طاهر عبد الرحمن زمخشري هو شاعر هو واحد من الشعراء المعاصرين ، له عدد من الدواوين الشعرية القيمة، ولد في مكة عام 1906، وتوفى فيها في العشرين من يوليو عام 1987، وقد تنقل أثناء حياته بين تونس ومصر التي أقام بها لفترة طويلة .
الشاعر طاهر زمخشري
هو طاهر عبد الرحمن زمخشري، أحد أهم المبدعين الراحلين في تاريخ المملكة، وذلك في مجال الأدب عموما والشعر خصوصا، ويعد الزمخشري من الجيل الأول الذي أسس حركة إبداعية بالمملكة في المجالين الأدبي والإعلامي، اشتهر بلقب بابا طاهر، وذلك لاهتمامه بأدب الطفل حينما كان يعمل في الإذاعة، وله العديد من الدواوين الشعرية والأعمال الفنية منها : أحلام الربيع، همسات، أغاريد الصحراء، على الضفاف، ألحان مغترب، حبيبي على القمر، حقيبة الذكريات، أغاريد المذياع، بكاء الزهر، وغيرهم .
أفضل قصائد الشاعر طاهر زمخشري
1- قصيدة إلى المروتين
أهيم وحولي كؤوس المنى تقطر في شفتي رشفتين
فأحسب أني احتسبت الهنا لأسكب من عذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى أصاول في غـربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربى وشقوة سهم رماني ببين
أهيم وفي خاطري التائه رؤى بلد مشرق الجانبين
يطوف خيالي بأنحائه ليقطع فيه ولو خطوتين
أمرغ خدي ببطحائه وألمس منه الثرى باليدين
وألقي الرحال بأفيائه وأطبع في أرضه قبلتين
أهيم وللطير في غصنه نواح يزغرد في المسمعين
فيشدو الفؤاد على لحنه ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البـــوادر من مزنه وتبقي على طرفه عبرتين
تعيد النشيد إلى أذنه حنينا وشوقا إلى المروتين .
2- قصيدة في الأصيل
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانة تجيد المزاحا
غادة زانها التورد في الخدِّ وناغت بالعطر منه الاقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
أقبلتْ في الأصيل والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاء المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يتاحا
فنذوق الهوى وننعم بالنجوى وبالصفو نترع الأقداحا .
3- قصيدة على باب الهوى
على باب الهوى وقف الجمال وفي كبدي بفتنته اشتعال
مددتُ يدي إليه أسِرُّ شيئا فأجبرني على البوح انفعال
فقلت له بطرفٍ لا يداري وفي إغضائه ارتسم السؤال
أريدكَ كالسنا يعطي حياةً بصمت لا يضارعه المقال
أريدك كالنسيم متى تأنَّى وأسرى طاب بالعطر النوال
أريدك جدولاً ينساب عذبًا وترقص من ترقرقه الظلال
أريدك في شغاف النفس وقدًا ولكنَّ الزنادَ له ذبال
يُمِدُّ بصيصه عقلي وحسي بريٍّ ما لدافقه مثال
فهل يرضيك أن يخبو ذبالي ويطويني بقبضته الزوال ؟
4- قصيدة الموعد المنتظر
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ
يا منية النفس قد طاف المراح بنا فراح ينشر من أفراحنا السمر
فبادليني الهوى فالبحر موجته عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر
وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر
والليل أغفى فأرخى من غدائره سودًا تهادى على أطرافها العمر
والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا الحب صدَّاحه والخافق الوتر
وإن أحلامنا في الشط غافية وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر
والذكريات رؤاها كلما هتفت بنا استراحت إلى آمالنا الصور
فيا طيوف المنى فاض الحنين بنا وزادنا شجنًا أن النوى قدر
ولا نزال على الأثباج من لهب يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر .
5- قصيدة نفثة
قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي بعد أن ذاب في الشجون شبابي
وأنا لم أزلْ أُلملم أطرافي وأمشي مكبَّلاً بالصعاب
فطويتُ الأعوامَ أزحف في التّيهِ وزادي ومركبي أوصابي
تتوارى عن المسالك آرابي ويحتثُّ من خطايَ غِلابي
وشراعي الرفّاف صبري ومِجدافي ثباتي وفي الحنايا رِغابي
كلما أَوغلَ الزمانُ بشوطي نهشتْني سودُ الليالي بناب
مُثْخناً بالجراح يهصرني الداء ويسطو على الفؤاد المُذَاب
وتغرّبتْ في الحياة بآلامي وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي
وشربتُ القذى على نخب إخفاقي بكأسٍ سخيَّةٍ بالشراب
عاقرتْني مع اليفاعة أَحْداثٌ أراها لما تزلْ في ركابي
فإذا بالصِّبا بكفّي هباءٌ وإذا العمرُ حفنةٌ من تراب .