امتاز عصر رسول الله بالعديد من الشعراء الذين قدموا أجمل القصائد الشعرية ، و ققد كان من بينهم لفيف من أجمل الشعراء و منهم كعب بن مالك و حسان بن ثابت و غيرهم .
كعب بن مالك
– ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي و هو أحد شعراء النبي ، و قد شهد العقبة و لم يشهد بدر .
– كان يعرف في اللجاهلية باسم أبا بشير و قد شهد العديد من الغزوات مع المسلمين ، و لكنه تخلف عن غزوة تبوك و لكنه قد تاب إلى الله ، و ذلك تبعا لما ورد عن رسول الله لما بلغ النبي تبوك، ذكرني، و قال: ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه. فقال معاذ: بئس ما قلت! والله ما نعلم إلا خيرا. إلى أن قال: فلما رآني ، تبسم تبسم المغضب، وقال: ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت: بلى. قال: فما خلفك ؟ قلت: والله لو بين يدي أحد غيرك جلست، لخرجت من سخطه علي بعذر، لقد أوتيت جدلا، ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه، وهو حق; فإني أرجو فيه عقبى الله، إلى أن قال: والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك؟ فقال: أما هذا فقد صدقكم، قم حتى يقضي الله فيك، فقمت.
أشعار كعب بن مالك
شعره في رثاء حمزة بن عبد المطلب
طرقت همومك فالرقاد مَسَهَّدُ * وجزعت أن سُلخ الشباب الأغيد
ودعت فؤادك للهوى ضمرية * فهواك غوري وصحوك منجد
فدع التمادى في الغواية سادرا * قد كنت في طلب الغواية تفند
ولقد أنى لك أن تناهى طائعا * أو تستفيق إذا نهاك المرشد
ولقد هددت لفقد حمزة هدة *ظلت بنات الجوف منها ترعد
ولو أنه فجعت حراء بمثله * لرأيت راسي صخرها يتبدد
قرم تمكَّنَ في ذؤابة هاشم * حيث النبوة والندى والسود
والعاقر الكوم الجلاد إذا غدت * ريح يكاد الماء منها يجمد
والتارك القرن الكمي مجدلا * يوم الكريهة والقنا يتقصد
وتراه يرفل في الحديد كأنه * ذو لبدة شئن البراثن أربد
عم النبي محمد وصفيه * ورد الحمام فطاب ذاك المورد
وأتى المنية معلماً في أسرة * نصروا النبي ومنهم المستشهد
ولقد أخال بذاك هندا بشرت * لتميت داخل غصة لا تبرد
مما صبحنا بالعقنقل قومها * يوما تغيب فيه عنها الأسعد
وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد
حتى رأيت لدى النبي سراتهم * قسمين يقتل من نشاء ويطرد
فأقام بالعطن المعطن منهم * سبعون : عتبة منهم والأسود
وابن المغيرة قد ضربنا ضربة *فوق الوريد لها رشاش مزبد
وأمية الجمحي قوَّم ميله * عضب بأيدي المؤمنين مهند
فأتاك فلُّ المشركين كأنهم * والخيل تثفنهم نعام شرد
شتَّان من هو في جهنَّم ثاويا * أبدا ومن هو في الجنان مخلَّد
شعره عن غزوة أحد
إنك عمر أبيك الكريم * أن تسألي عنكك من يجتدينا
فإن تسألي ثم لا تُكذبي * يخبرك من قد سألت اليقينا
بأنا ليالي ذات العظام * كنا ثمالا لمن يعترينا
تلوذ البجود بأذرائنا * من الضر في أزمات السنينا
بجدوى فضول أولى وجدنا * وبالصبر والبذل في المعدمينا
وأبقت لنا جلمات الحروب * ممن نوازي لدن أن برينا
معاطن تهوى إليها الحقوق * يحسبها من رآها الفتينا
تخيَّس فيها عتاقُ الجمال * صحما دواجن حمرا وجونا
ودفَّاع رجلٍ كموج الفرات * يقدم جأواء جولا طحونا
ترى لونها مثل لون النجوم * رجراجة تبرق الناظرينا
فإن كنت عن شأننا جأهلا * فسل عنه ذا العلم ممن يلينا
بنا كيف نفعل إن قلَّصت * عوانا ضروسا عضوضا حجونا
ألسنا نشد عليها العصاب * حتى تدر وحتى تلينا
ويوم له رهج دائم * شديد التهاول حامي الأرينا
طويل شديد أوار القتال * تنفي قواحزه المقرفينا
تخال الكماة بأعراضه * ثمالاً على لذَّةٍ منزفينا
تعاور أيمانهم بينهم * كئوس المنايا بحد الظبينا
شهدنا ككنا أولي بأسه * وتحت العماية والمعلمينا
بخرس الحسيس حسَّان رواء * وبصريَّة قد أجمن الجفونا
فما ينفللن وما ينحنين * وما ينتهين إذا ما نهينا
كبرق الخريف بأيدي الكماة * يفجعن بالظل هاما سكونا
وعلمنا الضرب آباؤنا * وسوف نعلم أيضاً بنينا
جلاد الكماة وبذل التلاد * عن جل أحسابنا ما بقينا
إذا مر قرن كفى نسله * وأورثه بعده آخرينا
نشبّ وتهلك آباؤنا * وبينا نربي بنينا فنينا
سألت بك ابن الزبعرى فلم * أنبأك في القوم إلا هجينا
خبيثا تطيف بك المنديات * مقيما على اللؤم حينا فحينا
تبجست تهجو رسول المليك * قاتلك الله جلفا لعينا
بقول الخنا ثم ترمى به * نقي الثياب تقيا أمينا