إن فترة الحمل تعد من أصعب الفترات التي تمر بها المرأة ؛ وذلك نتيجة لما تتعرض له من ضغط نفسي وتغيرات جسدية مختلفة بسبب الحمل ، لذلك فمن الأفضل أن تكون المرأة على علم بكل ما سيحدث معها بدلاً من التفاجؤ به ، ولابد معرفة كيفية التأقلم مع كافة الصعوبات التي سوف تقابلها .
أصعب شهور الحمل
الشهور الأولى
تبدأ صعوبة الحمل مع الشهر الأول والذي يبدأ في الأسبوع الثالث من آخر دورة شهرية ، وتجلب الأسابيع القليلة الأولى من الحمل مجموعة فريدة من التغيرات الجسدية والعاطفية ، وتنشغل المرأة أيضا بالعديد من المخاوف خلال الشهر الأول بما في ذلك الحمل خارج الرحم ، وارتفاع مخاطر الإجهاض ، والتورماتين .
خلال الأسبوع الثالث يتم تخصيب خلية البويضة بواسطة خلية منوية في قناة فالوب ، وتسير خلية البويضة الملقحة عبر قناة فالوب لتزرع في الرحم ، خلال عملية الزرع ، قد يكون لديك نزيف بسيط ، يسمى نزيف زرع ، وبداية من الأسبوع الرابع سوف تواجه المرأة العديد من الأعراض الجسدية التي ستستمر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، حيث يتم إطلاق هرمون يسمى هرمون الغدد التناسلية المشيمي البشري (hCG) في الجسم خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل .
يرتبط هذا الهرمون بأعراض مثل تقلبات المزاج والغثيان والقيء ، كما تشمل الأعراض الأخرى للحمل الإرهاق ، والتبول المتكرر ، وألم أو تورم الثدي ، والشعور بطعم معدني غريب في الفم ، وقد تبدأ المرأة أيضا تجربة الرغبة الشديدة لأنواع معينة من الطعام أو النفور منها .
أما في الأسابيع الخامسة والسادسة قد تبدأ المرأة في إدراك أنها حامل بالفعل ، وسيستمر التعب والأعراض الأخرى ، وقد يزداد الغثيان بسبب ارتفاع مستويات الهرمون ، والغثيان في الحمل يميل إلى التفاقم على معدة فارغة ، وعلى الرغم من أن الغثيان في الحمل يُشار إليه عادةً باسم غثيان الصباح ، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم .
كذلك سوف تزيد الرغبة في التبول مع زيادة ضغط الرحم على المثانة ، وسوف يستمر الثدي في التورم والثقل ، كما سوف تصبح الحلمتان أكثر قتامة والأوردة في الثدي أكثر وضوحًا ، وقد تصاب المرأة بالصداع بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات بالجسم .
من الطبيعي أن يكون لدى المرأة تقلبات مزاجية في بداية الحمل استجابة لجميع التغيرات التي تمر بها ، ويمكن أن تتراوح هذه التقلبات المزاجية من الغبطة إلى الشعور بالضيق أو الغضب أو الاكتئاب ، ولكن قد تعاني بعض النساء من الاكتئاب شديد الوضوح والمستمر لدرجة أنه يعطل أداءها الطبيعي ، وهذا ما يسمى بالاكتئاب الشديد ، ويؤثر على 4٪ إلى 12٪ من النساء أثناء الحمل ويحتاج إلى استشارة طبيب .
الشهر الأخير
من المرجح أن تعاني المرأة في الشهر الأخير من الحمل المزيد من الإزعاج والإرهاق ، حيث قد تجد العضلات في بطنها تؤلمها بشدة عند العمل ، أو أن عظام الفخذ لديها يؤلمها عند المشي خلال الشهر الأخير من الحمل ، كذلك تعاني المرأة في تلك الفترة من حركة الجنين القوية ، وفي بعض الأحيان تكون الحركة عبارة عن ركلة قوية ، وفي أحيان أخرى تكون تمدد بسيط ، وغالبًا ما يزيد نشاط الجنين بعد الوجبات أو عندما تكون المرأة مسترخية أو مستلقية .
تجد العديد من الأمهات أنفسهن منهكين جسديًا في الشهر الأخير من الحمل ، حتى النهوض من الأريكة يمكن أن يسبب لها التعب ، حيث يضع الجنين المتنامي المزيد من المتطلبات على جسم المرأة ، وقد يتسبب في جعلها لا تنام بشكل جيد ويصبح نومها متقطع ، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات التعب ، كذلك يمكن أن يؤدي إزاحة الرحم والضغط على الأمعاء إلى إبطاء وظيفة الأمعاء مما يؤدي إلى الإمساك .
تعاني المرأة أيضًا خلال هذا الشهر من مشاكل في اللثة ، حيث يمكن أن تؤدي هرمونات الحمل وزيادة تدفق الدم للثة إلى انتفاخها وجعلها تنزف ، ومع زيادة ضغط الرحم على المستقيم قد يؤدي ذلك إلى انتفاخ البطن وامتلائها بالغازات ، كذلك يتسبب الحمل في انتفاخ الكاحلين أو الأقدام بسبب زيادة الضغط في منطقة البطن .
على الرغم من أن الرضيع قد يكسب رطلًا خلال هذا الشهر ، فقد يزيد وزنك قليلاً فقط ، ويبقى كما هو أو ينخفض فعليًا رطل أو اثنين ، وعادةً ما يكون فقدان الوزن في الشهر الأخير من الحمل نتيجة لانخفاض كمية السائل الأمنيوسي ، حيث تبدأ الهرمونات في تبديل السائل في جسمك ، وينتج كمية أقل من السائل الأمنيوسي ، وقد يؤدي التكرار المتزايد للتبول إلى انخفاض شامل في إجمالي مياه الجسم ، وبالتالي انخفاض في الوزن .
https://www.youtube.com/watch?v=iZRoHtBKJgE
كيفية التأقلم مع الشهور الصعبة بالحمل
– اختيار الأحذية التي تكون مريحة وتقدم الدعم المناسب وذلك لتقليل آلام القدم والظهر .
– ممارسة اليوغا في أواخر الحمل وذلك للمساعدة على الاسترخاء والشعور بالهدوء .
– شراء وسادة الجسم للمساعدة على النوم ليلاً بشكل جيد وفي وضع مريح .
– تدليك الجسم باستخدام الزيوت الأساسية مثل البابونج والزنجبيل والخزامى والليمون .
– تجنب الأطعمة المصنعة ، ومحاولة اتباع نظام صحي متكامل لمساعدة الجسم على البقاء في حالة صحية جيدة .