استطاعت المرأة في مجتمعاتنا العربية ، أن تصل بطموحها إلى أعلى الدرجات العلمية والعملية في شتى المجالات ، فأثبتت جدارتها وتفوقها في العديد من القطاعات التي لا يتوقعها أحد ، حتى أصبحت تنافس الرجل في مجالاته الخاصة وأعماله التي تقتصر عليه فقط ، فبرعت وأبدعت ونجحت للوصول إلى هدفها لتكسر الحاجز الذكوري الذي كان يسيطر على المجتمع العربي وخاصة في بعض القطاعات التي لم تكن متاحة للمرأة لدخولها ، ولكن بفضل قوة عزيمتها وإرادتها وتحديها لمجتمع بأكمله ليكون لها دور فعال وذو قيمة ثرية علميا وعمليا ، استطاعت أن تصل إلى مكانة مرموقة جنبا إلى جنب مع الرجل .
وفي المملكة العربية السعودية تحديدا ، استطاعت المرأة أن تثبت وجودها وتبدع في عدة مجالات عملية وعلمية ، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي كانت تواجهها في مجتمعها ، وفكرة تقبل الآخر لها ، فالمرأة السعودية اليوم ، تصل إلى العالمية بإنجازاتها العظيمة والمشرفة ، فرفعت راية بلادها ، بتميزها وتفوقها في شتى المجالات ، وأصبحت المملكة تضم العديد من الكفاءات وقصص النجاح لشخصيات سعودية متميزة وصلت بالمراتب العليا بتصنيفات عالمية في الحقل العملي ، وبالأخص الطاقات الشابة منها ، ومن بين النساء اللواتي أثبتن جدارتهن في مجالات فريدة ومميزة ، هي المواطنة السعودية ” مشاعل الشميمري ” ، التي حققت نجاحا باهرا في مجال عملها واستطاعت أن تصل إلى العالمية ، فلنتعرف على إنجازاتها وما حققته من نجاح الذي اعتبر فخرا للوطن .
مشاعل الشميمري :
ولدت في مدينة عنيزة بالقصيم ، ثم انتقلت بعد ذلك مع عائلتها للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وهي في سن العاشرة ، ثم عادت مرة أخرى إلى المملكة لتكمل دراستها الثانوية ، ولم تكن مشاعل طفلة عادية ، حيث كانت اهتماماتها مختلفة عن اهتمامات جيلها من الأطفال ، فكانت تهتم بالأسلاك الكهربائية وكيفية إيصالها ببعضها ، وكيفية صناعة صواريخ ورقية لتلعب بها ، كما قامت بصنع روبوت أثناء دراستها في المرحلة الإبتدائية مع زميلاتها وحصلت على المركز الأول من أصل ثمانين فريق شارك في المسابقة .
تعليمها :
حصلت مشاعل الشميمري على شهادة البكالوريوس في هندسة الطيران من معهد فلوريدا للتكنولوجيا في ملبورن ، كما حصلت أيضا على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية من ذات المعهد ، ثم قدمت وكالة ناسا لها منحة لتحصل على درجة الماجستير في هندسة الطيران نظيرا لتميزها .
عملها في ناسا :
التحقت مشاعل الشميمري للعمل في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ، لتصبح بذلك أول سعودية وخليجية تعمل في الوكالة ، وكانت ضمن مجموعة من العلماء الذين أشرفوا على صناعة صاروخ سلمي يعمل على رصد المعلومات الخاصة بالأحوال الجوية والشميمري كانت رئيسة لهذه المجموعة .
شركة مشاعل للطيران :
بالرغم من صغر سنها ، استطاعت أن تحقق حلمها في إنشاء شركة خاصة بها تحت مسمى ” مشاعل للطيران ” ، تختص في صناعة الصواريخ السلمية ، وقد كان يدعمها في بداية مشروعها أحد رجال الأعمال السعوديين إلا أنه توقف عن هذا الدعم لظروف خاصة به ، مما اضطرها أن تنقل تجربتها الفضائية إلى خارج الوطن ، فكانت وكالة ناسا هي الداعم الرئيسي لها في تحقيق حلمها الذي كان يرافقها منذ الصغر ، حيث تعتمد الشركة على صناعة الصواريخ الفضائية تحمل رؤوسها أقمار وستالايت خفيفة الوزن مختصة بالاستطلاعات الاستكشافية ، وتعتبر الشميمري أول امرأة سعودية وخليجية تمتلك مصنعا للصواريخ باسمها .