عاشت منطقتي القصيم، ومدينة الرياض في الثلاث أيام الماضية حالة جوية إستثنائية بسب الأمطار الغزيرة التي استمرت لثلاثة أيام على التوالي، والتي تم تسميتها بـ الحالة المطرية(سابغة)، والتي تسببت في كثير مِن الأضرار المادية، وخسائر في الأرواح، حيث ارتفع منسوب المياه في الكثير مِن الشوارع، والأحياء فغرقت المباني، والمركبات وسط برك مِن مياه الأمطار المتجمعة، ونتج عن ذلك تعطل في السير، ووجود بعض الحوادث، وتعليق الدراسة.
مدينة بريدة كسرت الأرقام القياسية
المدينة التي تأثرت بشكل خاص في منطقة القصيم مِن هذه الأمطار حيث ظلت السماء تمطر، والشوارع، والأحياء، تمتلئ بالماء، فأُصيبت أنابيب التصريف بالإنهاك، و لم تعد قادرة على الاستجابة، وبالتالي ظل منسوب الماء في الازدياد، والارتفاع فوق سطح الأرض.
بالأمس(الأربعاء) حصدت مدينة بريده المرتبة الأولى في نصف الكرة الشمالي، والثالثة عالمياً في كمية الأمطار الهاطلة حيث حققت خلال24 ساعة ارتفاع لمنسوب الماء وصل نحو 142ملم حتى التاسعة والنصف مساءاً مِن ذلك اليوم. وهذا يُعد ارتفاعا خطيراً.
بلغت الفرق الميدانية مِن طواقم الإسعاف قرابة الـ 25فرقة، وبلغ إجمالي البلاغات التي تلقتها غرفة العمليات الهلال الأحمر بـ منطقة القصيم في الثلاث أيام الماضية أكثر مِن 3000بلاغاً، وتم إخلاء أكثر مِن 1000، وإيواء ما يُقارب الـ 349 شخص. كما باشرت فِرق الإنقاذ بالدفاع المدني حالة احتجاز شخص داخل مركبته، وقد وجد ميتا. كما أسفرت تِلك الأمطار عن حوادث اصطدام، ودهس، وسقوط سيارات، وأشجار، وأعمدة إنارة وحالات توقف قلب، كما تضررت أجزاء مِن بعض المنشآت كمستشفى الولادة، والأطفال حيث تسرت الماء داخل المبنى الجديد، والمجمعات التجارية التي تحول أحدها إلى بركة مِن الماء إن صح التعبير، كما تسببت أيضاً بتوقف محطة السيول بطريق الملك عبد العزيز، ومحطتي السيول بحي الشماس، وحي العجيبة، كما تعطل العمل في المقر الرئيسي للمديرية العامة للمياه بالمنطقة، كما تضرر سور، وسكن الممرضات بمستشفى الملك فهد التخصصي الجنوبي، وتعطلت ثمانية خطوط رئيسية للكهرباء. وتسربت المياه إلى مباني عِدة كمبنى “تعليم القصيم” القسم النسائي، ومبنى الإدارة العامة للتعليم، ومبنى المحكمة العامة، ومبنى مصلحة الزكاة والدخل. وتم إغلاق صناعية السليم بسبب ارتفاع منسوب المياه فيها.
وبذلك تكون شوارع بريدة قد تحولت لبحيرات، وبِرَّك، يستطيع أهلها التنقل مِن مكان لآخر فيها عن طريق القوراب! أجل هذا هو الحاصل حتى أن فرق الدفاع المدني لجأت لذلك، لتوقف حالة السير تماما بسب تِلك البحيرات التي خلفتها تِلك الأمطار، حتى تستطيع(فرق الدفاع المدني) تفقد الأماكن المتضررة بعد هدوء نسبي حل على المنطقة اليوم الخميس.
الرياض ليست أفضل حال من أختها
أما الرياض فكانت هي الأخرى حكاية لوحدها فقد فعل فِيها المطر ما فعل بمدينة بريده قد يكون أخف قليلاً، لكن الخسائر المادية بكل تأكيد لم تكن بالهينة. تِلك الأمطار التي استمرت ليومين متتاليين تسببت في إغلاق عدداً مِن الطرق، والمخارج (خصوصاً مخرج 33الذي غرق بالكامل، وغرق داخله الكثير مِن المركبات)، والأنفاق، وتعطل لـ42 إشارة مرور، وهبوط شارع بحي الفلاح بسبب ارتفاع منسوب المياه لدرجة كبيرة، يصعب التعامل معها. وعلى إثر ذلك تم إغلاق الكثير مِن الطرق كاملة أو أجزاء مِنها مِن قبل مرور المنطقة.
الحالة المطرية”سابغة”
أقرت لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة بالمملكة، تسمية الحالة المطرية التي شهدتها مناطق كثيرة في المملكة بإسم”سابغة” و ذكروا أن تِلك الحالة قد بدأت مِن يوم الأحد22نوفمبر2015، ومستمرة ليوم الخميس26نوفمبر مِن نفس العام.
كما أشارت اللجنة أن تِلك الحالة هي الحالة الخامسة مِن هذا الموسم، والتي جاءت مميزة في قوتها، وغزارتها، واتساعها الجغرافي، وامتدادها الزمني، كما أنها أثرت على مناطق واسعة، وشاسعة مِن المملكة. وبعض دول الخليج، والعراق. وتُعد مِن الحالات نادرة الحدوث في السعودية، ولم تشهد مِنطقة الرياض، والقصيم خصوصاً، أمطاراً بِتلك الكثافة مُنذ 30عاماً تقريباً.
وتِلك بعض الصور لما خلفته الأمطار في مدينة بريدة
وتِلك صور لما خلفته الأمطار في مدينة الرياض