كان للأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته العديد من المواقف الإٌنسانية والأعمال الخيرية ، فجميع من كان يعمل تحت إمرته يشهد له بأنه كان يتعامل مع جميع الموظفين صغار كانوا أم كبار بأسمى طرق المعاملة ، فقد كان دائما ما يستمع إلى ظروفهم ويلبي ما يطلبه منه المواطنين أيا كان طلبهم ، فلم يأت إليه شخص لطلب المساعدة إلا و يمد له العون بكل محبة ، ها هو سلطان الخير كما يلقبه المواطن السعودي ، ومن كثرة مواقفه الإنسانية وأعماله الخيرة التي كان يقدمها سواء في داخل المملكة أو خارجها ، فقد تم تأليف كتاب خاص له تحت عنوان ” الأمير سلطان بن عبدالعزيز .. مؤسسة الخير ” وهو كتاب من تأليف اللواء الدكتور إبراهيم بن محمد الملك ، يتعمق فيه بشخصية الأمير سلطان وحبه العميق لفعل الخير لجميع الناس وتسليط الضوء على أبرز المواقف الإنسانية التي كانت له .

وإذا عدنا إلى الوراء قليلا سنتذكر معا ، قصة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتحاكت بها جميع الصحف المحلية في المملكة ، تبزر مدى إنسانية الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتعاطفه مع الكثير من الحالات الإنسانية التي تطرق بابه لطلب العون والمساعدة ، وهي قصة الطفل ” عبدالله الجريد ” صاحب الموقف الإنساني الشهير مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، هذه القصة تعود اليوم مرة أخرى كذكرى لم تنسى ، ولكن ما أحياها مرة أخرى وأعادها للأذهان ، هو الخبر الأليم الذي انتشر في وسائل الإعلام وهو خبر وفاة عبدالله الجريد بعد معاناة طويلة بالمرض .. فلنتعرف على تفاصيل القصة كاملة .الطفل عبدالله الجريد والامير سلطان رحمهما الله

بداية القصة :
عبدالله الجريد ، كان طفلا صغيرا لم يتجاوز الخامسة من عمره ، يعاني من إعاقة جسدية في الظهر ، كان متواجدا في حائل مع والده ، ولم يكن والده المواطن عادل الجريد يملك المال الكافي لعلاج ابنه ، فتقدم بطلب مقابلة للأمير سلطان بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد في ذلك الوقت ، وقد وافق سموه رحمه الله على مقابلة والد الطفل عبدالله الجريد ، وجرت المقابلة بأسرع مما كان يتوقع ، حيث قام بزيارة مكتب الأمير سلطان مصطحبا معه ابنه عبدالله ، وقد أطلعه على حالة عبدالله المرضية ، فما كان منه إلا أن أصدر أمرا فوريا بصرف مبلغ 50 ألف ريال سعودي وتكفل بجميع المصاريف المتعلقة بعلاج عبدالله .

قصة الفيديو الشهير :
انتشر مقطع فيديو يضم الأمير سلطان بن عبدالعزيز وهو حاملا للطفل عبدالله الجريد ، أثناء المقابلة التي تمت بين والد عبدالله الجريد والأمير سلطا، ، وقد اشتهر هذا المقطع بشكل كبير لما فيه من مظاهر الحنان الأبوي الذي ملأ قلب الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز اتجاه الطفل عبدالله الجريد ، وكانت ابتسامته وهو يداعب الطفل مليئة بالعطف والمحبة ، ونال الطفل عبدالله الجريد شهرة واسعة جراء هذا المقطع الذي يظهر به الطفل وهو يقول للأمير سلطان ” يبا أنا أحبك ” ، وقد تم تداول الفيديو في وسائل الإعلام المرئية ومواقع التواصل الاجتماعي بكثافة ، لما كان به من موقف نبيل من رجل إنساني وعطوف ومتواضع رغم المنصب الذي كان يتقلده في البلاد .

رحلة العلاج :
كان عبدالله الجريد يعاني من انحناء في الظهر يزداد كلما كبر في السن ، و فشل في كليته اليمنى ، فبدأت رحلة العلاج في ألمانيا ، حيث أجريت له عدة عمليات في العمود الفقري حتى يتمكن من الوقوف والجلوس بحرية ، كما أجرى عملية لإزالة الكلى بعد فشلها وتفتيت للحصوات التي كانت تؤثر على حركة العمود الفقري . وقد اتصل الأمير سلطان بنفسه هاتفيا للاطمئنان على صحة عبدالله الجريد .

وفاته :
بعد صراع دام أكثر من عشر سنوات مع المرض ، توفي عبدالله الجبير في المستشفى بألمانيا عن عمر يناهز السادسة عشر ، يوم الجمعة الموافق 27/11/2015 ، وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فور سماع نبأ الوفاة ، فانطلق هاشتاق ” #وفاة_الطفل_عبدالله_الجريد ” وهاشتاق ” عبدالله_الجريد ” حيث شارك نشطاء المواقع التواصل بتغريدات وتعليقات تدعو له بالرحمة والمغفرة ، واستعادوا من خلاله الذاكرة إثر إعادة نشر مقطع الفيديو الشهير الذي يضم الأمير سلطان والطفل عبدالله رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته ، وذلك وسط دعوات للأمير سلطان الخير بالرحمة والمغفرة راجين من الله أن يدخلهما في جنات الخلد .

لمشاهدة الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=7-2ls6ZnBsk