وصف ابن حزم الأندلسي الحب في كتابة الشهير طوق الحمامة فقال ” الحب – أعزك الله – أوله هزل وآخره جد ، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة . وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة ، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهدبين والأئمة الراشدين كثير ” فكان الحب على مر العصور هو ملهم للكثير من الشعراء والكتاب قديمًا وحديثًا لأنه أساس كل مشاعر طيبة فما أجمل أن يحب الإنسان حبًا صادقًا ومن أجمل قصائد الحب ما يلي :
أشعار عن الحب الحقيقي
شعر المتنبي عن الحب
الحبّ ما منع الكلام الألسنا وألذّ شكوى عاشق ما أعلنا
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرى من غير جرم واصلي صلة الضّنى
بتنا ولو حلّيتنا لم تدر ما ألواننا ممّا استفعن تلوّنا
وتوقّدت أنفاسنا حتى لقد أشفقت تحترق العواذل بيننا
وتوقّدت أنفاسنا حتى لقد أشفقت تحترق العواذل بيننا
أفدي المودّعة التي أتبعتها نظراً فرادى بين زفرات ثنا
أنكرت طارقة الحوادث مرّةً ثمّ اعترفت بها فصارت ديدنا
وقطعت في الدّنيا الفلا وركائبي فيها ووقتيّ الضّحى والموهنا
فوقفت منها حيث أوقفني النّدى وبلغت من بدر بن عمّار المنى
لأبي الحسين جداً يضيق وعاؤه عنه ولو كان الوعاء الأزمنا
وشجاعةٌ أغناه عنها ذكرها ونهى الجبان حديثها أن يجبنا
نيطت حمائله بعاتق محرب ما كرّ قطّ وهل يكرّ وما کنثنى
فكأنّه والطّعن من قدّامه متخوّفٌ من خلفه أن يطعنا
نفت التّوهّم عنه حدّة ذهنه فقضى على غيب الأمور تيقّنا
يتفزّع الجبّار من بغتاته فيظلّ في خلواته متكفّنا
أمضى إرادته فسوف له قدٌ واستقرب الأقصى فثمّ له هنا
يجد الحديد على بضاضة جلده ثوباً أخفّ من الحرير وألينا
وأمرّ من فقد الأحبّة عنده فقد السّيوف الفاقدات الأجفنا
لا يستكنّ الرّعب بين ضلوعه يوماً ولا الإحسان أن لا يحسنا
مستنبطٌ من علمه ما في غد فكأنّ ما سيكون فيه دوّنا
تتقاصر الأفهام عن إدراكه مثل الذي الأفلاك فيه والدّنى
من ليس من قتلاه من طلقائه من ليس ممّن دان ممّن حيّنا
لمّا قفلت من السّواحل نحونا قفلت إليها وحشةٌ من عندنا
أرج الطّريق فما مررت بموضع إلاّ أقام به الشّذا مستوطنا
لو تعقل الشّجر التي قابلتها مدّت محيّيةً إليك الأغصنا
سلكت تماثيل القباب الجنّ من شوق بها فأدرن فيك الأعينا
طربت مراكبنا فخلنا أنّها لولا حياءٌ عاقها رقصت بنا
أقبلت تبسم والجياد عوابسٌ يخببن بالحلق المضاعف والقنا
عقدت سنابكها عليها عثيراً لو تبتغي عنقاً عليه لأمكنا
والأمر أمرك والقلوب خوافقٌ في موقف بين المنيّة والمنى
فعجبت حتى ما عجبت من الظّبى ورأيت حتى ما رأيت من السّنى
إنّي أراك من المكارم عسكراً في عسكر ومن المعالي معدنا
فطن الفؤاد لما أتيت على النّوى ولما تركت مخافةً أن تفطنا
أضحى فراقك لي عليه عقوبةً ليس الذي قاسيت منه هيّنا
فاغفر فدًى لك واحبني من بعدها لتخصّني بعطيّة منها أنا
وانه المشير عليك فيّ بضلّة فالحرّ ممتحنٌ بأولاد الزّنى
وإذا الفتى طرح الكلام معرّضاً في مجلس أخذ الكلام اللّذ عنى
ومكايد السّفهاء واقعةٌ بهم وعداوة الشّعراء بئس المقتنى
عنت مقارنة اللّئيم فإنّها ضيفٌ يجرّ من النّدامة ضيفنا
غضب الحسود إذا لقيتك راضياً رزءٌ أخفّ عليّ من أن يوزنا
أمسى الذي أمسى بربّك كافراً من غيرنا معنا بفضلك مؤمنا
خلت البلاد من الغزالة ليلها فأعاضهاك الله كي لا تحزنا
شعر قيس بن الملوح عن الحب
تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم
وقال أيضًا :
وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لها حبّ تنشّأ في فؤادي فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملاماً وفي زجر العواذل لي بلاء
شعر نزار قباني عن الحب
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
ومن ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
وتحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
وفرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..
-5-
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ…
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..
ولا أجراس العيد..
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ…
-9-
ما يَبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
وأنام سعيداً كالأولادْ…
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
وأشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. والإنسانْ…
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
وفي عصر التصويرِ..
وفي عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبٍ.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ…
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
حيث الحبُّ بلا أسوارْ
والكلمات بلا أسوارْ
والأحلامُ بلا أسوارْ
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..
وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ…
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ
لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأولُ
شَغَفي الأولُ
شَبَقي الأوَّلُ
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ…
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حتى تبتدئَ الأعيادْ
شعر إيليا أبو ماضي عن الحب
بكيت الصّبا من قبل أن يذهب الصبا
فيا ليت شعري ما تقول اذا ولّى؟
توهّمته يبقى اذا أنت صنته
عن الشفة الحمراء والمقلة الكحلا
وخلت الهوى جهلا فلم يكن الهدى
أخيرا سوى ا؟لأمر الذي خلته جهلا
خشيت عليه أن يطوحه الهوى
فألقاك هذا الخوف في الهوّة السفلى
أتلجم ماء النهر عن جريانه
مخاقة أن يفنى؟ اذن ، فاشرب الوحلا
سبيلى الصّبا مهما حرصت على الصبا
فدعه يذوق الحبّ من قبل أن يبلى
فما ديمة صبّت على الصخر ماءها
فما أنبتت زهرا ولا أطلعت بقلا
بأضيع من برد الشباب على امرىء
اذا استطعمته النفس أطعمها العذلا
فلا تك مثل الأقحوانة راعها
من الحقل أنّ تجنى فلم تكن الحقلا
وأعجبها الوادي فلاذت بقاعه
فجاء عليها السيل في الليل واستتلى
فما عانقت نور الكواكب في الدّجى
ولا لثمت فجرا ولا رشفت طلاّ
وزالت فلم يستشعر النور والندى
على فقدها غما كأن لم تكن قبلا
ولا تك كالصدّاح اذ خال أنه
اذا اذدخر الألحان أكسبها نبلا
فضنّ بها والشمس تنثر تبرها
وفضّتها والأرض ضاحكة جذلى
فلّما مضى نور الربيع عن الربى
ودبّ الى أزهارها الموت منسلاّ
تحفّز كي يشدو فلم يلق حوله
سوى الورق الهاوي كأحلامه القتلى