التدخين سم قاتل، ولا يخفى عن أحد منا أخطار وأضرار التدخين لاسيما بانتشارها بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة؛ ولم يعد الأمر يقتصر فقط على الرجال بل امتد الأمر إلى النساء والمراهقين من الشباب والفتيات وغيرهم ممن يرغبون في تجربة التدخين لأول مرة مبررين أنها مجرد تجربة فقط.. لم يعلموا أن كل مدمني التدخين بدأو مشوار إدمانهم بسيجارة واحدة فقط من باب التجربة كما يزعمون.

التدخين وإحصائيات منظمة الصحة العالمية
وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية عن التدخين في العام الماضي 2014 أخبرت فيها أن التدخين يقتل حوالي 6 ملايين شخص حول العالم سنوياً منهم تقريبا 600000 شخص غير مدخن يتعرضن لاستشاق الدخان من المدخنين أو ما يعرف بالتدخين السلبي، كما حذرت أنه اذا استمر الوضع على ما هو عليه في استهلاك التبغ فمن المتوقع أن ترتفع نسبة الوفيات بحلول عام 2030 إلى 8 ملايين شخص حول العالم وهي نسبة تستحق التوقف.

اضرار التدخين
ومن أضرار التدخين المشهورة هو سرطان الرئة وأمراض القلب وضعف النظر وضمور الأحبال الصوتية إضافة إلى الضعف الجنسي عند الرجال ويؤدي الأمر عند النساء وخاصة الحوامل المدخنات إلى تشوهات الأجنة التي من أبرزها الشفة الأرنبية؛ وهذه الأضرار على سيبل المثال وليست على سبيل الحصر؛ لذلك تم إطلاق فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التدخين في جميع أنحاء العالم.

حملة “خليك واعي”
وفي إطار جهود بلدية دبي في مبادراتها النشيطة في مكافحة التدخين بوجه عام وفي مشاركتها في اليوم العالمي للتدخين بوجه خاص فقد بادرت البلدية بالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والتي بلغت عددها حوالي 450 جهة مشاركة في حملة تهدف إلى تطبيق قانون لمدة 24 ساعة يمنع بيع التبغ في المحال التجارية ومحطات الوقود على مستوى الإمارات.

وقد أخبر المهندس “حسين ناصر” مدير عام بلدية دبي أن جهود البلدية في مكافحة التدخين جائت اليوم تحت حملة بعنوان “خليك واعي” مؤكداً على نجاح الحملة منذ الساعات القليلة لإنطلاقها وذلك لارتفاع نسبة مشاركة المنظمات المختلفة بها بحضور كبير من مؤسسي وممثلي الشركات والمؤسسات المختلفة.

جهود متواصلة
جدير بالذكر أن جهود بلدية دبي اليوم لم تكن الأولى فسبق أن شاركت في مبادرات وأطلقت العديد من المبادرات المختلفة أيضاً  خلال السنوات الماضية مؤكدة بذلك تحقيق هدفها الأول والمستمر في بناء وإقامة مدينة صحية خالية تماماً من التدخين والمدخنين.

الجهود المستمرة في مكافحة التدخين لن تؤتي ثمارها بالطبع إن لم يتم تكاتف الجهود بصورة أكبر وخاصة في المؤسسات الصحية المسؤولة عن معالجة إدمان النيكوتين، كما يجب نشر ثقافة الوعي بصورة أكبر حتى يبادر المدخنون أنفسهم ليتوقفوا عن التدخين ولن يتحقق هذا إن لم يتم تجهيز برنامج علاجي متكامل دوائي ونفسي واجتماعي للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها تدريجياً إلى أن تختفي تماماً.

ضريبة التدخين
ولن ننسى جميعنا وفاة الشاعر المصري “عبد الرحمن الأبنودي” أخيراً هذا العام إثر دمار رئتيه بسبب التدخين موصياً قبل وفاته على ضرورة ترك المدخنين لهذه العادة السيئة المميته وقائلاً “أنا الآن أعيش بلا رئة وأنتظر الموت في أي لحظة”، لذلك على الجميع انتهاز الفرصة والتقدم لعلاج الإدمان من التدخين قبل فوات الأوان.

حلول أخرى
من الحلول التي توصي بها منظمة الصحة العالمية هي مناشدة كافة الجهات الحكومية لرفع الضريبة المفروضة على التبغ للحد من استهلاكه وتشجيع منظمات المجتمع المدني بنشر الوعي ضد مكافحة التدخين بصورة أكبر.