سورة الرعد هي السورة الثالثة عشر في القرأن الكريم، فقد نزلت بعد سورة محمد، وهناك خلاف حول هذه السورة من حيث مكان نزولها، فهناك من يقول بأنها نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، فيما عدا قوله تعالى ” ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ” صدق الله العظيم، وهناك من يقول بأن معظم أياتها نزلت في مكة، وأيات قليلة منها فقط نزلت في المدينة، وهناك رأي آخر يرى بأنها مكية بالكامل.
سبب تسمية سورة الرعد بهذا الإسم
سميت سورة الرعد بهذا الإسم بسبب ذكر ظاهرة الرعد فيها ووصفها بطريقة لم تذكر في أي سورة أخرى، وهذا في قوله تعالى ” ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق ” صدق الله العظيم، ولم تذكر ظاهرة الرعد إلا في هذه السورة وفي سورة البقرة.
وصف سورة الرعد
كما سبق وذكرنا فهي السورة الثالثة عشر وقد نزلت بعد سورة محمد وعدد أيات هذه السورة 43 أية، أما عدد كلماتها فهو 855 كلمة، وعدد أحرفها هو 3450 حرف.
فضل سورة الرعد
لهذه السورة فضل عظيم فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنها ” من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال أبي عبد الله رضي الله عنه عن هذه السورة ” من أكثر من قراءة سورة الرعد لم يصبه اللّه بصاعقة أبدا ، ولو كان ناصبيا ، وإذا كان مؤمنا أدخله الجنة بغير حساب ، ويشفع في من يعرفه من أهل بيته وإخوانه “.
كما قال عليه الصلاة والسلام أيضا عن فضل هذه السورة ” من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلاة العتمة ، وجعلها من ساعته على باب السلطان الجائر الظالم ، قام عليه عسكره ورعيته ، فلا يسمع كلامه ، ويقصر عمره وقوله ، ويضيق صدره ، وإن جعلت على باب ظالم أو كافر أو زنديق ، فهي تهلكه بإذن اللّه تعالى ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسباب نزول سورة الرعد
– قد أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام رجلا من الصحابة لواحد من سادات قريش كي يدعوه للدخول في الإسلام فرفض، وأصابته صاعة من السماء بسبب تكبره، حيث أنه روي عن أنس بن مالك : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : ” اذهب فادعه لي “، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك، قال : ” اذهب فادعه لي “، قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله، قال : وما الله ؟ أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال: فرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا . فقال : ” ارجع إليه الثانية فادعه ” ، فرجع إليه، فأعاد عليه مثل الكلام الأول، فرجع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره ، فقال : ” ارجع إليه “، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله تعالى قوله : “ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال “.
– ويقال بأن هذه السورة نزلت بسبب موقف حدث في صلح الحديبية، حيث أن سهيل بن عمر كان هو من يكتب الصلح، وقد رفض كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية الصلح، فقال له وما الرحمن، ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة، وهو مسيلمة الكذاب، ففي قوله تعالى في سورة الفرقان ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ” صدق الله العظيم، فنزل قوله تعالى في سورة الرعد ” قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ” صدق الله العظيم.
– وهناك أيات نزلت فيها في أهل قريش، عندما ذهبوا للرسول عليه الصلاة والسلام وطلبوا منه أن يحي الموتى وأن يبعد عنهم الجبال وأن يفجر الأنهار ويحول الجبال لذهب، فنزل قوله تعالى في هذه السورة ” وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كَذَّبَ بِهَا الأولون ” صدق الله العظيم.