قامت الجمعية الكويتية للإخاء الوطني بتنظيم ندوة بعنوان ” الحرب الرقمية وأثرها على المجتمع “، وقد تم تنظيم الندوة في ديوان معرفي، وهدفها هو إلقاء الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تحريك الرأي العام .

الجمعية الكويتية للإخاء الوطني
الجمعية الكويتية للإخاء الوطني هي جمعية تم إشهارها بموجب قرار من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل عام 2004، وقد تأسست بهدف إبراز صورة الكويت الحضارية للعالم، وتعزيز القيم والعادات الصحيحة في المجتمع، مع ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة والتعاون واحترام الآخر، مع نبذ العنف والتهميش، كما تهدف الجمعية إلى تعزيز الوحدة الوطنية ودعم العلاقات الاجتماعية بين جميع أفراد المجتمع، وتعمل الجمعية على مكافحة أسباب الطائفية ومكافحة التمييز العنصري والتعصب بكل أشكاله .

ولذلك تقوم الجمعية ببعض النشاطات التي تساعدها على القيام بتحقيق أهدافها، حيث تقوم بالمشاركة في الأنشطة الثقافية وإعدادها سواء داخل الكويت أو خارجها، كما تقوم برعاية ودعم الأعمال الأدبية والعلمية والفنية الجيدة، وتقوم بالتعاون في هذا مع جهات حكومية وأهلية ومواطنين في الكويت، وكذلك مع هيئات غير حكومية ومواطنين خارج الكويت، كما تتواجد الجمعية في كافة المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية، لكي تعمل على نشر ثقافة الترابط والتآخي بين الأفراد .

مجلس إدارة الجمعية
يتكون مجلس إدارة الجمعية من كلا من : السيد موسى جعفر محمد معرفي رئيس مجلس الإدارة، السيد أحمد محمد عبيد نائب رئيس مجلس الإدارة، السيد محمد حمود الهاجري أمين الصندوق، السيدة بيبي محمود عيسى عاشور أمين السر، وأعضاء مجلس الإدارة : السيد بسام منصور ناصر الجزاف، السيد سعود مطلق بداح السبيعي، الدكتور محمد غانم علي الرميحي، السيد حسن الغريب، والسيد خالد الخالدي .

ندوة ” الحرب الرقمية وأثرها في المجتمع “
قامت الجمعية الكويتية للإخاء الوطني بتنظيم ندوة في ديوان معرفي بعنوان ” الحرب الرقمية وأثرها على المجتمع “، حيث تم فيها توضيح الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعي وتحريك الرأي العام، وتأثيرها الكبير والواضح في صنع القرارات، حيث أكدوا أن الفساد يعد مادة خصبة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقومون بدور كبير لكي يتم كشف الفساد، ويستطيعون حول هذا التعبير عن قلقهم وحزنهم وخوفهم كذلك .

كما يقومون بمطالبة الجهات الحكومية بأن يكونوا أكثر شفافية وصدقا، لكي يتم الحوار بينهم وبين أفراد المجتمع بصورة أكثر مصداقية، وأن يقوموا بوضع الأكفاء في المناصب المختلفة، لأنهم هم الذين لديهم القدرة على القيادة والإصلاح، وقد أكد الدكتور طارق الدويسان بدوره، وهو أستاذ بجامعة الكويت، على أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بصورة كبيرة وواضحة على الشعوب في مختلف المجالات خصوصا المجال السياسي، والذي يؤكد على هذا ما حدث في ثورات الربيع العربي، حيث أن التغريدات والتدوينات تعد كإنذار مبكر للتطورات التي تلحقها .

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي
خرجت الندوة ببعض الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تتمثل في : قدرة المنظمات والدول على استخدامها لتخريب النظم، والتجسس على الغير، وعلى المستوى الشخصي فإن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بصرف مستخدمينها عن التواصل المباشر وجها لوجه مع المقربين، والبعد عنهم مع مرور الوقت، وتضعهم في عالم افتراضي بعيد عن الواقع، وتجعلهم أكثر كسلا وخمولا، وتجعلهم عاجزين عن الحركة، مما يؤثر عليهم صحيا ويصيبهم بأمراض بدنية كثيرة .

كما أن الاستخدام الكثير واللا محدود لوسائل التواصل الاجتماعي يصيب الفرد بحالة من الإدمان، والشعور باحتقار الذات والإحباط، وهو ما يطلق عليه ” كآبة النت ” أو ” كآبة الفيس بوك “، وهي حالة تتطور سريعا وتؤثر على الفرد بشكل خطير، وكذلك يمكن أن يصاب الفرد بحالة تسمى ” التنمر الإلكتروني “، وهي حالة يمكن أن تصيبه بسبب المواد الغريبة والأفكار الإجرامية والإرهابية، وأعمال العنف .

إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي
إن السلبيات المذكورة أعلاه لا تعني أن وسائل التواصل الاجتماعي ليس لها أي إيجابيات، حيث وضحت الندوة أن من أهم الإيجابيات لوسائل التواصل الاجتماعي هو قدرتها على تزايد الانفتاح على العالم، وتقريبها المسافات فيه بحيث يصبح العالم كله كقرية صغيرة، كما أنها تعمل على تعارف الشعوب المختلفة على بعضها وتبادل الثقافات .

ونصحت الندوة كل الآباء والأمهات بالسماح لأطفالهم ببعض الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، مع المراقبة المنفتحة عليهم، بمعنى أنها تكون مراقبة إيجابية قائمة على الحوار لا الحصار، وكذلك طلبت الندوة من جمعيات النفع العام والمؤسسات والجهات الحكومية بضرورة نشر الوعي حول وسائل التواصل الاجتماعي ومحاربة سلبياتها بشكل صحيح .