الاحترام هو أساس المعاملة بين الناس، فلابد أن يحترم الصغير الأكبر منه سناً عند التعامل معه، وأن نقوم بترسيخ مبدأ التعامل بأدب وإحترام مع الآخرين، فلا نسخر من شخص أو نستهزئ به، وعندما نطلب مساعدة من أحد أن يكون الطلب باحترام وبأدب دون أن يشعر الآخرين بالإهانه من أسلوب الأمر.
قصة عن الاحترام أساس حسن المعاملة
كان الأخوة سامي وسالي يجلسان لتناول الإفطار على مائدة الطعام، وكانت سالي تريد علبة عصير البرتقال الموجودة في دولاب المطبخ وكانت قصيرة لا تستطيع الوصول للعلبة، وكان أخوها سامي أطول منها ويستطيع الوصول للعلبة بسهولة.
فقالت سالي لأخيها الكبير سامي: أحضر لي كأسا من عصير البرتقال.
فشعر أخيها سامي أن أسلوبها في الطلب خالي من الأدب والاحترام، لذلك رفض وقال لها لا، لن أفعل اذهبي وأحضريها بنفسك.
فظل منشغل بقراءة كتابه المدرسي، ولم يرفع عينيه عن الكتاب، بسبب شعوره بالإهانة، فهو لم يتقبل أن تأمره سالي من أجل القيام بشيء لها وتساءل في عقله: إنها لا تعرف كيف تتحدث مع الاخرين فلماذا يجب أن أساعدها؟ .
ولم تعرف سالي ما الذي أصاب أخاها، فبعد أن كان يساعدها دائما، فلا يريد أن يساعدها الان ؟
فقررت أن تسأل أخيها سامي قائلة له: هل ارتكبت أي خطأ؟ لماذا لم توافق أن تحضر لي العصير؟.
لكن أخاها لم يرد عليها، وتابع قراءة الكتاب وشعرت أنه لا يرغب في التحدث إليها.
فاستمرت سالي في التفكير وتسأل في نفسها: ما الذي حدث؟ .
وفجأة خطر لها فكرة فقالت لأخيها سامي بكل أدب: من فضلك أحضر لي العصير يا أخي العزيز.
فقال سامي حسنا ثم نهض وفتح دولاب المطبخ وأحضر علبة عصير البرتقال، وقال لسالي: تفضلي العصير يا أختي الصغيرة العزيزة.
وقتها عرفت سالي خطأها، وقالت لأخيها سامي أنا آسفة، كان يجب أن أتحدث معك بأدب وبطريقة مهذبة.
فشعر سامي بسعادة كبيرة لأنه قام بتعليم أخته الصغيرة درس في الاحترام وحسن المعاملة.
محمد يحترم الكبار ويحسن معاملتهم
ترك محمد المنزل الذي كان يعيش فيه وانتقل للعيش في منزل جديد في عمارة آخرى، وكان فيها رجل كبير السن يدعى العم حسن ويعيش بمفرده، وكان الاطفال المحيطين بالمنزل يسخرون منه بسبب بطء العم حسن في المشي وتلعثمه في الكلام، وفى أحد الايام كان محمد عائد من المدرسة فسمع هؤلاء الاطفال يضحكون بصوت مرتفع جداً فانتظر ليرى سبب الضحك.
فوجد محمد هؤلاء الاطفال ويدقون الجرس على شقة عم حسن ثم يسرعون بالنزول من على السلم ويضحكون وعندما يفتح عم حسن الباب لا يجد أحد، واستمروا في فعل هذا عدة مرات، ساخرين من العم حسن،
فغضب محمد جدا من سلوكهم وذهب مسرعاً لهم قائلا: لماذا تفعلون هذا في العم حسن؟ فهو رجل عجوز وطيب وانتم تسيئون التصرف معه.
فضحك الاطفال وقال أحدهم : من أنت أيها الفتى حتى تقوم بنصحنا؟ فهل أنت حقاً مغرور وتظن نفسك أفضل مننا، فحزن محمد جداً مما فعلوه وظل يفكر في طريقه يعدل بها سلوكهم وأن ينصحهم بأهمية احترام الآخرين خاصة لو كانوا من كبار السن.
وذات يوم كان محمد يقف في الشباك فرأى هؤلاء الاطفال يلعبون كرة القدم في اتجاه منزل العم حسن، عدة مرات حتى كسرت الكرة زجاج شباك العم حسن وبعدها قام الأطفال بالفرار بعيداً وهم يضحكون على ما حدث.
ففكر محمد وقال: مسكين العم حسن لقد كسروا له زجاج منزله وهو رجل كبير وفقير لا يعمل، وقام بالتفكير في طريقة حتى يساعد العم حسن، فتذكر أنه كان يدخر المال في الحصالة ففتحها واخذ اكل ما بها وأعطاه للعم حسن حتى يشترى لوح زجاج اخر ويصلح الشباك.
فذهب محمد مسرعاً إلى العم حسن ودق جرس الباب وعندما فتح العم حسن وجد محمد أمامه فقال له: أهلاً يا عم حسن لقد أتيت إليك حتى اعتذر عن كسر زجاج الشباك وتفضل هذا المبلغ حتى تشتري الزجاج وتصلحه.
فتعجب العم حسن من سلوك محمد المهذب وقال: شكراً جزيلاً يا محمد انت حقاً ولد مهذب، ولكنى رأيت الاطفال وهم يوجهون الكرة تجاه الشباك وأنت لم تكن معهم، فأنا اعلم انك تريد مساعدتي و هذا من كرم اخلاقك، ولكنى سأذهب الى آبائهم وأخبرهم عما حدث حتى تكون أنت القدوة الحسنة لكل الاطفال ويقلدونك في معاملة الآخرين باحترام ويكون لديهم كرم اخلاقك واحترامك لكبار السن.