مؤتمؤ مديريد لعام 1880م هو من أهم المؤتمرات التي قد مرت في تاريخ دولة أسبانيا و المغرب ، حيث أنه قد تم انعقاده تحديدا في اليوم الخامس عشر من شهر جمادي الثاني لعام 1297 هـ أي أنه لعام 1880 ، و قد تم عقد هذا المؤتمر بطلب من المواطنون الأسبان و بموافقة من ملك أسبانيا في هذا الوقت ، كما أنه قد تم تقرير تمثيل دولة المغرب من خلال الحاج محمد باركاش و عبد الكريم بريشة التطواني ، و الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر قد حدث خلال عدة اجتماعات فيما بينهم ، و ذلك في الفترة التي قد مكثوا بها أطراف المؤتمر في المدينة ، و التي كانت مدتها حوالي ثمانية عشر يوما تقريبا ، و قد توصلوا إلى ثمانية عشر بند و التي نتجت عن هذا المؤتمر ككل .
بنود مؤتمر مدريد 1880م
1- مشكل الحماية قد تم تقريره بمنع حصول المغاربة على الحماية بصورة غير قانونية أو رسمية .
2- الإقرار بملكية الأفراد الأجانب ، للأرض المغربية ، و التي تكون بشرط الحصول على أذن من الحكومة المغربية و قد ذكرت في الفصل الحادي عشر .
3- قام المؤتمر بتحديد إقامة المتجنسين و الذين من أصل مغربي ، و الذين يقوموا بالعودة إلى دولة المغرب باستخدام جوازات السفر الخاصة بهم الأجنبية ، و ذلك هي نفس المدة التي تم قضائها في البلاد التي قد حصلوا منها على جنسيتهم الجديدة ، و بعد ذلك لهم الأحقية في الاختيار ، و قد ذكرت في الفصل الخامس عشر .
4- قد أقروا في هذا المؤتمر على حرية العبادة بشكل كبير .
5- أقر المؤتمر على أن الأجانب و السماسرة يجب عليهم دفع الضرائب ، و ذلك على الفلاحة و غيرها .
الحماية على المغرب
و الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر قد نجح نجاح كبير ، و قد زاد صيتها و استمر الحديث عنها أكثر من عامين ، كما أن المغرب قد استفادت كثيرا من هذا المؤتمر ، و لكن سرعان ما قد قام القناصل بركوب رؤوسهم و انعقد عدد من المفاوضات التي كانت تصب في صالح القناصل ، حيث أنهم كانوا مجموعة من اللصوص الحقيرة ، و الذين قد قاموا بزيادة المشاكل في المغرب .
و بعد ذلك قد أصبحت المغرب مقيدة و لا تقدر على حل أي من مشكلاتها المنتشرة بها ، حيث أنها لم تكن تستطيع المغرب في التصرف في شئون البلاد الداخلية ، إلا بعد أن تأخذ إذن من الدول الثلاثة عشر المشاركون في المؤتمر ، و ظلت فترة الحماية هذه مسيطرة على دولة المغرب ، و التي بعد ذلك قد تحولت إلى استعمار و الذي قد ظل مهيمن على إدارة و شئون المغرب حوالي أربعة و أربعون عام ، حتى قد حصلت المغرب على استقلالها .
و على الرغم من أن مؤتمر مدريد قد نص على عدم التدخل في الشئون الداخلية لبلاد المغرب ، إلا أنها قد وضعتها تحت قانون الحماية ، و الذي ينص على أن هناك اثني عشر دولة محمية ، و تتدخل في شئون المغرب ، ما دامت تحت بنود مؤتمر مدريد ، و الذي يعتبر من أقوى البنود التي تتحكم في الحياة الداخلية للدولة .
و الجدير بالذكر أنه كان الجيش المغربي معد على أكمل وجه ، و يتم تدريبه بشكل يومي و تدريب قوي ، إلا أنه لا يمتلك أي نوع من أنواع الذخيرة ، حيث أن الجيش المغربي ليس له الحق في امتلاك أي نوع من الذخيرة ، و ذلك بسبب الحماية التي قد وقعت على الدولة نتيجة لمؤتمر مدريد أيضا .