لقد خلق الله سبحانه وتعالى الحشرات وجعلها تنمو بطريقة تتيح لنا أن نرى بأعيننا مراحل تطورها ، وبهذا أصبحت حياة الحشرات المختلفة قابلة للفحص والدراسة بالنسبة للبشر بكل سهولة ، وتعتبر الحشرات هي أكبر شعبة داخل الشعبة المفصلة ، حيث أنه يتم تعريف الحشرات بأنها اللافقاريات سداسية الراس ، حيث تحتوي الحشرات على جسم ثلاثي الأجزاء من الرأس والصد والبطن ، وثلاثة أزواج من الأرجل الملتوية التي تسمح لها بأن تتحرك بمرونة ، ونعنبر الحشرات هي النوع الأكثر من حيث العدد على مستوى الكائنات الموجودة في الأرض بما في ذلك الإنسان ، حيث أنها مجموعة الأنواع الأكثر تنوعاً ، حيث تشمل أكثر من مليون نوع ، وبذلك تمثل الحيوانات أكثر من نصف عدد الكائنات الموجودة على سطح الأرض .
التحول في الحشرات
تخرج الأنواع المختلفة من الحشرات من البيضة في حالة مختلفة ، من حيث الشكل الخارجي والتركيب الداخلي والحجم والوزن والحالة الفسيولوجية عن الحشرة البالغة ، لذلك فهي تمر خلال نموها بعد المرحلة الجنينية بسلسلة من التغيرات الشكلية والفسيولوجية حتى تصل إلى الحشرة الكاملة ، ويوجد اكثر من الحلات التي تكون عليها الحشرة عند خروجها من البيضة وهم :
1- حشرات عديمة التحول .
2- حشرات ناقصة التحول .
3- حشرات تحول ناقص تدريجي .
4- حشرات تحول ناقص غير تدريجي .
5- حشرات كاملة التحول .
وخلال هذا الموضوع سوف نتحدث عن نوعين من التحولات التي تحدث للحشرات ، وهي التحولات الكاملة ، والتحولات الناقصة عند الحشرات .
التحول الناقص للحشرات
تمر الحشرات خلال مراحل التحول الناقص بثلاثة مراحل ، وهم ( بيضة ، حورية ، حشرة كاملة )يعرف الطور غير الكامل هنا بالحرية ، ومن أمثلة الحشرات ذات التحول الناقص مجموعة الحشرات خارجية الأجنحة ، وهي التي تنشأ فيها الجنحة من وسادات توجد خارج جسم الحشرة ، ولا تحمل الحورية أجنحة في كثير من الحشرات ، ولكنها تظهر أثناء النمو كبراعم خارجية ، والغدد التناسلية الخارجية فيها غير مكتملة النضج ، وهي أصغر حجماً من الحشرة الكاملة .
و تنقسم هذه الحشرات بدورها الى قسمين :
– حشرات ذات تحول ناقص تدريجي : تشابه الحورية الحشرة الكاملة في الشكل العام تقريباً وأجزاء الفم وتعيش في نفس بيئتها وتتغذى على نفس الغذاء ، وخلال فترة التحول تبدأ الأجنحة في الظهور خارجياً ، ومن أمثلته الجراد والنطاط .
– حشرات ذات تحول ناقص غير تدريجي : الحشرات الكاملة أرضية تتنفس بواسطة القصبات الهوائية ، اما الحورية فهي مائية تتنفس بالخياشيم كما تتباين في نوع الغذاء فالحورية تتغذى على الكائنات الحية المائية ، بينما تتغذى الحشرة الكاملة على الحشرات الطائرة ، ومن هنا فإن التحول من البيئة المائية الى البيئة الأرضية الهوائية تحول فجائي ، ومن امثلة الحشرات ذات التحول الناقص غير التدريجي ( الرعاشات ، ذباب مايو ) .
التحول الكامل للحشرات
يختلف التحول الكامل عن التحول الناقص ، حيث تمر فيه الحشرة بأربعة مراحل وهي ( بيضة ، يرقة ، عذراء ، حشرة كاملة ) وتبدأ هذه المراحل مع خروج الحشرة من البيضة ، وتبدأ هذه المراحل عندما يفقس البيض ويتحول إلى يرقة صغيرة ، أو كما يطلق عليها مجازاً ( دودة ) ، والتي تختلف تماماً في الشكل وطريقة المعيشة والتغذية عن الحشرة الكاملة ، وهذا الاختلاف يكون كبيراً لدرجة تجعل غير المتخصص قد لا يصدق أن هذه اليرقة الصغيرة أو قل ( الدودة )، وتتحول إلى حشرة كاملة لها أجنحة وأرجل .
و أثناء تحول اليرقة إلى حشرة كاملة تمر بطور كامن لا تتغذى خلاله وهو ما يعرف بطور العذراء ، وتختلف أشكال اليرقات والعذارى من نوع إلى آخر تبعاً لعوامل عديدة منها طريقة الحصول على الغذاء ونوعه ، وكذلك طبيعة المكان الذي تعيش فيه ، والاختلاف في طريقة ونوع الغذاء ما بين أطوار الحشرة المختلفة ، حيت تتمكن الحشرة من العيش في بيئات مختلفة تتغير فيها صور الغذاء الذي تتغذى عليه ، وذلك يميز الحشرات عن كثير من الحيوانات التي لا تتغذى إلا على نوع واحد من الغذاء قد يفنى في وقت قصير .