إن الثقافة المنتشرة خصوصا عند العرب، أن قدرة النساء على الإنجاب تقل عند سن معين وهو مع قرب سن اليأس ، بينما قدرة الرجال لا تتأثر أبدا بعوامل السن، وأن الرجال تستطيع الإنجاب بكفاءة حتى آخر يوم في حياتهم، وهذا معتقد خاطئ، حيث أن قدرة الرجال على الإنجاب وإن كانت لا تنعدم، إلا أنها تتأثر بعامل السن، خصوصا عندما يتخطى الرجل حاجز الأربعين .
الإنجاب عند الرجال
إن الإنجاب عند الرجل يتحدد حسب إمكانية إنتاج الجهاز التناسلي للحيوانات المنوية عنده، والتي تخترق عنق الرحم لكي تلتحم مع البويضة لتكوين الجنين، والعضو المسئول عن إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجل هي الخصية، كما أنها مسئولة عن إفراز هرمو التيستيسترون، وهو هرمون الذكورة عند الرجل، والذي يساعد في ظهور الصفات الذكورية وإنتاج الحيوانات المنوية .
ويتكون الحيوان المنوي من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو الرأس وهو الذي يحمل الصفات الوراثية والجينات، الجزء الأوسط وهو الجسم الذي يعطي الطاقة اللازمة للحيوان المنوي لكي يستمر في السير، الجزء الأخير وهو الذيل وهو الذي يساعد الحيوان المنوي على اختراق القناة التناسيلية للأنثى، ويستغرق إنتاج الحيوان المنوي حوالي شهرين، كما يستغرق من 10 أيام إلى أسبوعين للمرور بالقنوات التناسلية عند الذكر .
يبدأ ظهور وإنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال في فترة البلوغ، وهذا بخلاف الأنثى التي تولد وهي تنتج البويضات، وتسير الحيوانات المنوية في سائل لزج يسمى السائل المنوي، لكي يستطيع اختراق المهبل، ويكون عددها كبير جدا من مئة إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي، ورغم ذلك حيوان واحد فقط هو الذي يخصب البويضة، وذلك لأن أغلب هذه الحيوانات المنوية تموت في الطريق لأن الرحلة شاقة وطويلة عليها .
مشاكل الإنجاب عند الرجل بعد تخطي الأربعين
1- أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن فرصة الرجال في الإنجاب بعد سن الأربعين تنخفض بنسبة الثلث، وكشفت هذه الدراسة أن الرجل في عمر 40 أو 42 والذي يكون عمر زوجته تحت الثلاثين، تكون نسبة فرصتهم في الإنجاب حوالي 46 % فقط، بينما الرجال تحت سن الـ 35 تكون فرصتهم 73 % .
2- كما أثبتت هذه الدراسة الأمريكية أن الحمض النووي للحيوانات المنوية يشيخ مع تقدم العمر، كما أن نسبة الإجهاض تزيد عندما يكون الزوج تخطى حاجز الأربعين .
3- كما أثبتت هذه الدراسة أن فرصة المرأة في الإنجاب تزداد بمقدار الثلث حينما ترتبط بزوج في مثل عمرها أو أصغر، وهذا إذا كان عمر المرأة يترواح بين 35 – 40، وعمر زوجها 30 – 35 عام .
4- وتقول الدراسات الحديثة أن أطفال الرجال فوق الأربعين عام معرضين بصورة أكبر بست مرات، من الرجال تحت الـ 35 عام، للإصابة بأمراض معينة عند الولادة، مثل التوحد، والتقزم، والفصام الدماغي، والاختلال المعرفي، كنسبة التركيز والذاكرة، ومهارات التفكير والقراءة .
5- وتشير دراسات أخرى إلى أن هذه المشكلات التي حدثت مع الرجال الذين تخطوا الأربعين عند الإنجاب، لن تقف عند أولادهم فقط بل من الممكن أن تستمر لأحفادهم أيضا، فيمرون بنفس هذه المشاكل الصحية .
6- أجريت دراسة على عدد 92 من الرجال مختلفين الأعمار، يتراوح عمرهم بين 22 عام و 80 عام، واكتشفت الدراسة أنه مع ارتفاع العمر عند الرجل يتكسر الحمض النووي في السائل المنوي لديه .
7- أما الباحثون في جامعة واشنطن قد أثبتوا أن هناك تغيير يحدث بعد سن الخامسة والثلاثين عند الرجل، حيث يصيب الخلايا المنوية التلف تدريجيا، وتصبح غير قادرة على إصلاح هذا التلف، وهذا بعكس الخلايا الأخرى في جسم الإنسان التي تستطيع إصلاح الضرر الذي يصيبها، لذا فإن الجسم يفقد قدرته على التخلص من الخلايا المنوية المصابة أو المريضة، مما تكون فرصة تخصيب البويضة بهذه الخلية المريضة أكبر .
8- أما الأبحاث الهندية فقد أثبتت أن الخصوبة الدائمة للرجل بأي عمر مجرد أسطورة خرافية، حيث أنه ومع تقدم العمر تقل الحيوانات المنوية من حيث العدد والنشاط والحركة، مما يؤثر على الخصوبة، وأشاروا إلى أن الرجل اليافع تحت سن الـ 35 يحتاج بضعة أشهر فقط لكي يستطيع تلقيح المرأة، بينما الرجل الذي تخطى حاجز الأربعين قد يحتاج إلى حوالي عامين ليستطيع تخصيبها .
9- وقد عقب بعض الباحثين من جامعة ساوثهامبتون على نتائج هذه الدراسات، بأن ما توصل إليه هؤلاء الباحثون فيما يخص إنخفاض قدرة الرجل على الإنجاب بشكل سليم بعد حاجز الأربعين، سيصبح دافع لدى الرجال لكي لا تؤجل فكرة الزواج والإنجاب، كما سيصبح دافع للزوجات للإنجاب من أزواجهن في بداية الزواج .