الدعوة إلى الله مِن الأعمال التي يُجزى القائم عليها أجر كبير مِن الله خصوصاُ إن كان ذلك بالحسنى، وبالخير، وليس بالعنف، أو الإرهاب، الدعوة إلى الله بالكلمة الحسنة، والتعامل الإنساني الرحيم، والروح الإيمانية الصادقة. وهناك بشر رهنت حياتها لهذا العمل، ابتغاء، وجه الله والدار الآخرة، فاتخذوا مِن الدعوة إلى الله سبيلاً، وطريقاً في أي مكان أو أي بلدٍ كان.

الشيخ صالح الحمودي والمعروف عنه حُسن الخلق كان يُشكل ثنائي محبوباً مِن قبل محبيهم مع الشيخ سليمان الجبيلان فتراهم مجتمعين سوياً في الندوات، واللقاءات، والأسفار يدعون إلى الله، وإلى تعاليم الدين. ولكن جاء الموت فأخذ أحدهم مِن الآخر.

وفاة الداعية الحمودي
توفي مساء يوم الثلاثاء الخامس عشر مِن ديسمبر الجاري الداعية الإسلامي الشيخ صالح بن محمد بن إبراهيم الحمودي، وذلك عن عمر ناهز الـ48عاماً،  وذلك إثر دخوله العناية المركزة في مدينة الرياض مُنذ يومين تقريباً، بعد عودته مِن رحلة دعوية في قارة إفريقيا، وأثناء تِلك الرحلة تعرض للإصابة بمرض الملاريا، وأدخل على أثرها للعناية المركزة حتى فاضت روحه للسماء مساء الثلاثاء.الشيخ سلمان العودة داعية إسلامي سعودي معروف حيث غرد قائلاً”رحمك الله من صابر داعية لم يملّ من التطواف في إفريقيا ومساعدة الضعفاء والمرضى وهداية الحائرين”، كما نعاه أيضا الشيخ عادل الكلباني إمام مسجد الحرم المكي سابقاً، وحالياً هو إمام مسجد المحيسن بحي إشبيلية في شمال شرق الرياض حيث غرد هو الآخر ناعياً الشيخ”اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنا وعنه ، واجعل مثواه الجنة”، هذا وقد نعاه الشيخ خالد المصلح عضو الإفتاء بالقصيم، وأستاذ الفقه بجامعة القصيم عبر حسابه الشخصي بتويتر وكتب:”اللهم اغفر لعبد صالح الحمودي اللهم ارحمه واجعل الفردوس مثواه واجبر مصاب ذويه وحبيه إنَّا لله وإنا إليه راجعون”.

كما قامت الصفحة الرسمية لتحفيظ القرآن بالرياض بنعيه عبر حسابهم الرسمي على الموقع وقاموا بتدشين حملة للمساهمة في وقف القرآن صدقة عنه رحمة الله عليه، كما ذكروا أن للشيخ الحمودي مواقف تُذكر فتشكر مع الجمعية، حيث كان مِن المشرفين على مدرسة خديجة الكاتب، كما ساهم رحمة الله عليه في بناء مركز الوسط الجنوبي الذي يُشرف على الحِّلق والدور في وسط الرياض.

وغرد الكثير، والكثير مِن الدعاة، والشيوخ، والعامة، والمحبين  على وسم (#وفاه_الداعيه_صالح_الحمودي)، حيث قاموا  برثاء الشيخ عليه، سائلين مِن الله له المغفرة، والرحمة، وداعيين له بأن يرزقه الله الجنة بحق ما كان يصنعه في سبيل الله مِن الخير الكثير، كما قاموا بتداول بعض الصور له، ومقاطع الفيدو التي كان يدعو لله مِن خلالها، كما أعتبر رواد الموقع على هذا الوسم أن فقدانهم للشيخ هو فقدان الدعوة لأحد أهم فرسانها في إفريقيا بعد فقدانها للداعية الكويتي عبد الرحمن السميط رئيس لجنة مُسلمي إفريقيا، مُنذ عامين.عبد الرحمن السميط الجديد”، وكان آخر لقاء جمع بين القعود والحمودي كان يوم الاثنين الماضي حيث أفاق الشيخ صالح مِن الغيبوبة والتي دامت 4أيام، وأول شيء قاله “لا إله إلا الله.. الله أكبر”، ثم سأل عن أفريقيا والدعوة هناك، ثم قال: “نحن مستعدون للذهاب إلى هناك للدعوة”.

آخر فيديو له
وكان قد تداول الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشيخ ذكروا أنه الأخير له، حيث أظهر المقطع  تلقين الشيخ صالح الراحل الشهادتين لعشرات مِن الأشخاص والذين قرروا دخول الإسلام في إحدى زياراته إلى إفريقيا، وذلك قبل عودته إلى الرياض بأيام، والتي أعقبها دخوله للعناية المركزة بعد أن تم اكتشاف إصابته بالمرض.

مقطع الفيديو المتداول: https://youtu.be/nySZLNtDOUM