعة الدونمة على يد سباتاي زيفي ، اسمه الحقيقي موردخاي زيفي ، و عُرف بين الأتراك باسم قرامنتشته ، عام 1626م ، و هو يهودي أسباني الأصل، تركي المولد و النشأة ، و قد ادعى أنه المسيح المنتظر و المخلص الموعود ، و بعد فترة اعتقلته السلطات العثمانية بسبب معتقداته المتطرفة ، و بعد أن شعر بالخطر أعلن اسلامه و سُمي باسم محمد أفندي ، واصل دعوته الهدامة من موقعه الجديد كمسلم و كرئيس للحجاب ، و أمر أتباعه بأن يظهروا الإسلام و يبقوا على يهوديتهم في الباطن.

و بعد حوالي عشر سنوات اُكتشف أمره و علم الجميع أن اسلامه كان مجرد خدعة ، و تم نفيه إلى ألبانيا و قضى فيها ما تبقى من حياته حتى مات فيها ، و يرجع سبب تسمية يهود الدونمة بهذا الاسم عندما أطلقه عليهم الأتراك ، و كلمة دونمة هي مشتقة من المصدر التركي دونمك بمعنى العودة و الرجوع ، و بعد موت سباتاي زيفي تولى شخص يُدعى إبراهام نطحان قيادة الجماعة و استكمال تلك المسيرة ، و ليس لهم مؤلفات مطبوعة و متداولة و لكن لهم نشرات سرية كثيرة يتداولولنها فيما بينهم.

أفكار و معتقدات يهود الدونمة:
يعتقد يهود الدونمة أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود ، و يدعون أن الجسد القديم لسباتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب و العمامة ليكمل رسالته ، كما يظهرون الإسلام و يبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين.

و هم لا يصومون و لا يصلون و لا يغتسلون من الجنابة ، و في بعض المناسبات الإسلامية كالأعياد قد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية إيهاماً و خداعاً ، و مراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم و محافظة على مظاهرهم كمسلمين ، كما أنهم يحرمون مناكحة المسلمين ، و لا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة و أفكارها إلا بعد الزواج منها ، و لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار و ارتكاب الفواحش ، و يعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون ، و يكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة.

و أكثر ما يميزهم أن لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء و الرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء ، كما أنهم يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم ، و يهاجمون حجاب المرأة و يدعون إلى السفور و التحلل من القيم و يدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها.

أما عن الجذور الفكرية و العقائدية ؛ فإن عقيدتهم يهودية خالصة و بالتالي فهم يتحلون بالخصال الأساسية لليهود ، كالخبث و المراوغة و الدهاء و الكذب و الجبن و الغدر ، و تظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الإسلام من داخله ، و قد كشف بعض المحققين أن لهم علاقة وطيدة بالماسونية ، و كان كبار الدونمة من كبار الماسونيين ، و يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية ، و يديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت و مجلة حياة و مجلة التاريخ و جريدة مليت و جريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية و لها تأثير واضح على الرأي العام التركي.