رغم وفاته منذ سبعين سنة ما زال هتلر يشكل لغزا و يحظى باهتمام كبيرا من الخبراء و الباحثين بسبب كونه أحد رموز الشر و العنصرية و القتل، كما أصبح اسمه اختصارا لكل الكوارث البشرية و الحروب. ولد أدولف ألويس هتلر ” Adolf Hitler ” في 20 أبريل سنة 1889 و توفي في 30 أبريل سنة 1945 و هو ألماني ولد في النمسا و كان زعيم حزب العمال الألماني الإشتراكي الوطني الذي يعرف باسم الحزب النازي. لكن الأسئلة تزايدت حول أصله في محاولة أوروبية لإبعاد نسبه الغير مشرف عنها.
![أدولف هتلر](//www.almrsal.com/wp-content/uploads/2015/12/%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%81-%D9%87%D8%AA%D9%84%D8%B1-843x1024.jpg)
التاريخ المهزوم
حكم الزعيم النازي ألمانيا في الفترة الممتدة بين سنة 1933 و سنة 1945 عندما كان يعمل في منصب مستشار الدولة ” Reichskanzler ” و منصب الفوهرر “” ما بين سنة 1934 و 1945. و تم اختياره من طرف مجلة تايم كأحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
إذا ما تحدثنا عن التاريخ المعاصر فلابد أن نتحدث عن هتلر الذي يعتبر أحد صانعيه و خاصة أحداثه الكبرى ، لكن الصورة تبقى غير بطولية لأن التاريخ يصنعه الأبطال بينما يطغى النسيان على المهزومين و تختفي انجازاتهم و تأثيرهم. و حتى إن أردنا أن نتعاطف مع هتلر فالأمر صعب على الكثيرين ليس فقط لأنه خرج مهزوما من التاريخ بل لأن الدماء التي سفكها في حروبه و غزواته لا يمكن أن يبررها أي سبب أو علة.
![كو كلوكس كلان](//www.almrsal.com/wp-content/uploads/2015/12/%D9%83%D9%88-%D9%83%D9%84%D9%88%D9%83%D8%B3-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%86-1024x684.jpg)
النازية الجديدة
لقد عانت ألمانيا النازية من كثير من المآسي التي لا تعد بسببه كما عانت العديد من الحضارات من إزهاق ملايين الأرواح و رغم وجود ما يشبهها في عالمنا الحاضر إلا أن هذا لا يقلل من مدى بشاعتها و انحطاطها. و مع رفض أروبا لسياسة هتلر إلا أنها ما زالت تعمل بأفكاره التي تقلل من الشعوب الاخرى و تجد عنصريته البغيضة معجبين في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية فيما يمكن تسميه “النازية الجديدة” التي لولا القوانين الدولية لانتعشت من جديد ضد الاعراق الأخرى بما فيهم العرب.
![معرض في برلين](//www.almrsal.com/wp-content/uploads/2015/12/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%8A%D9%86-1024x686.jpg)
نتيجة التحليل الجيني
و في آخر الدراسات تبدو أوروبا بشكل ضمني وكانها تريد التخلص من علاقتها بهتلر بواسطة إصرارها على عدم انتمائه لها و التشكيك في أصوله في محاولة لنسب جيناته إلى مناطق أخرى من العالم. و يظهر هذا التملص في التحليلي الجيني الذي أشرف عليه الصحفي البلجيكي “جان بول مولدرز” و المؤرخ “مارك فيرميرين” لجينات أقارب الزعيم النازي الذي أكدت نتائجه ان هتلر ترجع أصوله لليهود أو الامازيغ الأفارقة.
و قد شمل تحليل الحمض النووي 39 فردا من أقارب هتلر الذين تابعهم المشرفين للحصول على عينات من لعابهم، و كانت الشكوك ليست بالقديمة حول أصل هتلر و هو ما اكدته نتيجة التحاليل التي توصل إليها خبراء جامعة “لوفان” الكاثوليكية في بلجيكا، بعد العثور على الكروموزوم ” E1b1b1″ في الحمض النووي لهؤلاء الأقارب و هو كروموزوم نادر في ألمانيا و شائع في المغرب العربي.
و قال المؤرخ فيرميرين بأن هذا الكروموسوم موجود بشكل كبير بين البربر من سكان دول شمال افريقيا الأصليون الذين يقطنون في المغرب و الجزائر و ليبيا و تونس كما هو شائع لدى اليهود الأشكيناز و السفارديم. و يذكر أن الكروموسوم المكتشف لدى أقارب هتلر تصل نسبته لدى اليهود الأشكيناز إلى 20 بالمئة بينما لدى اليهود السفارديم الذين كانوا يعيشون في إسبانيا و البرتغال قبل طردهم فتصل نسبته إلى 30 بالمئة.
وبهذا يقول الصحفي جان بول بأنه لا وجود لما يسمى الأجناس الرفيعة و الاجناس الوضيعة و ان هتلر ربما يرجع أصله إلى الأعراق التي احتقر كاليهود الذي طالما كان يكرههم مؤكدا أن الإختبار تم في ظروف معملية صارمة.