يتسائل الكثيرون عن إمكانية تحديد جنس الجنين خلال عمليات الحقن المجهري، وعلى الرغم من أن التفكير في هذا الأمر يثير الكثير من الجدل حيث أنه أمر مستقبلي، وغيبي.

ولكن في الواقع فإن عمليات تحديد جنس الجنين أمر شائع الحدوث ومتعارف عليه  في عيادات الخصوبة والحقن المجهري في جميع أنحاء العالم، ويتم ذلك عن طريق عمل إختبار بسيط للجينات قبل أن تتم عملية الحقن.

ويرجع الفضل في ذلك إلى التحليل الذي يعرف بفحص الجينات قبل الحقن المجهري، حيث يستطيع الطبيب تحديد الجينات التي يتم أخذها ومزجها من الزوجين (البويضات والحيوانات المنوية) لتحدث عملية الحقن المجهري.

وعقب أن تنمو هذه الأجنة لبضعة أيام يمكن للطبيب والأسرة أن يكتشفا إذا كان هناك أي نوع من التشوهات التي يمكن أن تتواجد في الجنين الذي تم زراعته منذ أيام قليلة.

ويعني ذلك أنه يتم وضع الأجنة وفحصها تحت الميكرسكوب، وبلطف وحذر شديدين يتم إزالة بعض الخلايا، ومن ثم يتم فحص الخلايا للتأكد من أنها تحمل مواصفات طبيعية، وهى زوجين من الكروسومات من 1-23 .

كما يقوم الأطباء مرة أخرى بفحص كروموسومات X، Y ، للتأكد من عدم وجود تشوهات في الجنين، وفي هذه المرحلة تحديداً يصبح نوع الجنين واضح جداً، كما يقوم الطبيب بإخبار الوالدين المستقبيليين بجنس الجنين سواءً كان ذكر أم أنثى.

وإذا كان هناك أكثر من جنين طبيعي يمنح الأطباء الوالدين الحرية لإختيار جنس الجنين الذي سيتم إستخدامه خلال عملية الحقن المجهري، كذلك يحق للأسرة أن تقوم بتجميد الأجنة الصالحة والطبيعية ليتم إستخدامها لاحقاً.

أهمية فحص الجينات قبل الحقن المجهري
هو نوع مكلف من فحص الجينات، ويتكلف آلاف الدولارات في أي مكان في العالم، ولكن هذا المبلغ قد لا يكون ثمناً باهظاً لبعض الأسر التي تتطلع لميلاد طفل صحيح وسليم وخالي من الأمراض.

وبالنسبة للسيدات اللاتي تعرضن للإجهاض المتكرر أو أنهن وصلن لمنتصف الثلاثينيات فإنه تزداد خطورة ظهور تشهوات الأجنة لديهم، حيث تزداد إحتمالية تشوه الأجنة كلما تقدمت المرأة في العمر.

كما يفضل الوالدين الذين يعانون من أحد الأمراض المزمنة  إجراء هذا الفحص للتأكد من أن الجنين لا يحمل نفس المرض، ولذلك يساعد هذا التحليل الكثير من الأسر في الحصول على جنين خالي من الأمراض.

وقد ساعدت هذه التقنية الأطباء المتخصصون في عمليات الحقن المجهري، فمن غير المنطقي أن يقوم الطبيب بإحدى عمليات الحقن إذا كان هناك أي نوع من أنواع الجينات المجهولة أو الغريبة لدى الجنين الي سيتم زراعته في الرحم.

ويظل العامل المادي هو المعوق الوحيد الذي يحد من إستخدام هذه التقنية على نطاق واسع، حيث أنها تتكلف الكثير من المال كما أوصحنا سابقاً.

ماذا عن الأسر التي ترغب في إنجاب ذكر أو أنثى تحديداً
هناك الكثير من العيادات التي تقوم بتطبيق مبدأ التوازن الأسري، وينطبق ذلك على الأسر التي تمتلك أحد الأطفال وترغب في الحصول على طفل من النوع الآخر، ولكن الكثير من الأطباء يجدون إستخدام هذه التقنية في المرة الأولى لعمليات الحقن المجهري أمراً غير مقبول، وخاصة إذا كان الوالدين لا يعانوا من مشاكل في الخصوبة.

الإستخدامات الأخرى لفحص الجينات
يتساؤل الكثيرون حول إمكانية إستخدام فحص الجينات بشكل متطور أبعد من مجرد تحديد جنس الجنين، هل يمكن إستخدام هذه التقنية في إختيار طول الطفل، وبنيته ولون عينيه على سبيل المثال ؟

ويقول الأطباء والباحثين أن العلم لم يتوصل بعد لهذه الدرجة، وحتى وإن وصل إليها في يوم من الأيام فمن غير المحتمل أن يوافق الأطباء على إجراء مثل هذا النوع من الإختيارات.

ولكن وبالرغم من وجود بعض الإعتبارات الدينية فقد أعلن أحد المراكز المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية عن إمكانية إجراء عمليات مماثلة ولكنه عاد للتراجع عقب أن أرسل الفاتيكان خطاباً يحتج فيه على هذه العمليات.

وحتى الآن فإن إستخدام تقنية فحص الجينات قبل عمليات الحقن المجهري تستخدم لتقليل القلق والتوتر الذي تعاني منه الأسرة خلال فترة الحمل، كما تساعد في مرور هذه الفترة بسلام بالنسبة للسيدة وجنينها.