يعد الزواج هو الإطار الذي يعيش به الرجل مع المرأة في نطاق بيت واحد وتحت سقف واحد، ومن خلال الزواج يبدأ كل منهما حياة جديدة تقوم على مبدأ التعاون والمشاركة، ويتحمل كل منهما المسئولية وقد يمر هذا الزواج في بعض الأوقات ببعض المشاكل التي يترتب عليها عدم قدرتهما على العيش معًا ويلجأوا لوسائل الإنفصال الكثيرة والتي تتمثل أهمها في الخلع أو الطلاق أو الفسخ وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على أوجه الإختلاف بين كل منهما بالتفصيل.
الفرق بين الخلع والطلاق والفسخ
من الجدير ذكره أنه قبل أن نتعرف على أوجه الإختلاف بين الخلع والطلاق والفسخ فسوف نتناول المقصود بكل منهما بالتفصيل:
1- يعد الخلع هو الإنفصال الذي يحدث نتيجة تقدم الزوجة بدعوى للمحكمة، ويرجع الخلع لأسباب كثيرة ومن أهم هذه الأسباب هى كراهية الزوجة للزوج وعدم قدرتها على القيام بواجبها تجاه، ولقد أباح الدين الإسلامي الخلع ولكن في الوقت نفسه فهو يعد مكروه وغير مفضل على الإطلاق، وقد أجاز به الله سبحانه وتعالى لتجنب المشاكل الكثيرة التي تحدث بين الزوجين.
2- وأما عن مفهوم الطلاق فهو يعتبر الإنفصال الذي يحدث بين كلا الزوجين، ويحدث نتيجة بعض الأسباب التي تحدث نتيجة الخلع ومن بينها غضب الزوجة وعدم قدرتها على الحصول على حقوقها، أو نتيجة عدم قبول الزوجه لزوجته وينقسم الطلاق لنوعين وهما الطلاق الرجعي والذي يكون هناك إمكانية للزوج أن يرجع زوجته لعصمته ولذمته أيضًا، والذي يحدث بالوقت التي تكون مازالت الزوجة بعدته، وفي هذه الحالة لا يشترط على الإطلاق موافقة الزوجة، حيث من الجدير ذكره أنه خلال وقت الطلاق الرجعي تظل الزوجة ببيت زوجها وحينما يقوم الزوج بإرجاع زوجته لا يشترط في هذه الحالة أن يقوم الزوج بدفع لها مهر جديد، كما لا يشترط أيضًا أن يقوم بدفع لها عقد قران جديد، وأما عن الطلاق البائن فهو الطلاق الذي تخرج به الزوجة من بيت زوجها من أجل قضاء عدتها، وفي خلال هذا الطلاق يجب على الزوج عند إرجاعها أن يقوم بعقد قران جديد، مع ضرورة أن يقدم لها مهر جديد أيضًا.
3- الفسخ ويقصد به الإزالة ومن الناحية الإصطلاحية فيقصد به حل رابطة العقد، وفي خلال الفسخ تزول أثار العقد كما تنتهي أيضًا أحكامه، ومن الملاحظ أن كل من الفسخ والطلاق يعد كل منهما متقاربان ولكن يعد أوجه الإختلاف بينهما أنه مع الطلاق تنتهي أثار عقد الزواج، في حين نلاحظ أن الفسخ يقصد به إنقضاء وإنتهاء العقد.
أوجه الإختلاف بين الخلع والطلاق والفسخ
من الجدير ذكره أن الفرقة بين الزوجين لا تحدث إلا عن طريق الخلع أو الطلاق أو الفسخ وسوف نتناول الإختلاف بين كل منهما بالتفصيل، فالطلاق يقصد به القيام بإنهاء الزواج من جانب الزوج، ونلاحظ أن الطلاق يصاحبه ألفاظ معينة خاصة به، بينما نلاحظ أن الخلع هو تقدم الزوجة بدعوى للمحكمة من أجل الرغبة في إنهاء الزواج وفي هذه الحالة تتنازل الزوجة عن المؤخر وجميع حقوقها مقابل أن يتم الطلاق، في حين نلاحظ أن الفسخ عبارة عن نقض للعقد وإنهاء أيضًا للإرتباط الزوجي من البداية وكأنه لم يكن هذا الإرتباط، ويحدث الفسخ عادة بناء على حكم من القاضي أو من خلال حكم الشرع.
ومن الفروق أيضًا بين كل منهما أن الطلاق يتم بناء على لفظ الزوج ورضاء منه، في حين نلاحظ أن الفسخ يحدث من غير لفظ الزوج ولا يشترط أن يحدث بناء على رضا من الزوج واختياره، والخلع يحدث نتيجة دعوى من الزوجة للرغبة في إنهاء الرابطة الزوجية، وفي نطاق ذلك لقد قال الإمام الشافعي “كل ما حُكِمَ فيه بالفرقة ، ولم ينطق بها الزوج ، ولم يردها … فهذه فرقة لا تُسمَى طلاقاً” انتهى ، الأم”، والطلاق يحدث نتيجة أسباب عديدة وفي بعض الأوقات يحدث بدون أي سبب على الإطلاق وإنما لرغبة الزوج في أن ينهي الحياة الزوجية، والفسخ يكون لسبب معين يبيح ذلك ومن أهم هذه الأسباب هى عدم الكفاءة بين كلا الزوجين، بالإضافة في حالة إذا إرتد أحدهما عن الإسلام ولم يرجع له، كما يحدث أيضًا في حالة فقد الزوج الثقة بزوجته وعدم قدرتهما على العيش معًا.