الأحنف بن قيس هو سيد قبيلة بني تميم، الذي يضرب له المثل في الحلم عند العرب، وقد ولد في مدينة البصرة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لكنه لم يره قط .
أشعار بن قيس
قيل للأحنف : ممن تعلمت الحلم؟ قال : من قيس بن عاصم المنقري – حليم العرب -، رأيته قاعدًا بفناء داره، محتبيًا بحمائل سيفِه، يُحدِّث قومه، حتى أُتي برجل مكتوف، ورجل مقتول، فقيل له: هذا ابنُ أخيك قَتَل ابنَك، فوالله ما حلَّ حُبوتَه، ولا قطع كلامه، ثم التفتَ إلى ابن أخيه، وقال: يا ابنَ أخي، أسأتَ إلى رَحِمك، ورميتَ نفسك بسهمك، وقتلت ابن عمِّك، ثم قال لابنٍ له آخر: قُمْ يا بني، فحلَّ كتاف ابن عمِّك، ووارِ أخاك، وسُقْ إلى أمِّه مائةَ ناقة دية ابنها، فإنها غريبة، ثم أنشأ يقول:
إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَطَّبَى حَسَبِي
دَنَسٌ يُهَجِّنُهُ وَلاَ أَفْنُ
مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ
وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ
خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ
بِيضُ الْوُجُوهِ مَصَاقِعٌ لُسْنُ
لاَ يَفْطِنُونُ لِعَيْبِ جَارِهُمُ
وَهُمُ لِحِفْظِ جِوَارِهِ فُطْنُ
أقوال بن قيس
1- لاثة لا ينتصفون من ثلاثة شريف من دنيء وبر من فاجر وحليم من أحمق .
2- من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون .
3- سئل: ما المروءة؟ قال: كتمان السر والبعد عن الشر والكامل من عدت سقطاته .
4- رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر ولا في مال بلا جود ولا في صديق بلا وفاء ولا في فقه بلا ورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن والعتاب مفتاح التقالى والعتاب خير من الحقد .
5- رأى الأحنف في يد رجل درهما فقال: لمن هذا؟ قال: لي، قال: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل أنت للمال إذا أمسكته، وإذا أنفقته فالمال لك .
6- كان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال: جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه .
7- كلم الأحنف مصعبا في محبوسين قال: أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم .
8- لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة مفتاح السيف والندامة .
9- لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة .
10- إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم .
أقوال الصحابة
1- من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله.
2- اعتبروا الناس بأخدانهم، المسلم يتبع المسلم، والفاجر يتبع الفاجر.
3- إنما يمشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله.
4- خرج ابن مسعود على إخوانه فقال : أنتم جلاء حزني.
5- ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.
6- لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه.
7- كل آية في كتاب الله خيرٌ مما في السماء والأرض.
8- من أراد العلم فليتبوّأ من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.
9- إذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن {يا أيّها الّذين آمنوا} فأوعها سمعك فإنه خير ما يأمر به أو شر ينهى عنه.
10- أكبر الكبائر الإشراك بالله والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله.
11- إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه.
12- ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له.
13- إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها.
14- كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جددالقلوب، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض.
15- إن للقلوب شهوة وإقبالاً وإن للقلوب فترة وإدباراً فاغتنموها عند شهوتها واقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها.
16- ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.
17- لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا.
18- ما منكم إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها.
19- والله الذي لا إله إلا هو، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
20- إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها.
21- من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا تأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه.
22- ليسعك بيتك، واكفف لسانك، وابك على خطيئتك.
23- لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً فإن آمن آمن وإن كفر كفر، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
24- إذا أحب الرجل أن ينصف من نفسه فليؤت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
25- ما أنت بمحدّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان لبعضهم فتنةً.