أبو إسحاق الإلبيري هو شاعر من شعراء الاندلس قضى حياته في غرناطة، وقد نظم العديد من الأشعار في الزهد والحكمة، وله قصيدة شهيرة أنكر فيها قيام باديس بن حبوس صاحب غرناطة باتخاذ إسماعيل بن النغرالة اليهودي وزيرا له، فنفاه باديس إلى إلبيرة .

أبو إسحاق الإلبيري
هو إبراهيم بن مسعود بن سعد التجيبي، الشهير باسم أبي إسحاق الألبيري، المتوفى بعد سنة 459 هـ، من أشهر شعراء الأندلس، عاش حياته في غرناطة، وتم نفيه إلى إلبيرة بعد تنظيمه لقصيدة اعترض فيها على تولي إسماعيل بن النغزالة اليهودي وزير لباديس بن حبوس صاحب غرناطة، فنظم قصيدة بعد نفيه جعلت قبيلة الصنهاجة تثور على الوزير اليهودي ويقتلوه، وكان ذلك عام 459 هـ .

أفضل قصائد الشاعر أبو إسحاق الإلبيري
1- قصيدة تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا
فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
يَنالُكَ نَفعُهُ ما دُمتَ حَيّاً وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا
وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا .

2- قصيدة تغازلني المنية من قريب
تغازلني المنية من قريب وتلحظني ملاحظة الرقيب
وتنشر لي كتابا فيه طيي بخط الدهر أسطره مشيبي
كتاب في معانيه غموض يلوح لكل أواب منيب
أرى الأعصار تعصر ماء عودي وقدما كنت ريان القضيب
أدال الشيب يا صاح شبابي فعوضت البغيض من الحبيب
وبدلت التثاقل من نشاطي ومن حسن النضارة بالشحوب
كذاك الشمس يعلوها اصفرار إذا جنحت ومالت للغروب
تحاربنا جنود لا تجارى ولا تلقى بآساد الحروب
هي الأقدار والآجال تأتي فتنزل بالمطبب والطبيب
تفوق أسهما عن قوس غيب وما أغراضها غير القلوب
فأنى باحتراس من جنود مؤيدة تمد من الغيوب
وما آسى على الدنيا ولكن على ما قد ركبت من الذنوب
فيا لهفي على طول اغتراري ويا ويحي من اليوم العصيب
إذا أنا لم أنح نفسي وأبكي على حوبي بتهتان سكوب
فمن هذا الذي بعدي سيبكي عليها من بعيد أو قريب .

3- قصيدة من ليس بالباكي ولا المتباكي
من ليس بالباكي ولا المتباكيي لقبيح ما يأتي فليس بزاك
نادت بي الدنيا فقلت لها اقصري ما عد في الأكياس من لباك
ولما صفا عند الإله ولا دنا منه امرؤ صافاك أو داناك
ما زلت خادعتى ببرق خلب ولو اهتديت لما انخدعت لذاك
قالت أغرك من جناحك طوله وكأن به قد قص في أشراكي
تالله ما في الأرض موضع راحة إلا وقد نصبت عليه شباكي
طر كيف شئت فأنت فيها واقع عان بها لا يرتجى لفكاك
من كان يصرع قرنه في معرك فعلي صرعته بغير عراك
ما أعرف العضب الصقيل ولا القنا ولقد بطشت بذي السلاح الشاكي
فأجبتها متعجبا من غدرها أجزيت بالبغضاء من يهواك
لأجلت عيني في نبيك فكلهم أسراك أو جرحاك أو صرعاك
لو قارضوك على صنيعك فيهم قطعوا مدى أعمارهم بقلاك
طمست عقولهم ونور قلوبهم   فتها فتوا حرصا على حلواك
فكأنهم مثل الذباب تساقطت في الأري حتى استؤ صلوا بهلاك
لا كنت من أم لنا أكالة بعد الولادة ما أقل حياك
ولقد عهدنا الأم تلطف بابنها عطفا عليه وأنت ما أقساك
ما فوق ظهرك قاطن أو ظاعن إلا سيهشم في ثفال رحاك
أنت السراب وأنت داء كامن   بين الضلوع فما أعز دواك .

4- قصيدة الشيب نبه ذا النهى فتنبها
الشيب نبه ذا النهى فتنبها ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى
بل زاد رغبة فتهافتت تبغي اللهى وكأن بها بين اللها
فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى والشيخ أقبح ما يكون إذا لها
ما حسنه إلا التقى لا أن يرى  صبا بألحاظ الجآذر والمها
أنى يقاتل وهو مفلول الظبا كابي الجواد إذا استقل تأوها
محق الزمان هلاله فكأنما أبقى له منه على قدر السها
فغدا حسيرا يشتهي أن يشتهي ولكم جرى طلق الجموح كما اشتهى
إن أن أواه وأجهش في البكا لذنوبه ضحك الظلوم وقهقها
ليست تنهنهه العظات ومثله في سنه قد آن أن يتنهنها
فقد اللدات وزاد غيا بعدهم هلا تيقظ بعدهم وتنبها .