حجرف الذويبي : هو حجرف بن عياد بن عبد الله الذويبي العمري الحربي الذويبي وهو أمير قبائل بني عمرو من قبيلة حرب، وعاش في القرن الثالث عشر وتوفي سنة 1290 للهجرة، من أبنائه الشيخ دارع بن حجرف الذويبي .

وعرف حجرف بالكرم والشجاعة والفروسية حيث كان ينفق كل ما يمتلك حتى يكرك ضيفه ويهتم به، كما كان يساعد أي شخص يطلب منه العون والمساعدة ، كما اشتهر بقول الشعر، وقد قص عنه الكثير من القصص التي تبين ذكائه وشجاعته ومنها قصته مع الجن.

قصة حجرف الذويبي مع الجن :
كان حجرف الذويبي فارس ذو قلب شجاع ولعل من أشهر القصص التي تدل على ذلك هي قصته مع الجن التي تدل على مدى شجاعة وقوة هذا الفارس، حيث كان حجرف مسافر في أحد الليالي الممطرة هو وأحد رفاقه، ولم يمكن معهم من الزاد إلا القليل منه وكان الطريق طويل، وهما في طريقهما وجدوا خروف ذو لون أسود ففكر حجرف أن يأخذوه ويذبحوه ليكون زاد لهم إذا انتهي طعامهم، فقال حجرف لرفيقه : (أحمل هذا الخروف معنا فإنه رزق ساقه الله لنا)، فأخذه رفيع معهم في طريقهم.

بعد فترة وهما يسيرون في الطريق لمع البرق في السماء فألتفت رفيق حجرف للخروف في هذه اللحظة، فوجد الخروف يبتسم حتى ظهرت أسنانه ولمعت فعرف أن هذا الخروف ما هو إلا من الجن، فنادى على حجرف، وقال له : يا حجرف إن العشاء الذي سنتناوله يضحك، ففهم حجرف ما يقصده رفيقه وهو أن الخروف الذي ينويان أن يتناولوه على العشاء ليس بخروف عادي، وانه عفريت من الجن.

وقـام رفيق حجـرف ونـزل مـن على النـاقـه بـدون أن يشعر احد، وبعدما ابتعد حجرف نادى عليه ( يا حجرف الذويبي يا حجرف الذويبي عندما يبرق البرق انشره في ثنايا خروفك)، سمعه حجرف وأكمل سيره وعندما برق البرق نظر إلى الخروف فوجده يضحك وتظهر أسنانه، فقام حجرف ومسح على ظهر الخروف وهو يقول له (صوفن ضافي) فمسح الخروف على ظهر حجرف وقال له (عقل وافي).

ولاحظ حجرف أن كلما قام بشيء قلده الخروف وفعل نفس ما يفعله، فاكلما السير معا إلى أن وصلوا إلى مكان يحتوي على قشع سريع الاشتعال، فنزل حجرف في المكان وأخذ يحمل من القش سريع الاشتعال ويضعه علي ملابسه يدلكه، ففعل الخروف مثله وقلده، وأخذ يدهن صوفه مثل حجرف ثم أخذ حجرف مشعاب نار فأخذ مثله الخروف مشعاب نار، ثم حك حجرف به ظهره فحك الخروف به صوفه، مما أدى إلى اشتعال النار في الخروف واحترق واستطاع حجرف الذويبي التخلص منه .

قصة حجرف الذويبي والغريب :
سمع حجرف أن هناك رجل لديه ابنة شديدة الجمال فقرر أن يذهب إليه ويخطبها، فوجده صدفه في أحد المجالس ومعه ضيف غريب، فذهب حجرف عن الرجل والد الفتاه وأصبح ضيفه لديه فرحب به الرجل وذبح له الذبائح، وعندما حان وقت العشاء قال له تفضل يا حجرف لتناول العشاء ولم ينادي الغريب، فقال حجرف وماذا عن هذا الغريب؟ طلب والد الفتاه منه ألا يهتم بأمره وأنه سيتعشى في وقت آخر، فرفض حجرف تناول العشاء بدون هذا الرجل، ونادى عليه وشاركهم العشاء.

وبعدما تقدم الذويبي لخطبة الفتاه ووافق والدها، وكان يجب أن يذهبوا إلى بلدة قريبة منهم حتى يجدوا شيخ يعقد لهم العقد ليتم الزواج، فكره الرجل الغريب أن يبقى وحده في المنزل فرافقهما، وعندما حان وقت الغداء وهم في الطريق توقفوا قاموا بإعداد القهوة والغداء.

وقد شاركهم الضيف في جمع الحطب وفي إعداد القهوة، ويعدما نضج الطعام أخذ والد الفتاه أفضل القروص ووضعها في صحن حجروف ووضع عليه السمن وأخذ حواف القرص ووضعها في صحن الضيف، وقدم الصحن الأول للذويبي، والصحن الثاني للغريب، لكن حجرف الذويبي نادى على الغريب حتى يشاركه طعامه، وبعدما انتهوا من الطعام، تركوا ما تبقي منهما للنمل الصغير ليأكله، فراقب الغريب ذلك واخذ يردد الابيات التالية :

أسرع عزيز القوم في جيب قوتنا                   وحنا طوايا والكبود عطاش
وقدم لنا الموجود من موجوده                      وأكرم غريب الدار مما حاش
شبعنا وشبع الذر من زاد سورنا                   وللذر من زاد الكرام معاش
يعطي العطا من كان طبعه العطا                 ويمن العطا من كان خاله لاش
من لا يعرب منسبه قبل منشبه                  تروح عيلاته عليه ابلاش

وكانت لهذه الأبيات إشارة واضحة لحجرف الذويبي بالعدول عن هذه الزيجة، وبالفعل قرر التخلي عن ابنة ذلك الرجل البخيل مهما كان حسنها وجمالها.

الوسوم
قصص رعب